بوهيميةُ حصانِ الطِّين }
( سرد شعري )
بينَ لآليءِ أصدافِ الشواطيءِ المتوحِّشةِ الأشرعة ، حطَّ حصانُ دا فنشي* ، أطرقتُ ، إبتسمَ ، إبتسمتُ ، أطرَقَ ، توسَّلتُهُ جَناحَيه ، قجثا على زِنبقةِ الريح ، وراحَ يسبَحُ في تأمُّلاتي ، وحيداً مشيتُ أليه ، وحيداً إمتطى صَهوَةَ حَيرتي ، وسارَ بي بينَ أمواجِ النَّسائمِ المَسروقةِ ، من أعشاشِ العُقبان ، وما إنثَنى حينما إدْلَهَمَّ ، وجهُ موناليزا دهشةً ، فقد كانت تحوكَ قميص نومي ، بلا املٍ بعودتي ، الى لوحتِها، تتلاطمُ ألوانُ العصورِ الحابِيَة ، على أردافِ فُرشاتيَ العارية ، دونَ أن تُفصحَ عن معالمِ المروقِ ، الى غُصنِ وحشتيَ المعتَّقةِ الرِّضاب ، يالها من غيماتٍ عذراوات ، تتساحقُ فوقَ جفوني ، ينشدْنَ شهوةً بلا بُروق ، الزوارقُ الرَّثَّةُ الذكريات ، مازالت تحلمُ ، أن ترسْمَ على جبيني ، أُغنياتِ الصيادينَ ، العائدينَ بشِباكِ الزَّبَد ، قد يكونُ هناكَ وَعْدٌ أوَّل ، وقد يبورُ الصَّهيل ، في قيعانِ الأحضانِ الحدباء ، فلابُدَّ من الإرتماء ، على عُشْبِ الفراغِ الممدودِ الأنفاس ، لأغرفَ من معينِ الأُلفةِ ، النازعةِ حياءَ التَّلويحِ .. والنسيان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* حصان دافينشي : هو تمثال لم ينته العمل به أبداً من قبل ليوناردو دا فنشي حيث أتم صنع نموذج طيني منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق
إرسال تعليق
إرسال تعليق