المسحراتي
كانوا كل ما حل فصل الصيف الا وسارعوا لتكسير مصابيح الحي حتى يضمنوا لانفسهم سهرا مريحا وممارسة التناوب على لفائف الحشيش التي يشتركون فيها، اقترب شهر رمضان واصبح الحي كخلية نحل الكل يسارع الى شراء المؤونة ويضعها في المطبخ او ثلاجات التبريد، ففي بلد يحل رمضان على طلقة المدفع طبيعي ان تعم حالة الاستنفار ،مر اليوم الاول والثاني ولا احد اكتشف مكانهم ؛لانهم اختاروا مكانا بعيدا عن الطريق التي تؤدي الى المسجد ،وحده المسحراتي من يكسر خلوتهم ويزعجهم بضرباته القوية وبالحاحه على تدخين الحشيش معهم ، اصبح شخصا غير مرغوب فيه واتفقوا على حيلة طردته من حيهم الى ان مات ، وضعوا شمعة فوق سلحفاة راها عمي احمد وهذا اسمه قادمة عنده، ظنها نور يمشي فوق الارض وسط هذا الظلام الدامس الذي يعم الحي، كبر بصوت مرتفع رمى بالطبل واطلق ساقيه الى الريح ،وكان هذا اخر عهد له بالطبل في ذاك الحي .
العربي شفوق
إرسال تعليق
إرسال تعليق