جهاز السعادة ...
إنه جهاز للسعادة الداخلية , يستمد منه أصدقاؤه ومحبّوه الانبساط والبهجة , يشع هذا الإنسان بالدفء , وله حضور دائم , ينتزع منك الابتسامة انتزاعاً , وابتسامته ليست مجرد تحريك لعضلات وجهه ….بل منبعثة من جذر قلبه , معبرةً عن حالة اهتياجٍ داخلي , وعنده القدرة على نقل الابتسامة إلى وجهك كنوعٍ من العدوى , لنسميها بعدوى المرح أو الابتسام والابتهاج , وتفوح منه رائحة غريبة وزكية , لعلها تكون رائحة هرمونات السعادة !.
لكنك أحياناً لا تستطيع أن تتعرف عليه من ملامح وجهه , التي تكون مكفهرة مترهلة وغير معبرة , ولكنها بالقطع حزينة … وأكثر ما يطلعك على تشوه فؤاده عيناه الغائرتان الذابلتان , و تنصدم بدورك إذا رأيت مشيته المتثاقلة , وإهماله لمظهره , وانعدام حماسه للأشياء , وميوله إلى الصمت , كأنه أبكم , يشعرك أنه يستعذب الحزن والبؤس , ويدهشك أنه لا يريد أن يشعر بالفرح , كأنه مفروض عليه ألا يبتهج , يحملك على أن تقر بعبثية الحياة و جَورها .
لا زلت تصدق … أن علماء النفس والفلاسفة والحكماء من قبلهم , قد استطاعوا سبر أغوار النفس البشرية أو الدنو منها , والعثور على سرّ الإنسان ؛ أنا لا أعتقد ذلك … ولا أقرُّ أنهم حتى اقتربوا من شاطئ الحقيقة الإنسانية , وأمامهم الكثير ليكتشفوا خارطة الطريق .
في الوقت الذي اهتزت فيه مدينة نابولي من الضحك لعروض الممثل الكوميدي – كارلينيجا karlinija -
جاء رجلٌ إلى الطبيب المشهور في تلك المدينة للسؤال عن دواء للسوداوية – الكآبة المفرطة – والتي أساءت بدورها إلى صحته , فنصحه الطبيب بالبحث عن التسليةِ والذهاب إلى عروض كارلينيجا .
فأجابه المريض : ...!
أنا كارلينيجا ...!!
#مكرم_قنديل --------------------------------
إرسال تعليق
إرسال تعليق