الإعجاز التشريعي للقرآن الكريم
وصف الله تعالي الهدف الاسمي لعباده وهو العبادة فقال تعالي " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات وبالتالي فالقران مبني علي شرع الطريق للإنسان ليسير في طريق الله ويبتعد عن نواهيه وهذا هو الهدف والغاية من القران الكريم هو السير بالنفس البشرية إلي طريق الهداية وتوضيح أبوابها وهذا الخطاب الذي يخاطبه الله للبشر إنما يخاطبهم ليدعوهم إلي مواطن الهداية والهدي وقد قال تعالي في تزكية النفس " ونفس وما سوها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها " الشمس
وما غاية التشريع الإسلامي إلا البحث عن الفضيلة والخلق الرفيع والقران نزل بالشريعة الإسلامية التي هي مناط الحكم الإسلامي " قال تعالي إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله " وقال و أنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " المائدة
وقال تعالي " ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون " وقال ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون " المائدة وقال " كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط العزيز الحميد "
والقران أرسل للعالمين رحمة قال تعالي وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وقال تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا " والقران وحدة لا تتجزأ وتعاليمه وأحكامه مترابطة متكاملة بين بعضها البعض بما يشبه الوحدة العضوية بين أعضاء الجسم الواحد فبعضها يؤثر في بعض ولا يجوز أن يفصل جزء أو أكثر منها عن سائر الأجزاء فالعقيدة تغذي العبادة والعبادة تغذي الأخلاق وكلها تغذي الجانب العملي والتشريعي ولا يسوغ في منطقة الإيمان ولا منطق العقل أن يأخذ احد ايه من القران ويدع أخري "
ص 446 د/ يوسف القرضاوي كيف تتعامل مع القرآن
ويتكلم القرضاوي عن القران فيقول " كلها تجمع بين العقيدة والعبادة والخلق والسلوك بما يتعلق بالدين وما يتعلق بالدنيا وما يتعلق بالفرد أو بالأسرة أو بالمجتمع في سياق واحد ونسيج واحد لا ينفصل بعضه عن بعض ولا يتميز بعضه عن بعض " ص 148
ومن تدبر القران وجد انه في تعليلاته للأحكام والأوامر والنواهي يربط الجوانب الروحية والمادية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية بعضها ببعض دون فصل أو تمييز
قال تعالي " ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون "المائدة
قدم سويد بن الصامت الأوسي مكة حاجا في الموسم فلقيه ص حين سمع بمقدمه ودعاه إلي الإسلام قال سويد لعل الذي معك مثل الذي معي "
ولما سأله النبي ص عن ما معه ؟ قال مجالة لقمان يعني صحيفة حكمته " فتلا عليه المصطفي آيات من القران فلم يبعد منه حتي عاد إليه وقال إن هذا لقول حسن وانصرف وقدم علي قوم يثرب ورجع يتحدث إليهم عن معجزة الكتاب العربي المبين فقتلوه
" السيرة النبوية ج2 ص 67
تقوم الدول وتنهار وتنشا الدول والنظم ولكن القران دستور منظم الي ان تقوم الساعة قد اعترف المؤتمر الدولي للقانون المقارن بان الشريعة الإسلامية تلبي احتياجات العصر ولها ثروتها القانونية الضخمة وذلك في الجلسة التي عقدت يوم 7 يوليو سنة 1951 م في باريس
ولا مجال لتناول التشريع القرآني بالتفصيل وبيان إعجازه وتفرده بخصائص جعلت منه أقوم تشريع
بلاغة القران وفصاحته وجمعه بين النظام البديع والمعاني السامية وقوة تأثيره في الأرواح والنفوس وسهولة حفظه علي اللسان واشتماله علي أساليب متعددة تختلف باختلاف المقامات والأحوال فكانت الآيات المكية قصيرة تنصح الجنان وتصدع الوجدان وكانت الآيات المدنية طويلة مسهبة لبيان الأحكام يشتد في موضع التخويف والتهديد والترهيب فتكون كالقارعة تهز المشاعر والحواس " 22 د/ زكريا البري
ثم يقطع الخيال رحلة ممتعة ينتقل فيها من هذه الأمور المألوفة إلي المعني الموازي وفي القران أمثال كثيرة تجسم المعاني التي يراد تجسيمها وتضاعف وقعها في النفوس قال تعالي " ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل " الروم 58
" وإذا كانت الوسيلة العظمي هي تعريف الناس بربهم ليبعدوه وحده لا شريك له حين يكون تفرده سبحانه بالإلوهية وعجز الآلهة المزعومة uن القيام بشيء مما يقدر الله عليه ففي النفس البشرية منافذ فطرية أودعها الله في الفطرة لتتعرف علي خالقها وتتوجه إليه بالعبادة وفي هذه النافذة بالذات المودعة في الفطرة ينفذ القرآن علي النفوس فيوقظها من غفلتها فتنبعث إلي الله ولا عجب في ذلك فالله هو خالق الفطرة وهو منزل القرآن ليلتقي بالفطرة اللقاء كاملا شاملا مفصلا
ص 47 محمد قطب
ولو ذهبنا نتبع كل النماذج لتشعب بنا الحديث أكثر إنما بدت لأول وهلة مكررة وتعدد الأجواء التي تغرق فيها المشاهد وكيف أنها تعطي في كل مرة تأثير مختلفا في النفس وإيقاعا مختلفا علي أوتار القلب فيظل القلب في تلق دائم لتلك الإيقاعات التي تجيئه من كل صوب وتدخل عليه من كل مدخل فلا يكلك أن يتجاهلها أو ينصرف عنها
" كتاب في التربية القرآنية ص 68
