------- حَبيسُ الْغُرْبَتَيْنِ -------
-- للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز -
غَريبُ الروحِ في وَطَنِ المآسي
وَفِي جَسَدٍ على الآهاتِ يُمْسي
حَبيسُ الْغُرْبَتَيْنِ وَلَيْتَ نَفْسِي
يُقَطِّعُها الأَسَى مِنْ يَوْمِ أَمْسِ
فَيَجْمَعُ شَمْلَها أَحْفادُ سَعْدٍ
لَهُمْ في الْغابِرينَ طُلوعُ شَمْسِ
أُسائِلُها إذا ما الليْلُ أَرْخى
هَواجِسَهُ وَعَسْعَسَ دُونَ عَسِّ
مَتَى ياروحُ تُعْتِقُكِ الليالِي
وَتُذْهِبُ عَنْكِ مُعْتَقَلِي وَحَبْسي
------ ----- -----
أُطاوِلُها الدُّجَى أَرَقَاً فَتَأْبَى
لِتَقْضِي لَيْلَها بِخَرابِ عُرْسِي
كَأَنَّ الدَهْرَ أَسْكَنها الْمَآقِي
وَأَطْعَمَها الْضَنَى بِنَباتِ وِرْسِ
فَلا تَنْفَكُّ عَنْ إجْهاضِ أُنْسِي
وَتَقْضِي هَمَّها بِلِزومِ هَلْسِي
فَمَا لِزَوالِها تَرْتيلُ قاضٍ
ولا لِرَحِيلِها تَعْميدُ قِسِّ
----- ----- ------
سُؤالُ الْقادِماتِ مِنْ اللّيالي
أَيَوْمُكَ فارِقٌ عَنْ يَوْمِ أَمْسِ
أَمْ الآهاتُ تَتْبَعُها مَآسِي
تُداوِلُها الْحَناجِرُ بِالْتَأَسِّي
يَموتُ الطَيِّبونَ بِرَأْسِ خَسٍّ
وَيُقْبَرُ بَعْضُنا مِنْ دُونِ رَأْسِ
وَيَزْرَعُنا الْغُزاةُ دُروعَ حَرْبٍ
وَهُمْ يَقْضونَ لَيْلَتَهُمْ بِكَأْسِ
بَقَتْ فينا بَدائِلُهُمْ جَراداً
سَتَحْصُدُ زَرْعَنا مِنْ دُونِ حِسِّ
تَماطَرَ حِقْدُهُمْ غَضَباً عَلَيْنا
رُؤوسُ الشََّّرِّ مِنْ جِنٍ وإنْسِ
فَمَا تَرَكُوا لِشارِدَةٍ مَحيصَاً
ولا أَبْقَوْا لِأَهْلِ الْعِلْمِ كُرْسي
------ ------- ---
أَلا يا أَيُّها الدُّخَلاءُ عُودوا
فَلَنْ تَرْضَى الْعَراقَةُ بِابْنِ عِرْسِ
فَلَوْلا فُرْقَةٌ وَدَخيلُ قَوْمٍ
وَدُولارٌ على العُمَلاءِ يُمْسي
لَمَا كَسَرَ الْغُزاةُ عَصَا عَلِيٍّ
بِطَعْنَةِ خَنْجَرٍ في يَوْمِ نَحْسِ
----- ----- -------
تُقَلِّبُني بَناتُ الدَهْرِ حَتَّى
تَشابَهَ غَدْرُها وجُمودُ حِسِّي
وأَنْكَرَني أَخو قَوْمي لِأَنِّي
جَعَلْتُ الدَّرْبَ لِلْأَجْيالِ شَمْسي
وقاتَلَني وأَضْرَمَ في دِياري
وَأَفْرَغَ جُعْبَتي وأَضاعَ تَرْسي
حَبيسُ الْغُرْبَتَيْنِ وليتَ شِعْرِي
أَفْي هذي القُيودِ يَكُونُ رَمْسي
فَيَا وَطَني وَمَا أَبْقَيْتُ شَيْئاً
دِفاعاً عَنْكَ مِنْ مالي وَنَفْسي
تَموتُ الأُسْدُ في الغاباتِ جوعاً
إذا كُسِرَتْ قَوائِمُها بِرَفْسِ
سَيَكْبَرُ يافِعوكَ لِأَخْذِ ثَأْرٍ
وتَنْظُرُ ما يَكُونُ بِيَوْمِ هَرْسِ
فلا نامَ الْعَدُوُّ قَريرَ عَيْنٍ
ولا هَنَأَ الْغُزاةُ بِشُرْبِ كَأْسِ
سَأَبْقى شاعِرَ الْوَطَنِ الْمُفَدّى
وَأَزْرَعُ فِيهِ أَيَّامِي وَقَوْسِي
-------------------------
إرسال تعليق
إرسال تعليق