قصة قصيرة
بئر الخيانة
(جمانة) بنت تربت في كنف عائلة عسكرية والدها قائد الجيش الخاص واخيها (سيف) احد عناصر القوات الخاصة اما والدتها امرأة بسيطة قليلة التعليم وخالها العميد (يوسف) فهو قائد جهاز الاستخبارات العسكرية ,, كان حلم جمانة ان تكون احد قيادات الجيش مع والدها وخالها واخيها الجميع زرعوا بها حب الجيش وخدمة الوطن كانت اغلب اجتماعات الجيش في منزلهم تحضرها جميعها لا يفوتها شيء حتى انهت الثانوية و ودخلت الكلية العسكرية الاولى وكانت خريجة الدفعة الاولى بامتياز ,,, التحقت بالقوات الاستخبارية العسكرية ولا احد يعلم بعملها سوى خالها فقط قائد الاستخبارات العسكرية وفريق العمل الذي تعمل معه من ضباط الامن كانت مثالا للشجاعة والايباء في القيام بعملها ,, كانت تعمل بوظيفة ادارية توهم الجميع بها انها بسيطة ولكن بالحقيقة هي احد عناصر المهمات الصعبة الذين يقومون بالمهمات المستحيلة ,, كان هناك الكثير من الضباط والموظفين في المؤسسة منهم (كرم) ضابط متحمس ونشيط ولكن يمتلكه بعض الغرور بشخصه ,, كان يحب المزاح معها كثيرا" وقرر الاقتراب منها لا نه يعلم بعائلتها من هي ,,,,,,شاب يفكر بالصعود الى اعلى سلم القيادات تقدم لخطبتها وافق الاهل اضطرت الى الزواج فهذه سنة الحياة كان (كرم) زوج هادئ ومحب لها يعالمها بكل لطف واحترام وتقدير ,,,حصل على اعلى الرتب في عمله وكان نشيط دؤوب كالنحلة لا يهدأ له بال الا ان يقوم بعمله ,, (جمانة) احبتها من كل قلبها واعزت به لا نها ترى به مثال الرجل المخلص ,, كانت كلما تريد ان تخبره عن سرها بانها من ضمن قوات النخبة يشل لسانها ولا تستطيع ان تنطق بحرف واحد ,,,وكلما نظرت في عينه احست انها تخدعه بإخفاء سرها عنه وهو يخبرها بكل شيء وكانت اغلب الوقت تصمت كأنها لا تعلم شيء ولا تفهم عما يتحدث به ,, وهو ينظر اليها ويبتسم وتقيدت حركتها اصبحت قليلة حتى لا يشك بها مجرد تذهب صباحا" وتعود مساء" الى المنزل ,, في احد الصباحات دعاها خالها الى اجتماع النخبة وبينما هي هناك اخبرها انه ربما يجعل (كرم) ضمن القوات لكن بشرط يجب ان لا تخبره بانها ضمنهم لا نه سوف يتركها باعتبارها خدعته ومن ضمن القوانين عدم البوح بسرية المهمات ,,, وافقت هي واخبرها انه قيد الاختبار فالمجلس الاعلى يطلب ان يتم تدرج المهمات له حتى ينجح بها ,, وبينما هما يتحدثان ى احست بألم في معدتها وحالة من الغثيان سقطت على الارض اسرع خالها ونقلها الى المشفى القريب ,, كان الخبر جميل هي حامل بطفلها الاول شعرت بالسعادة انها ستكون ام بعد اشهر قليلة ,, اتصلت ب(كرم) واخبرته جاء اليها مسرعا" الى المشفى ونفسه يكاد يتقطع طلب منها الراحة وترك العمل نهائيا" فالأجر الذي يحصل عليه كثير ولا يحتاج منها ان تعمل ,, بعد عناء طويل وخصومة وافقت