حوار ( 4 )
بفلم: يحيى محمد سمونة
هذه الحوارية إنما هي أسلوب تثقيفي تمنح القارئ ملكة معالجة أزمات العلاقة الزوجية بطريقة حضارية،أنقلها لكم من كتابي : نظرية النطق
بشيء من دهاء، و مع إخفائها لإبتسامة ماكرة، قالت: و أنت؟ ما رأيك بسلوك صديقك إذ أعطب زوجته ؟! حتما أخذت على يديه،أليس كذلك؟! قلت ـ وقد علتني ابتسامة شبيهة بابتسامتها ـ : طبعا نحن معشر الرجال نتعاطف مع بعضنا فيما يخص معاناتنا مع النساء ! ... قاطعتني بقولها: صدقت ! فأنتم الحلقة الأضعف في كيان الأسرة، و كم تعانون من توحش نسائكم ؟!
قلت: تذكرين أننا تطرقنا إلى مسألة ضرب الزوج لزوجته
قالت: أذكر، و قد أجبتك يومها بأن المرأة التي لا تحيج نفسها لضرب فمن وضاعته الرجل أن يضربها
قلت: هذا صحيح و جميل، و إن كنت لأتحفظ على كلمتك [ تحيج ] فهي كلمة مطاطة و بحاجة إلى ضبط مفهومها بما لا يدع مجالا للسؤال: كيف و متى تحيج أو لا تحيج ؟ و طبعا تذكرين رأيي في هذه المسألة بأن الرجل إذ يضرب زوجته فعليه مطعن و يكتنفه نقص و خلل ، عداك عن عدم قدرته على قيادة مركب الأسرة على نحو سديد و سوي و ضمن سمت صحيح، لكنني هنا أود أن أضيف شيئا و هو أن بعض النساء يشعرن بمتعة بضرب أزواجهن لهن، و تظن الواحدة منهن أن الرجل مالم يضربها فثمة مظنة في رجولته و عنفوانه ! ـ و بالمناسبة هنا أقول لك أن المرأة تناقض نفسها فهي تريد أن تفخر بين قريناتها بقوة شخصية زوجها، لكنها لو مارس معها الزوج الحزم في أمر ما فسرعان ما تنعته بالحكوم المتسلط !! ـ
قالت: لو فرضنا وجود أمثال هؤلاء النسوة فإنهن قلائل و شواذ و لا يعول عليهن في إباحة الضرب
قلت: أما مسألة إباحة الضرب و عدمه فهذه لا يحكم بها وجود أمثال أولئك النسوة، بل يحكم بها علم الرجل و عدله و حكمته بحيث إذا توافرت تلك الشروط في الرجل [ ولا أظنها تجتمع في الرجل الواحد ] فعند ذاك لا بأس بضرب تقويمي [ غير تأديبي ] يكون بقدر و بمقدار و تقدير، ولا يكون سببا لنفرة و نفور أو مدعاة لحقد و لؤم أو مظنة لفتح صراع طويل الأمد
قالت: و إذن فأنت تبيح الضرب ؟!
قلت: يا سبحان الله !! كأني بك و قد تجاهلت جميع الشروط المتشددة التي ذكرتها ثم لم تنظري إلى الأمر إلا من زاوية إباحة الضرب و حسب !
قلت: أتمنى أن تكوني أكثر انفتاحا في حواراتك
كتب: يحيى محمد سمونة. حلب
إرسال تعليق
إرسال تعليق