الحمل والطفل
pregnancy

0




من قديم أرشيف المجلس.

من أخرج العذراء من خدرها ؟ ١٠ - ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله. 
إخواني وأبنائي وأهل محبتي. 
٠٥ / ٠٣ / ١٤٣٧ هـ.


العذراء. والتكيف مع شريك حياتها في بيتها. 
هناك عدة حالات لخروجها من خدرها.

#. منهن من تخرج هاربة من خدرها كأنها كانت في سجن وهي تريد أن تتنفس الحرية والفكاك.

#. ومنهن من تخرج عادة من العادات الإجتماعية أن تتزوج البنت وتروح لزوجها.

#. ومنهن من تخرج بطراً ورياءً وسمعةً ليقول الناس أنها تزوجت وغاظت فلانة وفلانة وماهي أقل منهن حظاً ولا هي بايره ( أي كاسدة ).

#. ومنهن من تخرج للمتعة والنزهة الزوجية ولتغيير الجو وتجربة ممارسة الحياة كزوجة زي ما تقول تلعب لعبة عروسة وعريس.

#. ومنهن من تخرج لتلبس الفستان الأبيض وتطلع على الكوشه ( منصة جلوس العرسان ). 
وتشاهد الدخان الأبيض الذي يثار ليغطي المنصة ويحجب الضوء وتعيش وسطه حياة العرسان.

#. ومنهن من تخرج ليعمل لها شبكة كبيرة يحضرها صاحباتها والأهل والنَّاس جميعاً ويعمل فيها من الإبتكارات والخزعبلات أكثر وأحسن من بيت فلانه وفلان.

مهما كانت النية اللآتي خرجن بها فليس لهن ذنب في ذلك ولكن تبقى مهمة تعليمهن الهدف الأسمى والأعظم للزواج وقيام الأسرة هي من إختصاص وصميم عمل الوالدين والمربين.

تعود بي الذكريات عندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة وكان لنا مدرس التفسير يشرح لنا بعض الآيات وَمِمَّا تطرق له في الشرح هو هدف الزواج في الإسلام والحكمة منه وهو قيام الأسرة بإنجاب الأبناء وتعليمهم وتربيتهم. 
وكنا كطلبة في سن المراهقة ننظر إلى الزواج على أنه وسيلة لإقتران الزوجين بغرض المتعة والغريزة الفطرية. 
وكان يرحمه الله تعالى يحاول أن يعلمنا الهدف الأعلى والأعظم لمفهوم الزواج ونحن لا نكاد نستوعب ما يقول بل وكنا نحسب أنه يحاول أن يصرفنا عن التفكير الغريزي مراعاة لصغر أعمارنا. 
ورغم ذلك وبعض مضي السنين عرفنا صدق وحقيقة ما كان يوجهنا له من هدف الزواج في الإسلام.

أياً كانت الأسباب والمبررات فيجب أن لا تنسينا هدف الزواج الأساسي وهو إنجاب الأبناء وتنشئتهم النشأة الصالحة المباركة والفاضلة ليعمروا الأرض ويقيموا شعائر الدين ويعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئاً.

فإن إستحضار هذه النية بحد ذاته هو أول خطوات التوفيق من الله تعالى في قيام علاقة زوجية كريمة وعزيزة وقوية أمام عواصف الحياة.

نحن لا نقلل من أهمية وجود أسباب أخرى للزواج ولكن يبقى الهدف الأساسي هو الذي تبنى عليه كل الأسباب الأخرى مهما كانت.

يأتي بعد ذلك النظرة التي ينظر بها إلى هذه القادمة العزيزة من خدرها إلى بيت الزوجية. 
من قبل الزوج أو أهل الزوج.

هناك من ينظر إليها وكأنها ملاك هبط من السماء إلى الأرض ليعيش بينهم بكامل العصمة والكمال والمثالية.

ومنهم من ينظر إليها كخادمة للإبن المدلل. 
ومنهم من ينظر إليها كمربيةً للإبن الطائش. 
ومنهم من ينظر إليها كشر لابد منه للإبن المزاجي. 
ومنهم من ينظر إليها كمختطفة للإبن البار. 
ومنهم من ينظر إليها كأجنبية متطفلة. 
ومنهم من ينظر إليها كضيفةً مهذبةً. 
ومنهم من ينظر إليها كمكسب مادي لوظيفتها أو مكانة أهلها أو أي فوائد أخرى متوقعةً من طرفها.

