الحمل والطفل
pregnancy

0


أوهان البيوت. ١٠ / ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله. 
إخواني وأبنائي وأهل محبتي. 
٢٠ / ٠٣ /١٤٣٧ هـ.
ربما كان هناك الكثير من الكلام الممتع حول هذا الموضوع ولكن وصلنا إلى اللقاء الأخير في هذه السلسلة. 
وأرى من باب التوضيح أن أعقد مقارنة بين الإطارات الأربعة من أُطر العلاقات بين الزوجين. 
فَلَو أخذنا مثال ( الكُنية ). 
ففي إطار الزوجين في الخلوة ( ياحبيبي). 
وفي إطار المنزل في محيط الأسرة ( ياأبو فلان ). 
وفي إطار العائلة ( أبو الأولاد أو البنات ). 
وفي إطار المجتمع ( الأستاذ أو الشيخ فلان ).

هذا على سبيل المثال سواءً بهذه الكنية أو أي كنية أخرى مناسبة. 
الهدف هو التفريق في المعاملة بين الزوجين في المواقف المختلفة. 
وقس على هذا المثال جميع العلاقات وطريقة الكلام والأسلوب بين الزوجين بحيث يكون لكل مقام مقال كما يقول المثل. 
وهذا أجدر وأفضل في تقوية الروابط وصيانة البيت من الأوهان. 
بل تجدر الإشارة إلى أن هذا من الأخلاق التي كانت في الزمن القديم وما شاهدناه في كبارنا يرحمهم الله تعالى رغم بساطة حياتهم ومعيشتهم فقد كانت هذه أخلاقهم.

ولعلنا نؤكد على الفوائد التي لاحصر لها من أهمية مراعاة المواقف المختلفة والفعل وردة الفعل المناسبة لكل موقف وكل محيط وإطار من أُطر العلاقات والتعاملات بين الزوجين.

وأترك لكم إختيار الألفاظ والأساليب المناسبة لكل موقف تبحثون بها مع بعضكم البعض وتتفقون عليها وتتعودوا على ممارستها بينكم.

المواهب والصفات والهفوات والسقطات. 
------------------------------
إذا وجد أحد الزوجين أن الله تعالى قد ميزه عن صاحبه بموهبة من المواهب أو بصفة من الصفات الجميلة المفضلة على غيره. 
أولاً. فليحمد الله تعالى. 
ثم عليه ألا يتعالى ويتكبر على زوجته أو زوجها. 
وكذلك عليه أن يعلم أن الله تعالى ربما ميزه بهذه الصفة لمصلحة صاحبه الذي لا يملك مثلها.

ومهما كانت تلك الصفة سواءً في العقل والذكاء أو المال والجمال أو حتى فارق السن. 
وما أجمل قول الزوجة الحكيمة والجميلة جداً عن زوجها القبيح في خلقته فقد قالت. 
لعله أحسن مابينه وبين ربه تعالى فكآفأه الله بي. 
ولعلي لم أحسن مابيني وبين ربي فعاقبني الله تعالى به. 
وكذلك على الطرف الآخر الذي حرم هذه النعمة التي في زوجته أو زوجها. 
أن يحمد الله تعالى أن عوضه عن الصفة التي تنقصه في نفسه وأعطاه إياها في صاحبه. وعليه أن يفخر بذلك ويستفيد من هذا العطاء وهذه النعمة لا أن يغار منها ويحسدها عليها ويجعلها مدار وسبب للتعدي والتجني باللفظ أو الفعل.

سبحان الله الذي يسخر من يشاء لمن يشاء وله في خلقه شؤون وعبر.

وعلى كل من الزوجين أن يتعرف على الصفات التي فضله الله تعالى بها وأن يعلم أنها خلقت فيه رحمة ونعمة على الطرف الآخر الذي حرم منها.

وهكذا يتم التكامل بين الطرفين في أن تتآلف وتتكامل الصفات لدى الطرفين لتعمل في إنسجام وتعاون وتسليم لحكمة الله تعالى في ذلك وتنتج معاً نسيجاً جميلاً من بيت الزوجية العظيم الذي ينشأ في كنفه أجيال تحمل الأمانة وتؤدي الرسالة في الحياة وتكون لهم ذخراً في الدنيا والآخرة في رضى الله تعالى وكما أمر.

