حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثالث ٠٤/ ١٠
( من العشرة للعشرينات ).
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
٢٨ / ٠٦ / ١٤٣٧ هـ.
أبناءنا - والتربية المنزلية - ١
أن يعتمد الطفل على نفسه في تنظيف جسمه وترتيب فراشه والإعتناء بملابسه ومظهره.
هذا جانب مهم من جوانب التربية المنزلية ولكن هناك الأهم منه.
أن يتعلم الطفل الإيتيكيت أو قوانين التعامل مع الأشياء وكيف يؤدي دوره معها بإيجابية وذوق وسلوك حضاري راق ومهذب.
هذا جانب آخر مهم أيضاً من جوانب التربية المنزلية ولكن هناك الأهم منه أيضاً.
أن يتعلم الطفل النطق السليم والألفاظ الحسنة الجميلة والعبارات المنمقة الهادفة في التعامل مع الآخرين من أفراد الأسرة أو التابعين للبيت من خدم ومربين وسائقين وغيرهم.
هذا جانب هام جداً من جوانب التربية المنزلية ولكن لازلنا نبحث عن الأهم منه.
أن يمارس الطفل النشاط المنزلي واللعب واللهو والحركات الجسمية التي يحتاجها الطفل داخل المنزل بطريقة صحية سليمة تحقق هدفها في إطار المحافظة على الأثاث ومحتويات المنزل وعدم تعطيلها أو العبث بها بطريقة قد تسبب له أو لغيره الأذى أو الخسارة والألم.
فهذا أيضاً من جوانب التربية المنزلية اللازمة للطفل ويجب الحرص عليها.
ولكن هناك جانب آخر أكثر أهميةً منه.
كل تلك الجوانب في التربية المنزلية للأطفال في هذه المرحلة العمرية وإن كنّا لا زلنا نبحث عن الجانب الأكثر أهمية منها وهو ما سنبحثه في لقاءنا هذا.
ولكن قبل ذلك لا يفوتنا التأكيد على أن ماورد ذكره من جوانب التربية المختلفة وغيرها من الأمور الأخرى التي تتعلق بالطفل من ماديات يتعامل معها.
فإن مهمة التربية والتعليم والتدريب للطفل عليها هي واجب شرعي وإجتماعي وحضاري يتحتم على الوالدين أو المربين القائمين على رعاية الطفل الإهتمام بها والحرص على القيام بها كدور رئيسي وهام لهم.
( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) الحديث.
فالجهل لا يعفي من المسؤولية.
وعدم البحث والمعرفة والتثقيف لمن عليهم الواجب لايعفي من المسؤولية.
وعدم الأهتمام والرغبة في متابعة التربية
لايعفي من المسؤولية.
الإعتماد على الآخرين وإلقاء اللوم عليهم لايعفي من المسؤولية.
قولة ما أدري وما أعرف وماعندي خير لايعفي من المسؤولية.
كان في السابق كبير الأسرة من جد أو جدة.
وعم أو عمة وخال أوخاله لهم الدور الكبير في توجيه الوالدين المبتدئين في رعاية الطفل الأول.
بما عليهم القيام به نحو التربية المنزلية وفق ضوابط الأسر والبيوت والعرف الإجتماعي.
أما اليوم ومع غياب هذا الدور أو تقلصه وعدم فعاليته فقد أصبح هناك الكثير من البدائل في وسائل التثقيف المختلفة والمتعددة ويمكن الوصول إليها بسهولة من خلال المتخصصين ومراكز الرعاية وكذلك عبر وسائل الإتصال الإجتماعي المختلفة ولاعدز لأحد بالجهل وعدم المعرفة لما يتوجب عليه تجاه التربية المنزلية للطفل.
تبقى التربية المنزلية هي الأكثر أهمية في حياة الفرد والأسرة والمجتمع.
وهي العتبة الأولى التي يقفز عليها الطفل أو قد يتعثر بها لاسمح الله تعالى.
وهي المحك الأول للوالدين أو المربين القائمين على رعاية وتربية الأطفال.
إنها أمانة عظيمة في أعناق الزوجين قبل أن ينجبوا الأطفال عليهم معرفة الأساليب الصحيحة للتربية ورعاية الأطفال ليس جسمياً فقط.
بل نفسياً وسلوكياً وحضارياً وعلمياً وفي مختلف نواحي الحياة.
ولأن الواجب كبير والمسؤولية عظيمة في والأمانة التي حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.
فليس لهم العذر في قلة الفهم أو الجهل بأسس التربية للأطفال.
كل ماسبق يتعلق بالتربية الحسية للطفل وهو على الرغم من أهميته البالغة إلا أن الأكثر أهمية هو ما يتعلق بالجانب النفسي في التربية المنزلية.
ولعل مايتعلق بالجانب النفسي يتفرع أيضاً إلى أمور كثيرة في التربية تؤثر في نفس الطفل سلباً وإيجاباً ولكن نريد أن نصل إلى ملاك ذلك كله.
أي المحرك الرئيسي للجانب النفسي.
وهو في رأيي ( الإحترام ).
فأينما وجد الإحترام وجدنا الإبداع والتميز.
الإحترام لا نفصد به ذلك الخضوع واللين في الحديث وبسط الوجه وتقبل الآخرين من أفراد الأسرة بما هم عليه من صفات ومواصفات جبلهم الله تعالى عليها وإن كان هذا الجانب من الأهمية بمكان.
وعلى قدر كبير من الفعالية في تربية منزلية موفقة وسعيدة بإذن الله تعالى.
إلا أن هناك الأسلوب الأهم وأكثر تأثيراً في شخصية الطفل والتي يجب أن تعنى بها التربية المنزلية للطفل وهي كسب إحترام الآخرين له.
إن مهارة كسب الإحترام والتقدير من الآخرين تبقى العامل الأكثر أهمية وتحتاج إلى تركيز وإهتمام من حيث تدريب الطفل غلى السلوكيات والفنيات المختلفة للتعامل مع الناس بطريقة تكسبه حبهم وإحترامهم له وذلك بدون التفريط في حقوقه وخصوصياته مع تحقيق مصالحه ودون المساس بحقوق الآخرين.
إلا أن هناك جانب آخر من جوانب الإحترام وهو الذي تفوق أهميته كل ماسبق من جوانب مختلفة في التربية المنزلية بصفة عامة.
وبجانبها النفسي بصفة خاصة.
وفيما يتعلق بالإحترام على وجه التحديد.
وأخيراً بالجانب الأكثر حساسية وأهمية في موضوع الإحترام وهو ( إحترام الطفل لنفسه).
كما قيل فاقد الشيء لا يعطيه.
فلا يمكننا طلب الإحترام من شخص للآخرين وهو فاقد لإحترام نفسه.
إحترام النفس للنفس هو سيد الإحترام وعقل المحترمين.
وأخيراً وصلنا لما نريد أن نبحث فيه ونتعلمه ونصل إليه كمفتاح ندخل منه لتحقيق كل ما سبق ذكره لنصل إلى تربية منزلية موفقة وناجحة.
وهو ( كيف يحترم الطفل نفسه ).
بماذا وكيف وأين يجد نفسه ليحترمها.
في لقاءنا القادم نجدها بما يفتح الله تعالى به علينا.
عندها أدرك حكيم الزمان الأذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي.
إرسال تعليق
إرسال تعليق