وقليل من ينظر إليها كإنسانة عادية بسيطة 
إختارها الله تعالى لتحمل وتنجب لهم الذرية التي بها يمتد عرق العائلة ونسيج الأمة. 
ويحيا بها ذكرهم وينموا نسلهم.

وهي قد. 
تخطيء وتصيب. وتحب وتكره. 
وتتعب وتنشط. وتنام وتستيقظ. 
وتكسل وتجد. وترغب ولا ترغب. 
ومثلها مثل أي واحدة من أفراد العائلة. 
تعيش بينهم كإبنة للكبير. 
وأخت لمن هم في سنها. وأم لصغيرهم. 
قد يصدر منها الخطأ. 
وقد تقع منها ذلة أو هفوةً. 
وقد يعلى صوتها. وقد يضطرب مزاجها.

كيف يدخل كل من الزوجين إلى قلب الآخر. 
-------------------------------
أما هي فكيف تنظر إلى زوجها وهو كيف ينظر لها. 
وكيف تتعامل معه وهو كيف يتعامل معها.

فيجب أن تكون هناك عدة أحوال للعلاقة بينهما ولكل حالة وضعها ومميزاتها وطريقتها وأسلوبها. 
وعليهم معرفتها والحرص عليها وعدم الخلط بينها. 
لأن الخلط بين الحالات المختلفة هي سبب الكثير من المشاكل والإضطرابات التي قد تصدع الحياة الزوجية وتهدم البناء الأُسَري والكيان الإجتماعي.

زوجين حبيبين. في محيط الخلوة. 
زوجين أبوين. في محيط البيت. 
زوجين صديقين. في محيط العائلة. 
زوجين غريبين. في محيط المجتمع.

لكل حالة من الحالات السابقة من العلاقات والتصرفات والتعاملات التي لا تليق في الحالة الأخرى بل وقد تكون مقززة ومنفرة ولها نتائج ليست مرضية لكل من الزوجين.

فعلى سبيل المثال. 
لو تقبلت الزوجة شيء من التوجيه أو حتى التعنيف من الزوج وأنتم في وضع الزوجين الأبوين في محيط البيت مثلاً. 
فلن تتقبل نفس التوجيه أو التعنيف وأنتم في وضع الزوجين الصديقين في محيط العائلة.

وقد تكون هناك تصرفات تحصل في محيط الخلوة كزوجين حبيبين. 
نفس تلك التصرفات لن تكون محمودة أو مقبولة وأنتم في أوضاع أخرى في المحيط غير المناسب. 
ممكن الإطلاع على العورات بين الزوجين يكون مقبولاً في الخلوة. 
ولكنه مستهجناً وغير مقبول في محيط العائلة.

وأن تتعرى هي أو هو في غير الحالة والمحيط المناسب فهذا يولد العزوف والتقزز بدون إرادة.

ومن خلال عدم التفريق في العلاقة لكل حالة ووضع بما يناسبه وينسجم معه فإنها تحدث التنافرات وردات الفعل الغير مرضيةً.

وقس على ذلك من الأمثلة الكثيرة وحاول أن تضع لكل حالة ووضع ما يناسبه من التصرفات والأخلاقيات وحتى أسلوب التخاطب المناسب له.

أرجو أن نكون بهذا البحث قد أسسنا لمبدأ علاقة وطيدة بين الزوجين من خلال تصنيف نوع الزوجية المطلوبة لكل مكان وزمان ومحيط فيما بينهما. 
وتكون مسك الختام لهذه السلسلة المتواضعة التي أرجوا أن تحقق خروجاً مباركاً للعذارى من خدرها ودخولاً مباركاً إلى كنف زوجها وبركة حياتها والله وليهما ونعم الوكيل.

رعاكم الله تعالى. 💚 
صديق بن صالح فارسي
ايميل التواصل: Chairman@dsf.com.sa


إرسال تعليق

 
Top