الحمل والطفل
pregnancy

0





حوار ( 5 )

بقلم: يحيى محمد سمونة

هذه الحوارية إنما هي أسلوب تثقيفي يمنح القارئ ملكة معالجة أزمات العلاقة الزوجية بطريقة حضارية، أنقلها لكم من كتابي : نظرية النطق


كان الحوار بيننا قد وصل إلى نقطة حرجة، حتى كاد أن يطيح بثوابتنا أنا و هي، و لم يعد يفصل بيننا و بين خط الرجعة سوى صبرنا و حسن نوايايا و صدقنا و إخلاصنا لبعضنا، فهذه حالت دون تأزيم الموقف أكثر و أكثر

أيها السادة و السيدات، مرحبا بكم:

حوارتي هذه التي أضعها بين يدي ثقافتكم ليست سوى منهجا عمليا في مسألة إنشاء علاقات صحيحة، فهي لا تؤكد على خصوصية الحوار بين الزوجين فحسب، بل تشمل خصوصية أية حوار يكون سواء كان حوارا علميا أو أدبيا أو فكريا أو سياسيا تفاوضيا، أو كان حوارا أسريا، أو كان حوار رئيس و مرؤوس ، أو مشير و مشار عليه. ففي هذه الحوارات كلها لابد من و جود منهج دقيق يعمل أطراف الحوار بمقتضاه و ليس فيهم من يخرج عن أسسه و ثوابته و أحكامه و ذلك كي لا يكون ضربا من العبث و كي لا يؤدي إلى نتائج عكسية و سلبية وخيمة لا تحمد عقباها

إن ردودا و تعقيبات كثيرة على منشوري الأخير و ردتني كلها يحمل سمة العاطفة التي درجنا عليها في حياتنا و في مجتمعاتنا، و كلها يؤكد على أن مسألة ضرب المرأة الزوجة مرفوض بإطلاق مهما اختلفت مسميات هذا الضرب تأديبي كان أو تقويمي أو غير ذلك فإنه مرفوض بلا جدال

قلت: لن نكون كالنعامة التي تخفي رأسها من عدو قادم فمسألة ضرب و إههانة و لي ذراع المرأة موجود في كافة المجتمعات بما في ذلك المجتمعات التي تتبجح بتحضرها و رقيها !! فإن ممارسات الذكورية فيها أشد و أعتى مما هي عليه في مجتمعاتنا!! لكنه إذ استثنينا بعض الأفلام الأجنبية التي تكشف بشكل سافر عن بعض تلك الممارسات بحق المرأة في الغرب، فإن وسائل الإعلام بشكل عام تخفي هذه الحقيقة ! بل تمعن في إظهار المرأة العربية على أنها الأكثر ابتزازا من قبل الرجل الشرقي الذي لا يتوانى عن ممارساته التعسفية بحق المرأة الزوجة ، غير أن المتتبع للأمور عن وعي و فهم و حسن نظر سيجد أن الرجل في مجتمعاتنا العربية الشرقية هو الأكثر تحضرا و مدنية في معاملة المرأة الزوجة، فيما لا يزال الرجل المسمى بالمتحضر يمارس عمليات قهر نفسي بحق المرأة تكاد تكون أعتى و أشد وقعا من الضرب الذي إن وقع عندنا فسرعان ما يتدارك الرجل منا الأزمة بكثير من الود

و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب


إرسال تعليق

 
Top