كنت كلما ركنت عقلي وفكري الى دفتر الذكريات،اقلب الصور ،اتوقف عند احداها، اتأمل ،اتفحص الشخوص من كانت ،هذا اليوم اصبح قاب قوسين او ادنى من لحد يحتضنه، هو مريض جدا، طريح الفراش ،كلما زرته كان يبكي امامي ،وكأنه يريد ان احمل وزر حياته التي عاشها بين اللهو والابهة ،بين صبايا الجامعة ونزواته الكافرة ،كان لايتردد عن شرب زجاجة ويسكي وهو ابن العشرين بعد ،لكنه وللامانة اقول كان طيبا، خدوما، صادقا صدوقا، محبا، لايتوانى عن فعل خير ابدا ،كنت استلف منه النقود والثياب ايضا، كنت عندما اجلس. الى اسفل قدميه وهو يأن وجعا ،كان يسألني عن حالي واحوالي ،ثم مايلبث ان ينسل بهدوء الى عالم الغفوة والنوم ،ابقى اتامله جيدا وهو يقف جنبي يتوسط الاصدقاء مبتسما ،فادعو الله ان يرحمه برحمته الواسعة،واقلب الصور ،وتشدني صورة فتاة كانت تشاركنا احتفال ،اتمعن في الصورة، جوقة رجال طلاب كنا،واقفين وجالسين ،اتوسطهم انا ومن خلفي هي تضع يدها على كتفي فابتسم واتذكر ،هنا بين حدائق الكلية عقدت معها الحوارات والنقاش والجدال في اسئلة كثيرة كان همي منها ان ابقى مصاحبا اياها حتى ساعات النهار الاخيرة مع اقتراب غطس الشمس في حوض الارض المنزوي بعيدا ،لقد تأخرت عن البيت! هل اقدر ان انفلت من حواراتك؟ هكذا كانت تفر من جنبي ،ابتسم فالصورة كانت جميلة ،كانت ذكرى لتمثيلية الفتها مجبرا على الجميع حظيت بتكريم شامل من كل الاصدقاء ،قالب كيك وحلوى وشاي وبعض الفواكه،وانا في داخلي اصرخ الحقيقة : لقد خدعتكم جميعا ،لا بل املك موهبة التمثيل ، حتى انت الواقفة خلفي ،استأثرت عاطفتك فاوقعتك في فخ حبي ،واقلب الصور ولا ازال اقلب حتى غلبني النعاس وبدأ التثاؤب يغريني باحدى واثنتين وثلاث ،وكنت. حين ذلك انظر الساعة العتيقة العسلية اللون المعلقة على حائط غرفتي فاجد عقاربها تنتصف الوسط ،افرك النظر ،واسرقه الى ستارة شباكي الوحيد لاجد ضوءا بدأ يعتلي سنم السماء ،هاهي الشمس تبزغ ثانية متثاقلة من اشراقها في الجانب البعيد، اغلق البوم الصور ،اضعه خلف رأسي ،ابتسم واقول : ذكريات لا تنتهي ابدا واغفو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
إرسال تعليق