والله تعالي قال " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله " ما دلالة هذا التوجيه الرباني لو كان الخطاب لغير المؤمنين لكان بلا شك دعوة لهم إلي الإيمان إنما هو خطاب للمؤمنين للعمل فالخطاب له معني آخر انه دعوة لترسيخ الإيمان وتثنيته في قلب المؤمن وتذكير له بان الإيمان ليس درسا يلقي ثم ينتقل منه إلي غيره إنما هو درس يستوعب ثم ينتقل معه إلي غيره درس دائم في حياة المؤمن وهذا يلفتنا إلي أن أهمية خاصة بالنسبة لهذه الآية بالذات أنها ليست مجرد امة
من الأمم ولكن الله أخرجها لتكون خير امة " ص 128 لا يأتون بمثله محمد قطب
إن القران إن كان يخاطب فإنما يخاطب العقول أولا ولقد كان عطاء القران للعقول متجددا مستمرا لا يخلق ولا يبلي ما وجه به الفكر الراقي والعقل الراجح من مشتبهات آياته التي توحي أن هذا الكتاب المعجز قد جاء من عند الله جلت قدرته تبيانا لكل شيء مما يجعل العقل المدرك المستنير يتدبر كتاب الحق تبارك وتعالي ويتأمل دقة تناوله للمسالة من زوايا عديدة وبأسلوب منمق دقيق يوحي بالعظمة ولقد وردت القصة القرآنية الواحدة في صور شتي وفواصل مختلفة بان يأتي في موضع واحد مقدما وفي آخر مؤخرا كقوله في سورة البقرة " وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وقوله تعالي " وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا "
الإعجاز الفكري في القران الكريم مكتبة توزيع القران ص 107
لقد احتوي القرآن الكريم علي علوم ومعارف لم يحط بها كتاب سماوي سابق لآن القرآن جمع فأوعي وقد قال تعالي " ما فرطنا في الكتاب من شئ" واخرج سعيد بن منصور عن بن مسعود قال من أراد العلم فعليه بالقران فان فيه علم الأولين والآخرين 0وقال الشافعي أيضا " ليست منزلة أحد منازله إلا في كتاب الله لدليل علي سبيل الهدي فيها
ولما كان أعجب الأمور عند قوم فرعون السحر ولم يكن في زمانه بعث الله موسي عليه السلام علي إبطاله بكشف ضعفه وإظهاره ونقض أصله لردع الأغبياء من القوم لمن نشا علي ذلك من السفلة و الطغاة لأنه لو أتاهم لم يأتهم بمعارضة السحر حتي يفصل بين الحجة والحيلة لكانت نفوسهم إلي ذلك متطلعة ولا عمل به أصحاب الأشغال ولشغلوا به بال الضعيف ولكن الله تعالي أراد حسم الداء وقطع المادة ولا يجد المبطلون متعلقا ولا سبيلا
نقلا عن الجاحظ " ص 167
ولعل القرآن روح من روح الحق جل وعلا ونقول لا تعجب إذا عجز الجاحظ عن الكشف عن هذا السر المضمر أو هذا الروح الساري في القرآن فلم يعلم وجه الإعجاز فيه فألجأ هذا العجز إلي القول بالصدفة فالجاحظ أستاذ الأساتيذ في نقد الكلام فلا عجب انه عرف قدر القرآن ولزم حده 0
ولكن الجاحظ كان له رأي ومذهب في ذلك وله عقل واختيار ونقد
إعجاز القرآن دار الفكر عبد الكريم الخطيب
وعليه فان المنهجية التي مارسها القرآن في عملية التغيير كانت وستبقي صالحة لتحقيق النتيجة نفسها التي أحدثها في المجتمع الجاهلي بعد ظهور الإسلام "
ص 23-24 منهجية التغيير في القران الكريم عبد الصبور مرزوق دار الرشاد ص 1998
وقد تضمن القران الكريم كثيرا من الآيات التي تعرضت لطبيعة تكوين الإنسان ووصفت أحوال النفس المختلفة وبينت أسباب انحرافها ومرضها وطرق تهذيبها وتربيتها وعلاجها وذلك أمر طبيعي في كتاب انزله الله تعالي لهداية الإنسان وتوجيهه وتربيته وتعليمه وكانت هذه الآيات الواردة في القرآن الكريم عن النفس البشرية بمثابة المعالم التي يسترشد بها الإنسان في فهم نفسه وخصالها المختلفة وفي توجيهه إلي الطريق المستقيم في تهذيبها وتربيتها " من الممكن أن نسترشد بما ورد في القرآن الكريم من حقائق عن الإنسان وصفاته وأحواله النفسية في تكوين صورة صحيحة عن شخصية الإنسان وعن الدوافع الأساسية التي تحرك سلوكه مما يكون من شأنه أن يمهد الطريق لقيام علم النفس تتفق نتائجه وحقائقه مع الحقائق الصحيحة عن الإنسان التي تستمدها من كلام الله تعالي خالق الإنسان وهو الأعلم بطبيعته وأسرار تكوينه
ص 23 د/ محمد عثمان نجاتي القرآن وعلم النفس دار الشروق ص عام 2005 م
" رأينا في الديانات الأخري أن الشيطان يستطيع أن يفعل بالإنسان أي شيء يريده وان تأثيره مادي ومباشر فهو يدخل جسم الإنسان فيحدث به الدمامل والقرح والحمى كما جاء في التوراة وهو يستطيع أن يحرق الزرع ويقتل الماشية والأطفال وفي الإنجيل نجده يسبب الأمراض كلها من برص وعمي وشلل وجنون والإنسان إزاء هذا كله لا حول له ولا قوة له أمامه إلا أن يصوم ويصلي ويدعو الله
أما في الإسلام فان تأثير الشيطان علي الإنسان لا يتعدي الوسوسة والإيحاء بالشر وفي ذلك يقول القرآن الكريم قل أعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس " سورة الناس 0 د/ الفنجري القرآن والطب الحديث
إذا سمعتم صهيل الخيل ونباح الكلاب بعد هداة الليل فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها تري ما لا ترون " رواه الدارمي
والإسلام يختلف عن كل ما سبقه من الأديان في أنه قد جاء للدين والدنيا معا فلم يقتصر علي الجانب الروحاني والتعبدي وحده وعلي الصلة بين العبد وربه ولكنه الدين الوحيد الذي أفاق علي ظهر هذه الأرض دولة وحكومة هي دولة رسول الله في المدينة0
ثم انزل الله من السماء مباشرة كافة التعاليم لإدارة هذه الدولة وجعل هذه التعاليم بمثابة دستورها الدائم وقد شملت بنود هذا الدستور نظاما كاملا للسياسة وللحكم وشمل بنودا للنظام العسكري والدفاعي وشملت النظام الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي وبطبيعة الحال فقد شملت أيضا النظام الصحي للدولة ويمكن أن نقول إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء بما يشبه الدستور الدائم أو البورتوكول الذي ينظم مهنة الطب والعلاج وصحة المجتمع وهو ما يسمي في عصرنا الحاضر بالطب الوقائي