على طلبه وبقيت جليسة المنزل ولدت طلفها (سنان) بعد اشهر انتظار واصبحت غريزة الامومة تنشط بداخلها اكثر واكثر وجل اهتمامها بطفلها الذي اصبح وطنها تسكن اليه ,,(كرم) من العمل الى المنزل يواظب على المواعيد يهتم بها وبه كثيرا", الكل يشكر فيه وحصل على الرتبة الاولى بامتياز حضرت معه وطفلها احتفالية التتويج للرتبة الاولى وشعرت بسعادة وهي تفتخر بزوجها كونه ضابط مخلص للوطن ,,, كانت تهتم بزوجها وطفلها ومنزلها كثيرا" وتسمح له بدعوة اصدقائه للبيت وتبذل قصارى جهدها لتقديم الافضل لهم ,,,ومن بين اصدقائه (سليم) شاب متواضع وضابط ممتاز من الطراز الاول يحب صديقه بكثرة وملازم له بكل مهماته ,تسمع عنه الكثير من (كرم) لكن لم تشاهده حتى انه صديق اخاها
(سيف) ... بعد ايام نشبت حرب على الحدود مع بعض العصابات والمتطرفين كانت حرب قاسية اضطر اخوها وزوجها وصديقه (كرم) للذهاب الى المعركة ,, كانت تقضي الليلي بمرارة تنتظر منه رسالة او كلمة حتى تطمئن عليه وعلى اخيها مرت الايام والحرب مستمرة بلا نهاية القصف عشوائي كانت تذهب الى منزل والدها لتبقى مع والدتها وطفلها معها استمرت الحرب سنة كاملة وانتهت بنصر الجيش على العدو ومنها تكرم (كرم) واخيها و(سليم) بأعلى الرتب العسكرية لجهودهم الكبيرة في ارض المعركة فهم رمز البطولة والفداء , خالها ارسل اليها يطلب منها ان تقدم خدمة من خلال جمع المعلومات عن المناطق المحررة من العدو , فطلبت من زوجها ان تقدم خدمات انسانية للعوائل المتضررة سمح لها بذلك لأنه لم يشك لحظة انها من ضمن قوات النخبة كان طفلها قد كبر واصبح عمره عامان فتركته عند والدتها وذهبت لأداء المهمة بكل رحابة صدر وهو يلازمها خوفا" عليها من الوضع الرهيب هناك ولشدة ذكائها رسمت الخطة بأعجوبة وتحدت ان يعرف من هي بالضبط واستطاعت ان تجمع الكثير من المعلومات وان تكتب التقرير متكامل لخالها وارسلته بالبريد السري ,,,اما من (سليم ) شاب مستقيم كل همه العمل كان لديه ابنة عمه (ريم) ذات 18 ربيعا" تعشقه حد الجنون وكلما رأته عاد من مهمة عسكرية تذهب اليه وتسأل عنه , هو كان لا يهتم بها كثيرا" يراها طفلة جميلة تضحك لها الدنيا ,يتركها بلا امل له لأنه يرى نفسه ذاهب بلا عودة من ارض المعركة او المهمات الصعبة التي يكلف بها , في احد المرات وهو عائد من العمل وجدها امامه مع صديقاتها وهي ترتدي ملابس المدرسة وتؤشر عليه بانه ابن عمها وحبيبها تحمل ان يمثل امامهم الدور بانه حبيبها وهناك زواج قادم حتى لا يكسر بها وتحزن كانت جميلة وابتسامتها كالشمس الذهبية تنير بها كل من يراها ,,, اخبرها بانه يذهب وربما لا يعود عليها ان تفهم كم يفكر بها ولماذا للان لم يتزوج ,,,,,اجابته بانه ينتظرها تنهي الثانوية وجد انه لا مفر هي متعلقة بها ووعدها بالزواج بعد