الرماني ذات يوم خريفي
اهداء الى ابناء زعير
عانقت صباح يوم خريفي ارسلت فيه الشمس اشعنها بحياء؛، وكانها تعتذر لي عما فعلته بي في فصل الصيف ،وضعت معطفي في حقيبة مخافة ان تهزم هاته الغيوم التي تتشكل في السماء هذا الدفء الذي يغريني بالسفر نحو المجهول، اتهاوى على كرسي بلاستيكي اطلب فنجان قهوة سوداء، اشرب هكذا دون ان اذيب فيه قطعة سكر لعلها تؤجج في الاحساس بمرارة الواقع، الذي حرمني ان اقرر في مصير بلد نهبه تجار الانتخابات، بدعوى انني اسكن في كوكب اخر. ارمي بطرفة عيني نحو اليمين ،مات الحصان الذي كان شاهد على بطولات قبيلة ينزعوتنا منها قسرا حينما يفتخرون بالتاريخ ،افتح هاتف النقال ابحث عن البوم صوري وتذكرت انني البارحة مسحت كل صوري دفعة واحدة ،ففد المني ان يكبر في انسان يعيش على الذكرى، والناس حولي تبني الحاضر لبنة تلو الاخرى ،اسال الناذل الذي مر بجانبي بسرعة البرق عن الرقم السري للويفي ،ينتزع مني هاتفي يركبه دون ان ينبس ببنت شفة ، ثم يغادر لم اساله عن فعلته ربما توجس مني مخافة ان اعود هذا المساء، واجلس على ذاك الحائط القصير الذي لم يكبر او يغير منذ ان كنت اجلس فوقه عندما كنت ادرس بالاعدادية.
وانا في عاصمة زعير حري بي ان اقرا الجرائد الاليكترونية المحلية
عاجل ........فلان يترشح للانتخابات
وردنا اللحظة فلان يهاجم المرشحين للانتخابات
القاء القبض على عصابة
اغلق هاتفي النقال بسرعة اعود الى المكان الذي اعبش فيه، صوت مبحوح لمذيع في الجزيرة ينطق هو الاخر عبارة عاجل وردنا هاته اللحظة. يالها من صدف ماكرة!!!!!!
يقتحم خلوتي شخص مسن وبدون مقدمات يسالني اانت ابن فلان، سبحان الله الشبه حاضر بقوة اجيبه نعم، يقوم من مكانه يحضنني ويسالني كيف حال الوالد؟ اجيبه مات رحمه الله ورفاته تسقي الارض والبعض فوق الارض لازال يرانا غرباء.
يامرني بشرب شيء اخر بعدما راى ذبابة تحالفت هي والقضاء وهذا الجالس بجانبي الذي قلب مواجعي ليفسدوا عني جلستي؛ احمل حقيبتي اهيم على نفسي في هذا المكان الذي يسمى قسرا مدينة الرماني وهي بالمناسبة مدينتي، نفس الحيطان نفس الاسوار نفس الثانوية وحدها مسيرات قادمة من كل مكان برموز احزاب مختلفة......تذكرني ان الذي سيتغير هو ميلاد زمن اخر يزحفه برداءته نحونا .
الرباط بلاصة .... امتطي سيارة الاجرة اتوجه الى العاصمة ،اطلب فنجانا اخر بمقهى باليما اعيد مادونته في رسالة؛ ارمي بها في البرلمان وفي الختام اكتب المرجو اعفاءنا من التمثيل هنا مادام التهميش والفساد يغشعش وسطنا .
العربي شفوق
21 اكتوبر 2016
إرسال تعليق
إرسال تعليق