ص 11-12 د/ الفنجري الطب الوقائي في الإسلام الهيئة المصرية العامة للكتاب
وماذا يقول القائلون في كتاب الله الذي تحدد فيه الحكمة وفصل الخطاب يجلوه عليك في منظر بهيج ومعرض رشيق ونظم غير مبغوض علي الأسماع ولا ملتو علي الإفهام ولا مستكره من اللفظ يمر كما يمر الهم ويضيء كما يضي ء الفجر ويزخر كما يزخر البحر طموح العباب طموح علي المتطرف المتناوب كالروح في البدن والنور المسيطر في الأفق والغيث الشامل والضياء الباهر "
ص 28 إعجاز القرآن للإمام شرح وتعليق د / محمد خفاجي دار الجيل 1991 م
والقرآن الكريم اشتمل علي مجمل كبير من الأحكام التشريعية والاجتماعية والدستورية لتنظيم الحياة الاجتماعية داخل المجتمع المسلم وهذه الأحكام إعجاز قرآني يتناثر من شظايا القرآن ومن بين كلماته
وقد جمع الإمام عماد الدين بن محمد الطبري في كتابه أحكام القران وشرحها بإسهاب
واختلف العلماء وما زالوا يختلفون حول الوصول إليه والحقيقة أنها ستظل باقية إلي يوم القيامة هذه الاختلافات أن القرآن وضع الدستور الصالح لكل زمان ومكان ولكن بشرط أن يجتهد العلماء ويلتفوا حوله ويتبعوا منهجه وهو مفسر بعضه بعضا وهناك أمورا واضحة لا يمكن التأويل فيها فيجب أن لا يصير عنها المسلمون وان من حاد عنه فهو حيد زيغ وضلال وإتباع هوي
ووحدانيته في ربوبيته ولم يقف القرآن عند هذا الحد بل فصل حدود الإيمان واثبت عقيدة البعث الروحاني والجسماني وفصل مراحل ما بعد الموت تفصيلا لم يكن احد يعرفه في العالم كله حتي انه ليصف الجنة ونعيمها وأبوابها والنار وألوان عذابها كأنها رأي العين "
النبأ العظيم ص 40
ووجه الإعجاز في هذا الوجه أن هذه المسائل التي فصلها القرآن الكريم عن قضية الإلوهية والبعث لا مجال للعقل فيها ولا يمكن أن تأتي بمجرد الفكر البشري ومن هنا فلا مناص لأي حال بالاعتراف بان القرآن الكريم كتاب الله المنزل علي خاتم الأنبياء والمرسلين "
ص 218 د/ سعد الدين سيد
الأسلوب التقويمي في القران
والقرآن الكريم نزل بتلك الشريعة الأبدية التي جاءت للكافة وبعث بها النبي ص للناس جميعا بشيرا ونذيرا " لذلك وجب بان يكون القرآن وهو الحجة الكبري من الأدلة والمناهج ما تقنع الإنس جميعا علي اختلاف أصنافهم وتفاوت قدراتهم ووجب أن يكون أسلوبه الفكري والبياني بحيث لا يعلو علي مدارك طائفة بعد بيان النبي ص وأصحابه الذين تلقوا من النبي ص علم القرآن وبيانه ويجد العلماء فيه غذاء نفسيا واعتقاديا وخلقيا وصلاة إنسانيا "
محمد أبو زهرة المعجزة الكبري
ومن اساليب القران الكريم في شرح التشريع هو التمثيل
والتمثيل هو أن يقيس المستدل الأمر الذي يدعيه أمر معروف عند من يخاطبه او علي أمر بديهي ألا تتفكره العقول وتقربه الأفهام ويبين الجهة بينهما وان القران الكريم قد سلك هذا المسلك علي أدق وجه واحكمه مقربا مالا بين الحقائق القرآنية والبداءة العقلية بين أدلة القرآن وطريقة المتكلمين فقال رضي الله عنه أدلة القرآن مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان وأدلة المتكلمين مثل الدواء ينتفع به أحاد الناس ويستخدمه الأكثرون " ص 211
وكما استخدم الاسلوب القران الشرح فانه استخدم القائق العلمية التي تبرهن للعاقل صحة الحقيقة وصدقها
والغريب في الأمر أن هذه الحقائق العلمية التي يشير إليها القرآن ليست بالبساطة التي يمكن أن يعرفها أي متعلم في عصرنا الحديث بل إن بعضها من نوع العلم الذي لا يستطيع فهمه إلا المتخصص في هذا المجال تخصصا دقيقا وبعض هذه الحقائق لا تذكر مرة واحدة أو في آية واحدة من القرآن بل إننا نجدها منتشرة في ثنايا هذا الكتاب الذي تبلغ سوره 114 سورة فإذا جمعت هذه المعلومة إلي غيرها في موضوع واحد فانك ستخرج من ذلك بدليل مذهل من العلم عن هذه الحقيقة بحيث انك تجد في كل مقطع وكل وصف شيئا جديدا يضاف إلي سابقه وحتى الكلمات والمعلومة التي تتكرر فيكون في هذا التكرار هدفا واضحا هو تأكيد الحقيقة العلمية والمزيد من شرحها
د/ احمد شوقي الفنجري القرآن والطب الحديث الهيئة المصرية العامة للكتاب ص 2000م
ولا يري الدين أن النفس محض فجور بل يصفها بأنها قابلة للفجور والتقوى وان الله ألهمها فجورها وتقواها معا فهي تستطيع أن ترتقي في معراج نوراني نور الله أو أن تتهابط سفليا في درك الشهوات وهي في ذلك مخيرة وكل إنسان يتصرف علي شاكلته " قل كل يعمل علي شاكلته " 84 الإسراء ويتوسع فرويد توسعا معيبا في حكاية الجنس والطاقة الجنسية " "lihido ويتصور أن الرضيع يمتص حلمة أمه بلذة أجهزته وهو بالتالي غير قادر علي تذوق هذه اللذة
ص مصطفي محمود ص49
50 وعن الأحلام يقول فرويد وأصحابه لا يرون بذلك إلا نوعا واحدا من الأحلام وجانبا واحدا من النفس هو الجانب المادي الحيواني " أما القران فيعلمنا أن هناك نوعين من الأحلام نوعا يطلق عليه أضغاث الأحلام وهو حديث النفس الأمارة وشهواتها أو أحاديث الشياطين إلي تلك النفوس أثناء النوم وهو ما اشتغل فرويد بتفسيره ثم نوع آخر من الأحلام هو الرؤى التي تأتي إلي النفس من الملا الأعلي وتكون حديث من الله إلي نفس النائم أو حديثا من الملائكة المكلفين إلي تلك النفس ومثال ذلك الرؤي الصادقة التي تتحقق بحذافيرها ونصها " ولا مكان لهذه الرؤيا عند فرويد ونظريته تعجز تماما عن تفسيرها مع أنها عادية عاشها كل منا وجرب طرفا منها ص
