قصة قصيرة (من الواقع)
تثوير بيقين نبي
كثير ما يسألني الزملاء وخاصة المتديّنون منهم . إلى أين تمضي ؟ أين تريد الوصول ؟ أما آنّ الأوان لترجع للحق والهداية ، وترك الأفكار الغربية الهدّامة . لا أجيبهم فقط أحملق في عيونهم لائذا بالصمت وفي ذهني أمقتُ غبائهم ، وعن طريق الصدفة حيث كنت جالسًا في أحدى مقاهي المدينة ربّتَ على كتفي أحدهم ، التفت وإذا بصديق قديم معتّق ، ندي حلو اللسان ، أحبه وأكن له عظيم الأحترام . دعوته للجلوس فجلس ، سألته عن حاله وأحواله فأجابي باقتضاب شديد ، بضع كلماتومن ثم قال لي : ماذا تريد من الأجيال ؟ أقرأ لك وأتابعك .
- حسنًا أنت عزيز عليّ ولا ينفع الصمت أو أن أنظرك بشزر كالآخرين .
- تبسم ثم قال : يالله هات .
- أريدُ تثويرهم .
- لم أفهم .
- قلت ببرود ضرورة تثوير الأجيال الجديدة ، أن أحدث هزة أو زلزلة عنيفة .
- وماذا ستهز فيهم ؟
- الطمأنينة ، المستنقع ، الزمان الميت ، زلزلت الجذور القديمة التي تعفنت ، هزّ العقل وتخليصه من لوثة الفكر الجمعي ، الحياة وهي تربو من جرّاء تلك الهزة .
أخشى عليك أيها الفريد ، سكاكين القوم تلمع باشطة وفي يوم ما ستكون أضحية جزّار . لا أبالي فأنا أعيش في زمن الآخرين وإن متُ قــد أبعث في زماني . فأرتاحُ وأريح .
- هل أفهم هذه رسالتك ؟
- نعم
-أذن خطّها بدمك المسفوح يوما .
- وقتئذ وصيتي في رقبتك .
- وما وصيتك ؟
- أن تخطّ على قبري عبارة ( نبي تنفس هواء سجين ، في أمة جهلت فأوغلت براثنها عروق الطّاهر الزكي ) .
وثب عليّ كالمصعوق حاضنًا مقبّلا جبيني ويديّ وهو يتجشأ باكيا .
بقلم
مصدق الخزاعي
إرسال تعليق
إرسال تعليق