ذهبت الى الارشيف لأقطف عشوائياً هذه المقالة مما سبق نشره
في سلسلة ( من أخرج العذراء من خدرها ).
وهي من المواد تحت الطبع بإذن الله تعالى.
من أخرج العذراء من خدرها ؟ ٣ - ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
١٨ / ٠٢ / ١٤٣٧ هـ.
تخيلوا معي وأنظروا بعين الرحمة والشفقة على هذا الطفل الكبير الذي تفتح على الحياة كزهرة طرية ناعمة رقيقة وهو كله أمل وأحلام وإقبال على المستقبل الذي ينتظره.
وإذا بالأحمال والأثقال وأكياس من الخيش معبئة بمسئوليات الحياة وواجباتها تلقى علي ظهره من كل جانب.
مطلوب منه خوض غمار الحياة وكسب الرزق وتحصيل المعيشة.
ولديه حاجات نفسية ملحة في الإقتران بزوجة يكمل معها حاجاته العاطفية ويسكن إليها كطبيعة فطرية وحاجة مطلوبة وهامة.
أضف إلى ذلك إن كانت أمامه مسؤوليات أخرى تتعلق به من والدين أو أخوة صغار أم وجود من يحتاج إلى رعاية خاصة في الإسرة.
كم يتألم الشاب عندما يبدأ يفكر في الوقت والجهد الذي لازال أمامه والأموال الطائلة التي تلزمه حتى يستقر في بيت الزوجية ويحظى بالزوجة الحبيبة التي يحلم بها.
حالة يمر بها كل شاب ولعلي لازلت أتذكر الأيام التي مرت بي وأنا في ذلك العمر وسط تلك الأفكار التي تعصف بكل شاب عندما ينظر إلى كم من الوقت الذي لازال أمامه وكم من المراحل الدراسية والمهنية التي يجب عليه أن ينجزها.
وكذلك الفتيات الطاهرات في أخدارهن ينتظرن ساعة الحظ ولحظة السعادة التي تنطلق فيها الغطاريف ترج أركان البيت رجاً.
من حنجرة أم وخالة وعمة وأخوات وحبيبات ينتظرن هذه اللحظة طويلاً ويتمنين لها الزوج الذي يأخذها في حنايا رعايته ومظلة رجولته.
أحكي لكم موقف حصل مع ضيف زارني من الهند وهو من الأغنياء وكان الحديث معه قد تطرق لعادات الزواج وتقاليد الأسرة.
وقد دهش الرجل بل وصعق عندما ذكرت له أن الإبن عندما يتزوج يسكن في مسكّن خاص مع زوجته بعيداً عن أهله.
وقال لي أن هذا عندهم حسب عاداتهم يعتبر عيب وعار كبير في حق العائلة أو الإبن الذي ينفصل عن بيت والده بعد الزواج.
بل يجب أن يبقى مع زوجته في بيت والده ويخصص له غرفة واحدة مع زوجته وباقي البيت للجميع.
حاولت أداري الموقف وذكرت له أن هذه العادة كانت متواجدة عندنا في القدم من زمن الآباء والأجداد.
ولكن مع وجود مشاكل قد تنشأ مابين الزوجة وأم الزوج فقد تغيرت العادات وأصبح الزوجين عندما يتم زواجهم فإنهم يسكنون في منزل منفصل ومستقل عن الأسرة.
لكم أن تتخيلوا بسبب هذه العادة التي حصلت في المجتمع عندنا.
خوفاً من مشاكل ( الحماوات ).
كم من المشاكل والخسائر التي جنيناها من نتائج التخلي عن سكن الزوجين مع الوالدين.
كانت البنت التي تتنزوج تعتبر أم زوجها هي أمها الثانية ووالده هو والدها الثاني.
اللذين يتوليان مسؤولية الإهتمام بها ورعايتها مع زوجها وهي تكن لهما من التقدير والإحترام كمنزلة الوالدين الآخرين لها.