وعن النفس فلا يري علم النفس إمكانا لتبديل النفس أو تغييرها جوهريا لان النفس تأخذ شكلها النهائي في السنوات الخمس الأولي
0 كتاب من أسرار القران مصطفي محمود دار المعارف
وعن الطفولة : ولا يبقي للطبيب النفسي دور سوي إخراج المكبوت إلي الوعي أو فتح نوافذ التنفس والتعبير وتخفيف الغليان الداخلي أو العلاج بالاستغراق في عمل ما
ويقول : أما الدين بإمكانه تبديل النفس وتغييرها جوهريا ويقول بإمكانه إخراجها من ظلمة البهيمية إلي أنوار الحضرة الإلهية ومن حضيض الشهوات إلي ذروة الكمالات الخلقية وذلك بالرياضة والمجاهدة ويكون ذلك علي مراحل أولاها تخلية النفس من عاداتها الممقوتة وذلك بالاعتراف بالذنوب والمرحلة الثانية هي التوبة وقطع الصلة بالماضي ومراقبة النفس فيما يستجد من امور ومحاسبتها علي الفعل والخطر
والمرحلة الثالثة هي مجاهدة الميول النفسية المريضة بإضرارها وذلك برياضة النفس الشحيحة علي الإنفاق وإكراه النفس الشهوانية علي تعفف ودفع النفس الأنانية إلي البذل والتضحية ولا تنجح تلك الرياضة دون طلب المدد والعون من الله ودون الخشوع والخضوع وذروة العلاج النفسي في الإسلام هي الذكر ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل ويقول في ص 58 وخطأ أصحابنا الماديين أنهم يتعاملون مع النفس البشرية علي أنها مادة هي الأخري وجسد يمكن اقتحامه بالتشريع والتجربة وهم يفعلون هذا عن إيمان بان لا روح هناك ولا ذات ولا نفس وإنما مجموعة مركبات كيماوية اسمها الإنسان وتلك خطيئة الحضارة المادية وواجبنا أن نعرض هذه الحضارة علي الفرز
وعن الجريمة يقول الكاتب 0
من المبادئ المتفق عليها في عصرنا أن الجريمة فساد في نفس المجرم وان العقوبة إصلاح له ووقاية للمجتمع من فساده وان مصلحة المجتمع مقدمة علي مصلحة الفرد ولكن لا تغفل مصلحة الفرد في سبيل مصلحة المجتمع إذا كانت احدي المصلحتين معارضة للأخري وان القصاص مصلحة اجتماعية ومن تأويل الشبهة إنما يكون لمصلحة المتهم فلا يدان المتهم إذا وقع الشك في أدلة الإدانة
وهذه المبادئ كلها مسلمة في شريعة القران فلا وزر علي القاصر ولا علي المكره ولا علي المحبوس ولا وزر علي من تاب وصلح علي التوبة "ص 81
ومن اجل هذا تكفل الله تعالي بحفظ القران الكريم ووعد بذلك وعدا مؤكدا بقوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر
ويقول بن رشد أن دلالة القران علي نبوة محمد ليست كدلالة انقلاب العصا حية علي نبوة موسي و لا إحياء الموتى وإبراء المرضي علي نبوة عيسي فان تلك وان كانت لا تظهر إلا علي أيدي الأنبياء وفيها ما يقنع الجماهير من العامة إلا أنها مقطوعة الصلة بوظيفة النبوة وأهداف الوحي ومعني الشريعة أما القران فدلالته علي صحة النبوة وصية الدين مثل دلالة الإبراء علي الطب ومثال ذلك لو أن شخصين ادعيا الطب فقال أحدهما الدليل علي أني طبيب أني أطير وقال الآخر دليلي أني اشفي الأمراض لكان تصديقنا بوجود الطب عند من شفي الأمراض قاطعا وعند الآخر مقنعا فقط " د / يوسف القرضاوي 0 ويقول مقاصد القرآن
1-تصحيح العقائد والتصورات
2- تكريم الإنسان ورعاية حقوقه
3- الأمر بعبادة الله
4- تزكية النفس البشرية
5- تكوين الأسرة وإنصاف المرأة
6-الدعوة إلي عالم إنساني متعاون
ويقول العقاد " إذا وصفت الحكومة التي نص عليها القرآن بصفة من صفات الحكومة العصرية فهي الحكومة الديمقراطية في أصلح أوضاعها لأنها كلها حكومة الشورى والمساواة ومنع السيطرة الفردية ط 28
" والقرآن الكريم قد أعطي المساواة حقها وأعطي التفاوت بين الآحاد والطبقات فلا يمتنع التفاوت ولا يكون مع هذا سببا للظلم والإجحاف بالحقوق بل سببا لإعطاء كل ذي حق حقه ولو كان من المستضعفين في الجنس أو المستضعفين في المنزلة الاجتماعية وبإقرار التفاوت أقر بان القرآن الكريم أصلح النظم التي تستقيم عليها حياة الفرد والجماعة لان سمة الاختلاف بين الأحياء أعمق من حياة البشر وأعمق من نظم الاجتماع أو نظم الاقتصاد " ص 32 العقاد
في الحياة البشرية ثوابت ليس من شأنها أن تتغير لان تغيرها يفسد حياة الناس وهذه نصت عليها الشريعة نصا صريحا ملزما وهناك متغيرات ليس من شانها ان تثبت علي صورة معينة لان تثبيتها يجمد الحياة ويعوقها عن النمو السوي وهذه في الشريعة الربانية مفتوح فيها باب الاجتهاد ومع تثبيت الأصول التي تحكمها بحيث لا تحل حراما ولا تحرم حلالا ولا تصادم مقاصد الشريعة وبهذا تواكب الشريعة حركة البشرية في جميع خطواتها وتضبط منطقها في ذلك الوقت فلا تاس من الجمود ولا يجنح إلي الانحراف " ص 84
" لا يأتون بمثله " محمد قطب قال تعالي "
فضل قراءة القران
" روي الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه في الجنة انه قال سمعت رسول الله ص يقول ستكون فتن كقطع الليل المظلم قلت يا رسول الله وما المخرج منها قال كتابي الله تبارك وتعالي فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا تتشعب فيه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق علي كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه يهدي إلي الرشد من علم به سبق ومن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلي صراط مستقيم خذها إليك يا اعور "