وللأسف كم تسببت تلك الصفات من أوهان للبيوت عندما لا يفطن لحقيقتها وحكمة الله تعالى في أن جعلها في أحد الزوجين دون الآخر.

لذلك علينا أن ننظر لأي موضوع في الحياة بمنظار الله تعالى وحكمتة في إنفاذه فينا ونعمل معه بتوافق وإنسجام وليس بالغيرة والحسد. 
أو من خلال نظرة الناس والمجتمع وماذا يقولون عنا وكيف يروننا وكيف يريدون لنا.

فإن لله تعالى في خلقه شؤون وحكم وعبر وليس بالضرورة أن تكون موافقة لهوى النفس وضبابية الخيال.

وأنتقل معكم للبحث في زاوية أخرى من زوايا البيوت وهي أهم وأعظم زاوية من زوايا البيوت المطمئنة التي تصمد في الحياة أمام الأوهان. 
وهي. 
أن تجعلوا الله سبحانه وتعالى فيكم وبينكم ومعكم أينما كُنتُم. 
لأن السلامة في منهج الله تعالى وإتباع ما أمرنا به والبعد عما نهانا عنه. 
فمن المعلوم بل ومن المسلم به تقريباً أن يوسوس الشيطان في قلب أحد أو كلا الزوجين بأن صاحبه لا يحمل له في قلبه الحب الكافي الذي يجعله يكتفي به عن غيره من الناس.

فيبدأ سوء الظن بصاحبه ويفسر كل تصرفاته حتى المحمودة منها على غير المحمل الحسن.

ولكن من كان يعرف الله تعالى والذي يفطن لوسوسة الشيطان. 
( إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) الآيه.

فإنه يتذكر أن الله تعالى نهى عن الظن السيء. 
( يأيها الذين آمنوا إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) الآيه. 
فكف عن سوء الظن إستجابة لأمر الله تعالى فإن الله لن يضيعه وسوف يصلح له أمره كما أصلح قلبه ونيته وإستجابته لأمر الله تعالى.

وكذلك التجسس فقد نهى الله تعالى عنه. 
وكذلك الكذب. وكذلك الجهر بالسوء من القول. 
وقس على ذلك كل شيء في حياتك. 
وقف وأسأل نفسك أو إسأل أهل العلم. 
هل هذا التصرف يرضي الله تعالى. 
أم أن لله تعالى فيه أمر أو نهي.

ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ :
١- ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ . ٢- ﻓﺄﺻﻠﺤﻮﺍ . ٣- ﻭﺃﻗﺴﻄﻮﺍ. 
٤- ﻻﻳﺴﺨﺮ . ٥- ﻭﻻﺗﻠﻤﺰﻭﺍ. ٦- ﻭﻻﺗﻨﺎﺑﺰﻭﺍ. 
٧- ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻦّ ٨- ﻭﻻﺗﺠﺴﺴﻮﺍ 
٩- ﻭﻻﻳﻐﺘﺐ بعضكم بعضاً. 
ﺍﺣﻔﻈﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬا.

وتذكر أنه لينصرن الله من ينصره. 
إذا نصرت الله تعالى بإتباع شرعه ووقفت عند حدود ذلك فإن الله سينصرك. 
ومن ينصره الله فلا شيء يغلبه أو يقهره وعلى الباغي تدور الدوائر.

ونختم هذه السلسلة بمسك الختام وهو الدعاء. 
إلزموا الدعاء إلى الله تعالى بإستمرار وبالليل والنهار وفي السر والإجهار. 
بأن يحفظ لكم ويصلح لكم ويبارك لكم. 
ويعمر لكم بيوتكم. 
بالإيمان والتقوى والصلاح في الزوجات والأزواج وفي الأهل والأرحام والأحباب والأصدقاء
وفي كل النعم التي أنعمها عليكم. 
( قل مايعبأ بكم ربي لولا دعائكم ) الآية.

وإلى اللقاء القادم بتوفيق الله وفضله. 
رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي.




إرسال تعليق

 
Top