أين اختفت نخبنا الثقافية ؟
ان ما يمكن أن نسميهم نخبنا ثقافية وفنية وفكرية عزلت نفسها عن قواعد المجتمع ، وانزوت في هامش تحاور نفسها . فلم يعد يهمها شأن المجتمع وسبل نهوضه وكرامته وحريته ، بل انغمست في البحث اليومي عن سبل الترقي الاجتماعي وأساليب العيش المخملي . فالوطن لم يعد في نظرهم قضية ، بل صار بقرة حلوب تزود بالثروة والمال . والمجتمع مختبر لتجريب نظريات الاحتواء والاغواء والتخدير ، مقابل عطايا جزيلة للحكام إن أثبتت نجاعتها في التحكم .
وأمام هذا التحول في دور المثقف تراجع اشعاع المؤسسات الثقافية ، وقل تداول الكتاب والمطبوعات في المجتمع . فهبط مستوى الوعي . إذ لم يعد لمثقفينا تأثير مباشر وايجابي على المواطنين ، في اتجاه التربية على المبادىء والقيم الإنسانية والتوعية بقضايا العصر والتحفيز على مراكمة المعارف .
الوضع أيضا أدى إلى السماح بظهور أشباه مثقفين وفنانين ملؤوا الدنيا ضجيجا بأعمال لا قيمة ثقافية لها ولا علاقة لها برهانات العصر . ولقد انتشر الفن الساقط مبنى ومعنى واختفى الذوق الرفيع المهذب للنفوس ، من غناء / موسيقى وشعر وقصة ... والفكر المتخلف اللاعقلاني والسطحي القائم على الاستهلاك والتقليد .
إرسال تعليق
إرسال تعليق