عن أبي سعيد بن صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قبرط قال دخلنا مسجد الكوفة فإذا حلقة وفيهم رجل يحدثهم فقال كان الناس يسالون رسول الله ص عن الخير وكنت اسأله عن الشر كيما أعرفه فاتقيه وعلمت أن الخير لا يفوتني قلت يا رسول الله أبعد الخير من شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل به فأعدت عليه القول فقال وفي الثالثة فتنة واختلاف قلت يا رسول الله هل بعد ذلك من خير قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه ثم قال في الثالثة هنة علي دخلت أو جماعة قلت يا رسول الله هل بعد ذلك الخير من شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه ثلاثا ثم قال في الثالثة فتن علي أبوابها دعاة إلي النار فلأن تموت وأنت عاض علي صل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " وعن النبي ص أنه قال بئس ما لأحد أن يقول نسيت آية كيت واستذكروا القرآن فانه أسرع تقصيا من صدور الرجال من الهم في عقله
وقال ص " مثل صاحب القران كمثل الإبل العقيلة إذا عاهد عليها امسكها وان أطلقت ذهبت " وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ص " الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة والذي يتعتع فيه له أجران " وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ص قال إن الله تعالي يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين رواه مسلم
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ص يقول اقرؤا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه "
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه أبو عيسي محمد بن عيسي الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ص قال يقول الرب" سبحانه وتعالي من شغله القران وذكري عن مسألتي أعطيته أكثر ما أعطي السائلين و فضل كلام الله سبحانه وتعالي علي سائر الكلام كفضل الله تعالي علي خلقه
" رواه الترمذي وقال حديث حسن وقال الألباني ضعيف
وروي مسلم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله ص يقول " إن أول الناس يقضي عنه يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتي استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب علي وجهه حتي القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران فأتي به فعرفه نعمة الله عليه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هوة قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب علي وجهه حتي القي في النار و رجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمة الله عليه فعرفها قاال فما عملت فيها " قال قال تركت من سيبل الله إن ينفق فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب علي وجهه ثم القي ففي النار " رواه مسلم والترمذي
وروي أبو داوود والترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلم الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " أبو داوود وبن ماجه
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالي يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده
وقال ص فيما رواه عقبة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله ص ونحن في الضفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم بطحان أو إلي العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟ فقلنا يا رسول الله كلتا نحب ذلك قال " أفلا يغدو أحدكم إلي المسجد فيتعلم أو فيقرا آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له ثلاث وأربع خير من أربع من أعدادهن من الإبل " رواه مسلم
وروي أبو أمامة أن رسول الله ص قال " من تعلم آية من كتاب الله استقبلته يوم تضحك في وجهه " رواه الطبراني ورجاله ثقات
وروي عمران بن حصين قال قال رسول الله ص " اقرؤا القرآن وسلوا الله به قبل أن يأتي قوم يقرؤن القران فيسالون به الناس " رواه احمد والطبراني والبيهقي في الشعب
وقوله ص الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الركام البررة والذي يقرأ القرآن يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران متفق عليه
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ص قال الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام إي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن إي ربي منعته النوم في الليل فشفعني فيه فيشفعان " رواه احمد والحاكم
وروي عبد الله بن عمرو عن النبي ص قال يقال لصاحب القران يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجة
وقال أبو هريرة إن البيت الذي يتلي فيه القران اتسع بأهله وكثر خيره
وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين وان البيت الذي لا يتلي فيه القران ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين واخرج مسلم عن النبي ص قال " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "
