ملاحم حزن ....وخشبة الموت.
في مدينتي الجميله رغم بساطتها وبساطه اهلها نعيش،في حزن لم يمر اليوم الا ونحن نقدم القرابين للوطن ..... ونقدم القرابين في عام 1980 بدء ضجيح الحرب قرقعه الحديد واصوات الانفجارات والكبريت والنار والدخان يتصاعد وحركة التجارة الموت تتسابق من اجل حفنات الدولارات .
وتمر الايام يوم بعد يوم ونحن نحمل توابيت الموتى على الاكتاف نودع في كل يوم طوابير من الشجعان ...طوابير من الشباب اليافع الذين لم يبلغوا الشباب ليقف الموت اعمارهم وليثكل الامهات في كل يوم ومازال الشبح الاحمر يقصف ويقطف الاحباب الاصدقاء لينسف كل شي اظلمت السماء ارتدت شوارع المدينه وشاحها الاسود وصبغت النساء الثياب السود
ليستمر الحزن.
فقدت اخي في عام 1984 كانه فلقت قمر شاب جميل للتو خط الشعر الاسود الخفيف على شاربه جاءو به الينا في المساء ومع عتمة الليل في تابوت خشبي ملفوفا بعلم اجتمت حولة النسوة لتطلم تلك الليله حتى الصباح في ليلة سوداء حزينة تشتعل فيها الاهات والبكاء ودمع ينزل من العيون ويجري على الخدود ليحرق وليحترق مع كل جمال الدنيا التي كتبت على شبابنا الحزن والموت والكبريت والدخان.
استمر بحر الدماء ينهمر لم يسلم بيت او شارع الا وودع اهل ذالك الشارع او الحي صديقا حبيب لهم وهم يبكون على فقدانهم الصديق الذي فارقهم ولن يعود الا مع بعض الذكريات التي قد يتذكرونها.
وفي عام 1988 ودعنا الحرب ونحن نرقص في الشوارع قد نفرح لاننا لا نعلم ما اخفى لنا القدر اصوات العيارات الناريه ورصاصها ينفش السماء بالالوان مختلفه التي امتزجت مع اللعاب الناريه بما يسمى "الصعادات".
الكل فرح ورقص وشارك اهل الشارع والاصدقاء الا والدي كانت تلك الليله تمر عليه وهو يجهش بالبكاء لم يخرح الى خارج الدار بل بقي حبيس فيها يبكي ويتذكر اخي وغيرة من الشهداء الشباب الذي ودعناهم طوال ثمانيه سنوات عجاف اكلت الشباب اكل النار للحطب بل اكثر من ماتوصف.
بعدها بعام او عامين بدا مسلسل الازمه مع دولة الكويت وبدات المنطقه تلتهب وكانها على صفيح ساخن لم تمر سنه 1990 وصيفها الحار تذهب الا وجاء شهر اب ليرفع الدرجه الى الغليان احتل نظام صدام الكويت واعلن عن ان الكويت المحافظه 19 واعلن ضمها للعراق .
بدات الة الحرب تجعجع بالمنطقه والجيوش تتوافد عبر البحر والجو اشتعلت الازمات والوفود والوساطات الدوليه لحل الازمه سلميا لكنها فشلت كل الوساطات التي سعت لحل الازمه سلميا.
جاء شتاء محملا بالبرد الا انه شتاء ساخن من الة الحربية كان عام 1991 حاملا منجل الموت ليحصد العراقين وليكمل مسيرة الموت التي لا تنفك والنهر الدم الجاري لا زال يسيل .
وفي ليله 17|18 من عام 1991 اشتعلت المنطقه في لون غريب من اللوان الموت الذي لم يكن كالسابق هذه المرة الاطلاقه لا ترحم بل ان كل اطلاقه لا تذهب سدى الا وتقتل وتستقر في جسد انسان .
نعم تحركت الجيوش وبدات القوات التحالف الامريكي مع التحالف القوات العربيه الكويت بقياده الجنرال الامريكي" نريمان شوارسكوف" كان هو القائد للتحالف بدات في تلك الليله القصف الجوي وكانت الصواريخ تنهال على العراقين كما ينهال المطر بل هذه المره اسوء من اختها السابقه اشتدت المعركه واستخدم فيها حتى الاسلحه المحرمه "اليورانيوم" احترقت الارض وسالت الدماء كالبحر وكادت تفتك بالعراقين وتقضي على البشر .
كان الجيش العراقي الذي بالكويت قد نقسم الى قسمين، القسم الاول وقع بيد القوات الامريكيه وتم اسره من قبل القوات الامريكيه.
والقسم الاخر انسحب بأتجاة البصرة الا ان ملاحقت الطائرات الامريكيه والقوات المتحالفه معها فتكت بالجنود الفارين المنسحبين من المعركه، دون رحمه فحرقت عجلاتهم واصبح الطريق عبارة عن مجزره واشلاء مقطعه بين محترق وجريح والنار تلتهم الاشلاء.
هنا نتوقف نقول ان الدماء لا زالت تجري وبعدها يستمر مسلسل الانتفاضه الشعبانيه عام 1991 ....يتبع
بقلم
غالب الحبكي
إرسال تعليق
إرسال تعليق