انهاء الثانوية بشرط ان تنجح ,فطارت فرح ولبست خاتم الخطوبة وشعرت انها كالفراشة تطير ورقصت حتى تعبت ,,تركها وذهب لعمله وراه اصدقائه وهو يلبس خاتم الخطوبة فرح الجميع وهنئوه على هذه الخطوة الرائعة ومن حقه ان يعيش حياته بصورة طبيعة ولا يستبق الاحداث مرت سنة كاملة وجاء وقت الامتحانات الاخيرة لها و(ريم) استعدت بكل قوة حتى تنجح وتتزوج حبيبها وابن عمها ,,اما (جمانة) ظلت تخفي عملها مع خالها وتذهب للاجتماعات سرا" حتى وصلت الى ان تتوقف عن العمل مجبرا" وليست مخيرة بسبب انها حملت بطفلها الثاني وكانت السعادة كبيرة للأهل ول(كرم) واصبحا يعيشان حلم العائلة السعيدة بكل مكوناتها ,,بعد ايام سيكون زواج (سليم ) و(ريم) الجميع قدمت له دعوة الحضور وفرحين بها ,,, جاء يوم الزفاف وتهيات (جمانة ) للذهاب الى الزفاف مع طفلها وبانتظار (كرم) تأخر كثيرا" بالحضور قلقت عليه وتتصل لا يجيب حتى حضر قبل بدء الزفاف بدقائق كان منهك وتعب وطلبت منه عدم الذهاب لأنه تعب جدا رفض لأنه زفاف صديقه ولا يستطيع تركه ابدا" ذهب وغير ملابسه وخرجا معا" الى الحفل حال وصولها كان (سليم ) وعروسته يتهيأن لدخول القاعة والناس متجمعة للحفل والسعادة غامرة جدا ,,,وهي تفتح باب السيارة للنزول انفجرت سيارة العروس وكانت تلتهما النيران والحريق بكل مكان الاصابات كثيرة (سليم ) فاقد للوعي وحالته خطرة ركض (كرم) وحمل صديقه وكل الجرحى بسيارته الى المشفى كان مختنق لما حصل يا لها من مأساة كبيرة ,, بعد ساعات توفيت العروس (ريم) متأثرة بالجراح و(سليم) بحالة خطرة بالإنعاش ,, مرت ايام على الحادثة وبدأ التحقيق عن الانفجار وكان خاله (جمانة ) هو المسؤول عن التحقيق ارسل اليها ولزوجها (كرم) للشهادة ,,مرت اشهر على الحادثة المأساوية اصبح (سليم ) بحالة جيدة بعد العلاج الطويل وكل همه ان يعرف من المتسبب بالجريمة ,,(كرم) يزوره كل يوم ولا يتركه ابدا" انجبت (جمانة) طفلها الثاني واطلق عليه (ادم) جاء خالها لزيارتها بعد الولادة وطلب منها ان تزوره قريبا" بعد ان تشفى لها مهمة ... قالت له انها لا تستطيع ان تقوم باي عمل لديها عائلة فاخبرها من اجل عائلتك هي المهمة شعرت بشيء خفي يقطع اوصالها لابد ان تذهب اليها بعد ايام ذهبت اليه بحجة انها ذاهبة الى الطبيبة للعلاج ,,تركت طفليها عند والدتها (اكرم) في اجتماع مع القادة لمهمة جديدة ,, اتفقت مع خالها للقاء في مكان عام ,التقت معه وتحدثا واخبرها بانه توصل الى المجرمين الذين قاموا بالتفجير ,فسالته لماذا لم تلقي القبض عليهم اذن ,اجابها بانه ينتظر منها الموافقة ,مني انا يا خالي قالت له هذه الكلمات وهي تنظر بعينه شكت بان يكون اخاها السبب لا تقول يا خالي بانه (سيف) اخي مستحيل , قال لها لو كان اخاك لما احضرتك كان لي كلام مع والدك ,,اذن