" وحكي النفاس أن كعب الأحبار لما أسلم كان يتعلم القران فاقرأه للذي كان يعلمه " فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم "
" فقال كعب هكذا ينعي قاتل أبو ذر رضي الله عنه في حديث طويل سالت رسول الله ص أي آية انزل الله عليك من القرآن أعظم فقال الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وقال بن عباس اشرف آية في القرآن الكريم آية الكرسي وكل جملة من جمل القرآن أو كلمة واحدة من كلماته أو حرف من حروفه يعوزها التأمل والتفكر لفهم معناها ومرماها واستعراض أشباهها في القرآن للاستعانة بها علي فهمها
" ص 12 دليل الحيران في آيات من القرآن ن خلف محمد الحسيني نهضة مصر
ورد في الصحيحين " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصورة يتغني بالقران يجهر به "
ويسن التدبر في القرآن قال تعالي " أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها "
" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء
وعن عروة بن الزبير قال دخلت علي أسماء بنت أبي بكر يعني أمه وهي تصلي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم " الطور فقمت فلما طال علي ذهبت إلي السوق ثم رجعت وهي مكانها وهي تكرر الصلاة يعني الآية
رواه احمد ورجاله ثقات وروي أبو داوود عنه عن عائشة
قال تعالي " الم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومن نزل من الحق ولا يكونا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " الحديد
وقال تعالي " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله "الزمر
وقال تعالي " وقرآنا فرقناه لتقرأه علي الناس علي مكث ونزلناه تنزيلا 0قل آمنوا به أولا لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلي عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا "ويخرون للّأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الإسراء
قال سفيان بن عيينة في تفسير قوله تعالي " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " الأعراف وقال ص " اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه "
قال تعالي " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا "وجعلنا علي قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا " " وإذا ذكرت ربك في القران وحده ولو علي أدبارهم نفورا "
نحن أعلم بنا يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوي إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا " الإسراء
قال تعالي " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون " وقال ص " ألا إني أوتيت القران ومثله معه " بمعني السنة رواه احمد وأبو داوود
وما يثار عن قضية الاستنساخ وإمكانية تخليق صورة طبق الأصل من إنسان معين بواسطة خلية واحدة منه يقرب لنا عقيدة البعث وإحياء إنسان جديد هو نسخ من الإنسان بما عرف في الشرع باسم عجب الذنب الذي لا يبلي من الإنسان " قال تعالي سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم انه الحق " كيف تتعامل مع القرآن الدكتور يوسف القرضاوي
ذلك أن العبارة القرآنية أو الجملة القرآنية قد جعل الله فيها من المرونة والسعة بحيث يفهمها العقل العربي العادي في عصر نزول القران ويجد فيها المسلم ما يشبع فكره ووجدانه معا بالفهم الفطري السهل الميسر لكل قارئ ومع هذا أودع الله الجملة القرآنية من السعة والخصوبة ما يتسع لما يكشف عنه الزمن حقائق وما يبلغه العلم من تطور كما نشاهد في عصرنا " قال تعالي " قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء " فصلت
وقال أبضا " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين" يوسف
أي إنه شفاء معنوي بحمل الهداية للضالين والنور للمتخبطين
وروي الطبري عن بن مسعود رضي الله عنه قال كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات من القرآن لم يجاوزهم حتي يعرف معانيهن والعمل بهن
وأخرج عبد الرازق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن النبي ص قرأ " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " قام رجل فجعل يضع يده علي رأسه وهو يقول واسوأتاه فقال النبي ص " أما الرجل فقد آمن "
ومن هنا أيضا كانت آيات الكتاب الكريم كلها متجهة إلي القلب أو إلي المشاعر والوجدانيات والأحاسيس المانحة فيه المستقبلة وبين نور وظلام وإذا أصابها نور الحق الذي نزل به القران سكنت وصفا كدرها وانجلي ظلامها وان الإنسان وقد اطمأن قلبه وعمرت بالحق جوانبه وخلت من وساس الشر نوازعه وإذا ملك الإنسان قلبا مطمئنا فقد ملك الخير كله ملك عقلا متزنا ورأيا صائبا ولا يجنح به هوي ولا تستبد به غواية وفي هذا يقول النبي ص " ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
" " لقد جعل الحكيم العليم مفاهيم هذه الشريعة في كلمات وجعل من هذه الكلمات معجزات فحيث نظر لطرفي كتاب الله بقلب سليم ونفس مجامعة وجد وراء كل آية معجزة أو معجزات يري في منطوقها المعني الذي جاءت له من الشرع الذي دعت إليه وبهذا يتلقي المسلم أحكام شريعة علي أضواء معجزات مشرقة منيرة تغمر بنورها الآفاق كلها من حوله فلا يري إلا نورا ويشرح صدره للحق ويفتح قلبه للإيمان
" ص 53
