الحمل والطفل
pregnancy

0







من سلسلة قصص الاطفال 
الوزة الصغيرة 


كانت (ريما) الصغيرة تخرج كل صباح باكرا" مع والدها الفلاح حتى تشاهد الطيور وتساعده في بعض الاعمال فهي في اجازة الصيف ولا يوجد لديها مدرسة فلذلك تقضي وقتها بالمتعة حتى المساء تعود الى البيت لتحكي لوالدتها ما رات من امور وتقضي بالحديث حتى تنام ,وقد اعتادت ان تنهض كل يوم صباحا" لتذهب مع والدها الى الحقل حتى ذلك اليوم اخبرها والدها بان عليه الذهاب الى المدينة لغرض بيع بعض المنتجات الزراعية التي انتجها من الحقل ,تمنت ان تذهب معه لكنه رفض لان الطريق بعيد وسوف تتعب كثيرا" وعليها ان تبقى مع والدتها ,قبلت براي والدها على مضض لأنها تمنت ان تذهب وتشاهد المدينة, بقيت تلك الايام مع والدتها بالمنزل لا تخرج ابدا" تجلس كل يوم تنتظر والدها ان يطرق الباب ,حتى سمعت صوت امام الباب ,فنادت على والدتها وفتحت الباب فاذا بها تشاهد وزة صغيرة لوحدها تبحث عن شيء تفقده ,اخذتها (ريما) لكن والدتها رفضت ذلك لان يمكن ان تبحث عنها والدتها ويكونوا سبب حرمانها منها بقيت الوزة الصغيرة امام الباب تصرخ حتى المساء لم يهدا بال (ريما) بقيت تراقبها ووالدتها تراقب الوضع حتى حل المساء وهي على حالها ,فخرجت الام واحضرت الاوزة واطعمتها مع وضعه بصندوق صغير لتنام وتتركها صباحا" لترحل مع عائلتها ربما هم بانتظارها ,(ريما) احبت الاوزة وبقيت تراقبها طوال الليل ولم يهدا بالها ابدا حتى نامت وصحت مبكرا" لتخرجها وتكون معها بحثا" عن عائلتها ,كانت كل محاولتها فاشلة بان تترك الوزة خارج المنزل وتنتظر وهي تراقبها ان يأتي احد من عائلتها ليأخذها ,حتى لمحت عربة والدها من بعيد قادمة وذهبت مسرعة اليه واستقبلته واخبرته بأمر الوزة ,ابتسم والدها واخبرها انه موسم الهجرة لابد من ان عائلتها هاجرت وتركتها وسوف يعودون اليها بعد اشهر لذلك تستطيعين الاهتمام بها ورعايتها ,الام رفضت ذلك بقوة الا ان الوالد تدخل من اجل طفلته كانت (ريما) قد اهملت كل شيء وصرفت انتباهها على الوزة الصغيرة تطعمها وتنظفها كل يوم وتأخذها برحلة الى البحيرة القريبة لتتعلم السباحة ,كان والدها يراقبها ويفرح بسعادتها واننها وجدت شيء مهم في اجازة المدرسة لتهتم به وربما تتعلم معنى المسؤولية والاهتمام بالأشياء تحقق انجازات ,كانت والدتها تتغضب كل يوم وتحاول ان تزيحها عن الاهتمام بالوزة وان تتعلم منها كيف تدير المنزل والاعمال المنزلية ولكن كل محاولات امها بات بالفشل فهي تزداد تعلق بالوزة وبالأخص تراها تكبر يوم بعد يوم امام عينيها وايضا الوزة تعلقت بها وتنظر اليها وتصدر اصوات وتعلمت ان تكون معها اصبحتا صديقتين ,وكانتا لا تفترقان خلال اليوم حتى وضعتها معها بغرفتها وكان هذا الامر يزعج والدتها كثيرا" لا نها تحب النظام والنظافة ومن جهة اخرى ترى انها سوف ترحل عنها قريبا" بعد قدوم السرب المهاجر ,كان هذا الامر يقلقها ولكن ولد (ريما) لا يأبه لشيء يراه امر طبيعي وسوف تفهم (ريما) ذلك , مرت الايام واصبحت العام الدراسي قريب ولم تأتي عائلة الاوزة للان فكيف الامر الان , لابد ان تذهب الى مدرستها فطلبت من امها الاهتمام بها حتى تعود , كانت امها على مضض تقبلت الامر واهتمت بالوزة حتى عودة (ريما) من المدرسة استمر الحال لمدة شهر كامل حتى عاد سرب الاوز وشاهدة امها قدموهم فطلقت الوزة لتذهب معهم واختفت ,عندما عادت (ريما) من المدرسة بحثت عن الوزة ولم تجدها ,حزنت كثيرا" بعد ان اخبرتها امها عن قدوم السرب وانها رحلت معهم ,بقيت (ريما) كل يوم تنتظر ان تعود الاوزة عسى ان تراها ,وتتسأل لماذا نسيت الوزة كرمها واهتمامها بها وهي من ربتها وجعلت تكبر وتكن قوية ,تساؤلات (ريما) لم تكن لها اجابة سوى الانتظار رغم ان والدها كان يهون عليها الحدث بانه الوزة لها عالمها الخاص وعلينا ان تفهما وتتقبل الامر لان عائلتها بانتظارها ,مرت عام كامل وانتهت ايام الدراسة وبدات الاجازة عادت (ريما) لتعمل مع والدها بالحقل فبينما هي هناك شاهدت الاوز وهو يحلق على الحقل كانه يحاول ان يخبرها بشيء , بقيت تنظر اليهم حتى نزلت الاوزات كانت من بينهم وزتها التي ربتها وتعبت عليها ,لم تنساها لكنها بنت عائلة ولديها اطفال ,فرحت (ريما) كثيرا" لانها عادت اليها لتشكرها وتخبرها بان لها عائلة هنا ,فهمت (ريما) ان ما فعلته والدتها كان الصواب لانها اعطت حقها بالحياة واعادتها الى عالمها الذي يجب ان تعيش به ,بقيت الاوزة وعائلتها مع (ريما) فترة الاجازة وبعدها ودعتها لتذهب الى مكان ادفء تقيم به ودعت (ريما) صديقتها الوزة وتمن لها حياة اجمل
العبرة من القصة /ان لا تتحكم بحياة الاخرين اترك لهم الاختيار فما نحب وما نريد ليس بالضرورة يرضي الاخرين وبالتالي فان الضغط عليهم يجعلنا نخسرهم ومن ان اجل ان نبقى معا" فيجب ان توازن بعلاقاتنا مع الاخرين ....



انتهى


نيسان نصري / العراق






إرسال تعليق

 
Top