من هو انه زوجك (كرم) اين كان يوم الزفاف ,ماذا يا خالي لا تقول أي مصيبة هي لا اصدق ان زوجي يريد قتل صديقه وزوجته ,,كلا لم تكن الخطة كذلك لكن سوء تدبير لا اكثر اوقع المشكلة و(كرم) خطط لتفجير القنبلة في المصرف الوطني بعد قاعة الزفاف بقليل بعد نزول منها العروس يذهب بها الى الكراج الخاص بالقاعة ويحيط به المصرف الوطني, وماهي غايته , انه يعمل منذ زمن مع مؤسسة لدعم الفكر الارهابي مع العدو واكتشفنا انه له اتصالات كثيرة ,كنت للحظة اشك بوجودك معه لكن توضح لي انك لا تعرفين لذلك تأخرت كل هذه الاشهر بالمراقبة له وعلمت اين يلتقون ,,اين يا خالي في سرداب منزلكم هناك يوجد باب خارجي من الحديقة يوهمك انه ذاهب ويلتفت من الخلف وينزل مع افراد العصابة والفكر المنحرف لتخطيط لا عمالهم ,, وكيف شككت به ,, من خلال التحقيق معكم كذب ببعض الاشياء لأنك خبرتينا بقصة وهو بأخرى ولا تنسين طلب منك كم مرة ان تذهبي لبيت اهلك للبقاء كي يذهب بمهمة ولكن لم تكن مهمة من قبلنا كانت احد زلاته, الحمد لله لم اضعه ضمن ناصر النخبة لكان صفاها جميعا" , والان دورك حتى لا ينكشف امره ان تقومي بمهمة اغتيال له فكري بمستقبل اولادك اما يكون زوجك بطل وشهيد او سجين وخائن للوطن ويقتل من الشرطة , احتراما" لما قدمته من خدمات نعطيك فرصة لعائلتك , فكري بأولادك اولا" ,, ذهبت منحيه الظهر من الالم الى المنزل هناك التقت به وسألها عن سبب حزنها قالت بانها عرفت بانها لن تنجب اطفال بسبب مشكلة لديها ضحك عليها كثيرا" مآبك (جمانة) نحن لدينا طفلين هم مستقبلنا , قالت في ننفسها لا تشعر بالندم لأنك قتلت عروس صديقك يالك من مجرم كيف لي ان اكون معك وتخدعني كل هذه السنين انا بائسة,, فكرت لأيام وخططت لتنهي كل شيء ,, عملية اغتيال اثناء مهمة رسمية مع العدو يشتبك وتقتله وافق خالها على خطتها وارسله للمهمة وهناك اطلقت عليه النار بعد تردد كثيرا" ليسقط صريعا" على الاض وتدفنه مع الخيانة في بئر لا يعرف به احد سوى هي وخالها تم دفنه بعد اشهر ذهبت وهي تلبس السواد لزيارته مع طفليها اوقفت السيارة ونزلت مع طفليها تحمل الصغير والكبير يمشي ومعهم باقة ورد لزيارة قبر الشهيد (كرم
) من بعيد لاحظ شخص امرأة مع اطفال لحالها بالمقبرة كانت (سليم) يزور قبر زوجته (ريم) اقترب منها وسلم عليها وبكى على صديقه ووضع الزهور وطلب ان يحمل طفليها معها ,, كيف شاءت الصدفة ان نلتقي الان انا صديق (كرم) منذ الطفولة ولا اعرف عنك شيء لم اراك اسمع بك فقط ,,والان القدر جمعنا لنتعارف اسمح لي ان اكون بقربك اكراما" لصديقي ,,قبلت جمانة بوجوده قربها لعل تساهم برفع الحزن عنه اخذتها التفاته اخيرة الى زوجها وقالت وداعا" ,, انتهى كل شيء ارقد بسلام ,,,
انتهى ,,
نيسان نصري /العراق
إرسال تعليق
إرسال تعليق