6 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
بلا مواربة
بقلم: يحيى محمد سمونة
على صعيد تربية الأولاد و تنشئتهم في مدينة حلب ثمة من يقول أن بعض من يتصدى لهذه المهة سواء في البيت أو المدرسة أو في المنظمات الشعبية تجده بحاجة إلى تربية قبل أن يكون مربيا! قلت: و تشمل هذه المقولة بنسب مختلفة بعضا من أصحاب الاختصاص في مجال التأليف و التوجيه التربوي و في مجال وضع المناهج، و سر ذلك أن الأمة برمتها بحسب ما أسلفته لكم تخضع لعمل ممنهج من قبل أعدائها [هم قراصنة هيكل سليمان]الذين تغلغلوا في جذور ثقافتها و أحكموا قبضتهم على مناهج الثقافة فيها كاملة و برمجوها وفق سياساتهم التي تقضي بضرورة التجهيل المتعمد لأبناء الأمة كي لا تقوم لها قائمة في يوم ما! و طبعا فإن البلهاء من أبناء هذه الأمة ما زالوا يعتقدون أن أمور أمتهم تسير من تلقائها من سوء إلى ما هو أسوأ و ذلك بحكم الأنانية و النرجسية المستحكمة لدى أفرادها! لكنه و بحسب وجهة نظري فحتى هاته التي ذكروها لم تكن وليدة الصدفة بل ثمة من عمل على بعثها و تزكيتها في نفوس أفراد أمتنا و يدخل ذلك ضمن نطاق العمل الممنهج لها.
لقد وعدتكم أن أحدثكم عن التأثيرات السلبية للمنابر في ربوع أمتنا باعتبارها ـ أي هذه المنابر ـ قد تركت بصمة في حياتي و في حياة كل فرد من أبناء مدينة حلب، أما أنا فبإذن الله قد تولدت لدي ردة فعل جعلتني أكثر حذرا و انتباها لمساوئ تلك المنابر، لكن الشريحة العظمى من الناس قد تأثرت إلى حد بعيد بسلبيات تلك المنابر و قد انعكس ذلك على سلوكها و طريقة عيشها حتى وصل الأمر ببعض تلك الشريحة أن تأصل السوء و الفساد في طبعها و غدت وصية عليه. و لعلكم تعجبون من هذا إذ كيف يكون للمنابر المذكورة دورا سلبيا بهذا الشكل و هي المفترض لها أن تقوم بفعل إيجابي؟!
ها أنا أبدأ معكم اليوم من المنبر التربوي و أثره الخطير في طي ثقافة الوعي و استبدالها برؤى فلسفية عقيمة لدى أبناء حلب مما جعلهم انموذجا للعقم الحضاري و المظاهر الخلبية ذات الواقع المخالف للحقيقة و ذلك بحسب المعايير الصارمة للبناء و الإزدهار ـ أعود و أكرر أن هذه الحالة لم تتولد من تلقائها بل هي من مفرزات برتوكولات ما يسمى بحكماء صهيون![لست أعرف من أين جاءتهم تسمية حكماء؟ و نحن نعلم أن الحكمة بيد الله يؤتيها من يشاء، و أنى لهؤلاء بها؟!]
و اتابع مذكرتي في منشور لاحق بعون الله تعالى
كتبها: يحيى محمد سمونة.حلب
إرسال تعليق
إرسال تعليق