يعني تكون كسبت أم وأب جديدين.
ولكن مع تهميش دور الحماوات والهروب منها والوقوف منها في بعض الأحيان موقف العداء
والفضل في ذلك للأفلام السينمائية التي صورت الحماوات بالصورة المبالغ فيها من الضراوة والعداوة والغيرة من زوجة الإبن.
بخسارة دور الحماوات والبعد عنها والإنفصال في السكن عن الوالدين جعل الكثير من المشاكل تنشاء بين الزوجين من أمور صغيرة وتافهة.
كانت في السابق تحل داخل المنزل من قبل الوالد والوالدة دون أن يعلم بها أحد أو أن تخرج عن نطاق الأسرة.
يجب أن يبقى الزوجين لمدة لا تقل عن عشرة سنوات تحت رعاية الوالدين.
ويجب إعادة دور الحماوات في الحياة الزوجية لحماية الأسر من التفكك والضياع.
لا أقول أنه لا أخطاء من بعض الحماوات.
ولكن المكاسب التي تحصل منهن والدور الذي يقمن به أهم وأكبر من بعض التجاوزات التي قد تحصل.
والتي يمكن تخطيها بمزيد التقدير والأحترام وحسن النية من الزوجة مع أم زوجها.
وقبل ذلك تربية الزوجة وتدريبها على كيفية بذل الإحترام والتقدير اللازمين لأم زوجها وكسب ثقتها وإرضاءها بل وكسب محبتها لها وكذلك والد الزوج يجب أن تكسب حبه لها ورضاه عنها مما تحرص على ذلك من والديها.
هذا على أقل تقدير يجعل الزوج يتمسك بها ويرفع قدرها عنده وعند كل الأهل والأرحام ويزيد من رصيد حب الأهل بل وكل الناس المحيطين بها.
هذا سر الحب الذي كان سائداً في بيوت زمان.
رغم وجود الخلافات التي لا يخلوا منها زمان ولا مكان.
بأي حال يجب أن يعيش مع الزوجين أحد الكبار سواءً أم الزوج أو أم الزوجة أو والده أو والدها.
فللكبير دور مهم في إستقرار الحياة الزوجية ونقل الخبرات والثقافات الأسرية وحل الخلافات والمشكلات بحكم الخبرة والممارسة.
ومن ليس له كبير فليبحث له عن كبير.
أما أن نزف العروسة إلى العريس ونغطرف لهم ونقيم الولائم ونصرف مئات الألوف من الريالات
ثم ندفنهم في شقة العسل لوحدهم يخوضوا تجارب الحياة دون تمرين أو ممارسة وخبرة سابقة وهم لا زالوا في نعومة أظفارهم.
ويغلطون ويهبشون في بعض وأخيراً ما نسمع إلا ضرب القدور وقربعة المواعين وصراخ ونزاع والنكد يجر النكد والشر يعم ويمتد وأخيراً طلاق بعد صمود كل حسب قدرته.
ممكن سنه أو خمسة أو عشرة في النهاية البذرة الأولى منذ البداية تؤتي أُكُلُها شئت أم أبيت.
والى لقاء قادم بإذن الله تعالى.
رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي
ايميل التواصل: Chairman@dsf.com.sa
المشاركات من القرآء الكرام.
حتى وجود الجد والجدة في حياة الأحفاد مفيد جدا
على صعيد الشحن العاطفي
اذ ان الأطفال قد يعانون من جفاء الأبوان بسبب مشاغل الحياة والواجبات المنزلية ولا سيما الام قد تكون مشغولة بحمل او مولود جديد يستلزم كل اهتمامها ورعايتها
فوجود ( الشياب ) المتفرغين غالبا ،، يمنح الأحفاد وقتا واهتماما ورعاية قد لا يجدونها عند الأبوان
اللهم احفظ امهاتنا وآباءنا وارزقهم الجنة ..!
إرسال تعليق
إرسال تعليق