عن بن مسعود رضي الله عه قال قال رسول الله ص " اقرأ علي فقلت أعليك اقرأ وعليك أنزل ؟. قال فاني أحب أن أسمعه من غيري قال بن مسعود فافتتحت سورة النساء فلما بلغت قوله تعالي فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا قال بن مسعود فرأيت عيناه تذرفان فقال حسبك " وعن ابن إسعاف عن أبي بردة عن عبد الله بن عمرو قال قلت يا رسول الله في كم اقرأ القرآن قال اختمه في شهر قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال اختمه في عشرين يوما قال إني أطيق أكثر من ذلك قال اختمه في خمسة عشر يوما قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال اختمه في عشر قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال اختمه في خمس قلت إني أطيق أفضل من ذلك فما رخص لي " وفي الصحيحين عن بن مسعود إن رجلا قال إني اقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال أهذا كهذ الشعر إن قوما يقرؤن القران لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع "
قال تعالي " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلي صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض إلا إلي الله تصير الأمور"
عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال " ص من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة ووقاه سوء الحساب يوم القيامة وذلك أن الله عز وجل يقول فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي " وعن ابن عباس أن رسول الله ص قال إن أحسن الناس في قراءة القران أن يتحزن به "" وعن بن وعن بن عباس قل قال ص أحسنوا الأصوات بالقرآن و عن بن عباس قال سأل رجل رسول الله ص وقال أي الأعمال أحب إلي الله قال " الحال المرتحل قال يا رسول الله ما الحال المرتحل؟ قال صاحب القران يضرب في أوله حتي يبلغ آخره وفي آخره حتي يبلغ أوله "
مختارات من كتاب فضائل القران لابن كثير اشرف عليه بعه احمد حمدي الإمام مطبعة المدني
قال أبو القاسم الطبراني في معجم الكثير وعن ابن عباس قال قال علي بن أبي طالب يا رسول الله القرآن يتفلت من صدري فقال النبي ص " أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته قال نعم بأبي أنت وأمي قال صل ليلة الجمعة أربعة ركعات تقرأ في الركعة الأولي بفاتحة الكتاب ويس في الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبحم تنزيل السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك الفضل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه وصل علي النبيين واستغفر للمؤمنين ثم قل اللهم ارحمني يترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر في ما يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذي الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حب كتابك كما علمتني وارزقني أن اتلوه علي النحو الذي يرضيك عني وأسألك أن تنور بالكتاب بصري وان تطلق به لساني وتفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني عليه ذلك وتعينني عليه فلا يعينني عليه غيرك ولا موفق له إلا أنت تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله وفعلها علي بن أبي طالب وجاء إلي النبي ص ليعلمه أن الله هداه للحفظ فرد عليه ص قائلا " مؤمن ورب الكعبة " 0
والقرآن دستور الله الذي أنزله علي قلب حبيبه الأمين ليكون معلما للأمة
هاديا لقلب نبيه نبراسا علي مدي التاريخ يحفظه من الشتات ليكون معجزة الله إلي نبيه وسط أساطين البيان تحدي به أهل الفصاحة والبلاغة وعجزوا عن الإتيان بمثله إذا فلا بد فيه عن وقفة وقد تحدي الله به العرب فقال فليأتوا بسورة من مثله وقال ثانية فليأتوا بآية من مثله وقال عنه الملحد بن المغيرة إن له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلو ولا يعلي عليه فهو النبراس الهادي " " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا "
كلاما تعجز العقول عن فهمه ولكنها تجد فيه راحة واطمئنان وسكينة ونورا يهديها بلا دليل أو مرشد
هكذا أثر القرآن بعد صعوبة ثم قرب وصول ولهذا كان القران شديد التفلت من النفس البشرية بكل أطوارها أشد انفلاتا من الإبل في عقالها ولهذا عجز العرب عن أن يأتوا بآية من مثله فالبيان يقتضي مخاطبة الرسول بأسلوبه ولكل مقام مقال والرسول أفصح العرب والطلب من الأعلي من السماء لا بد أن ينصب إلي روح النبي الطاهرة برسول ومبلغ ومن من البشر يستطيع أن يجعل نفسه في هذه المكانة فلو كان بليغا حقا لعرف قدره وآمن برسالته ولو كان بليغا حقا لأدرك أن هذا خطاب من الملأ الأعلي إلي أفصح العرب وأطهرهم وأذكاهم وأن الواسطة مجهولة لمدارك السامع معلومة لقلب الرسول فيعلو بروحه ويحلق
روي البخاري في صحيحه قصة الرجل الذي أراد أن يتزوج المرأة التي عرضت نفسها علي النبي ص ولم يكن له بها حاجة ولم يملك شيئا ليكون له مهرا فقال له " البني ص ما معك من القرآن فقال سورة كذا وكذا قال أتقرؤهن من ظهر قلب قال نعم قال اذهب فقد زوجتكما بما معك من القرآن " وقد أكد بن خلدون أن تعليم الأبناء للقرآن شعار من شعائر الدين أخذ به المسلمون طوال العصور المختلفة في سائر البلدان لما يسبق فيه إلي القلوب من رسوخ عليه ما يكتسب بعد ذلك من المهارات وسبب ذلك أن تعليم الصغر اشد رسوخا وهو أصل لما بعده لان السابق الأول للقلوب كالأساس للمكان وعلي حسب الإحساس وأساليبه يكون من ما يبني عليه " ص 211 د / سعيد إسماعيل علي
