الحمل والطفل
pregnancy

0


ماذا لو كان غنيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ولد وفي فمه ملعقة شقاء، نشوان قد بلغ من العمر خمسون عاما وهو لايعرف ارتداء ملابس انيقة نظيفة ابدا ،خمسون عاما يركض ،خمسون عاما يلهث ،خمسون عاما يجامل الناس بلسان طيب وابتسامة جميلة، مادخل بيت احد من الزبائن كي يدهن حيطانه الا وصار صديقا دائما لذلك الزبون، الابتسامة لاتفارق وجهه ،بسيط الهيئة، ذو عيون واسعة ،ضحوك ،قصير القامة ،يحب الحياة ،ماتذمر من قسوتها ابدا ،كلما رأيته احتضنه فيحتضنني بشدة اقبله مرة فيزيد علي القبلات، عندما اسأله عن حاله ،يبتسم ويقول : الحمد لله نعمل ليل نهار ولايصيبنا الا ماكتب الله لنا ، لكني اسألك اخي : هل سمعت احد السياسيين يذكر الله ويحمده؟ اجيبه : لا لم اسمع !يقول : لماذا يعيشون اذن في نعيم وغنى ونحن قد ،،،،،، فأضع يدي على فمه واهدئه بابتسامة : اهم شي الصحة والعافية، ينظر الي. ويهز رأسه ويدمدم : صحة عليلة ذليلة رغم قوتنا واصرارنا ستصرعنا ذات مرة، الحمد لله ، وتمر السنون وتمضي الايام حتى اذا لقيته وجدته مرتديا ملابس العمل وفي ساعات النهار الاخيرة من الانتهاء، كنت اعاتبه بابتسامة ونظرة حب له اقول: يا ابا مهند ،الا ينتهى العمل؟ الا تجد لنفسك فسحة من الراحة؟ اما يكفيك كل هذه السنين تجمع المال وتكنزه في مخدتك التي لاتفارق رأسك؟ يضحك ويقول: هل تقرضني ثمن اجرة رجوعي للبيت ،تسوقت ولم يبقى دينار في جيبي، اضحك ونضحك وكانت ضحكاته استهزاء من واقع اليم: اوف يا اخي لماذا لم يخلقني الله ابن وزير؟ اضحك وارد عليه : يعرف الله هذا اكثر مني ومنك، قل الحمد لله ،
بالامس جاءني اولاده واخوته بيتي ،رحبت بهم وسألتهم عن ابي مهند،نشوان، اخبروني انه مات قبل ثلاثة ايام ،حزنت جدا ،سألتهم ،قالوا كان يغسل كليته منذ اشهر لكنه توفى في غسلته الاخيرة،سألوني ان ابرأ ذمته ان كنت اطلبه دينا او مالا ؟ قلت لهم : برأ الله ذمته، انه كان طيبا مجاهدا مكافحا ، احسنوا يا اولادي لوالدتكم ،كونوا معها ولاتتركوها ،رحمك الله يا ابا مهند ، تسألت مع نفسي وبعدها استغفرت ربي: ماذا لو كان غنيا هل سيخطفه الموت هكذا بسرعة؟


إرسال تعليق

 
Top