وأشار الإمام أبو زكريا يحيي عن الشرف النووي عن آداب القرآن بقوله " إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم وعن أبي موسي الأشعري قال قال رسول الله ص إن من إجلال الله تعالي إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير المغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط رواه أبو داوود وهو حديث حسن"
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما إن النبي ص كان يجمع بين الرجلين في قتلي احد ثم يقول أيهما أكثر أخذا بالقرآن فإذا أشير إلي أحدهما قدمه في اللحد رواه البخاري وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم إن رسول الله ص قال من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليكاثر به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار "
و من آداب حملة القرآن
1- البعد عن المغالاة والرياء
التخلق بالأخلاق الإسلامية 2-الرفق بالمتعامين
3- التواضع 4- - الحرص علي التعليم
5- التهيؤ للتدريس
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله ص " قال الله تعالي ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه فلم يعطه حقه والحرف الواحد من القرآن له وزنه وثقله إنه يؤدي معني كبيرا لذلك
عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله ص "مثل المؤمن الذي يقرا القرآن مثل الثمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر " وعن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ص قال
" لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " متفق عليه
وعن فضل القرآن قال صلي الله عليه وسلم " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب رواه الترمذي والحاكم "وعن عبد الله بن مسعود عن النبي ص " إن اصغر البيوت بيت ليس فيه شيء من كتاب الله "
وعن أبي أمامة الباهلي " اقرؤا القرآن انه يأت يوم القيامة شفيعا لأصحابه " رواه مسلم
وعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله ص قال من قرأ القرآن وعمل به البس الله والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل به "
وعن عبد الله بن عمر قال " من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير انه لا يوحي إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله " رواه الحاكم
وعن انس إن رسول الله ص قال " إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله ؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته رواه النسائي
وعن أبي ذر أن النبي ص قال له " يا أبا ذر لئن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولئن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي مائة ركعة
وروي الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ص" من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها " وروي مسلم عن أبي أمامة أن رسول الله ص قال " اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه "وقوله ص تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو اشد تفلتا من الإبل في عقلها " البخاري ومسلم 0
وروي أبو داوود قال ص " إلا واني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان علي أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه حلالا فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه "
قال تعالي " " أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلي عليهم " العنكبوت ونزل القران والنبي ص بين أظهرهم هو قمة التحدي
وأخرج الترمذي والحاكم عن جابر قال خرج رسول الله ص علي أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلي آخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها علي الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت علي قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان " الرحمن قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد " الترمذي والحاكم وأخرج أبو داوود وغيره عن وائل بن حجر سمعت النبي ص" قرأ ولا الضالين الفاتحة فقال آمين بمد لها صوته " وعند الطبراني أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به " وفي فتح الباري 0 زينوا القرآن بأصواتكم " بن حبان واخرج الزار وغيره حديث حسن الصوت زينة
وأخرج البيهقي " البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءي النجوم أهل الأرض
واخرج البيهقي من حديث انس" نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن " والبيهقي من حديث النعمان بن بشير " أفضل عبادة أمتي عبادة القرآن " والبيهقي من حديث سمرة بن جندب " كل مؤدب يجب أن تؤتي مأدبته ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه 0 واخرج الشيخان عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ص " اقرؤا القرآن في شهر قلت إني أجد قوة قال اقرأه في عشر فلت إني أجد قوة قال اقرأه في سبع ولا تزد علي ذلك "
وحديث أبي داود " عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القران آو آية أوتيها رجل ثم نسيها
إرسال تعليق
إرسال تعليق