الحمل والطفل
pregnancy

0

نص أدبي
الفكر بين القلم والكلمة
مازال يسألني بم تفكر؟ فيقف الفكر دقيقة صمت إجلالاً لروح القلم والكلمة، وعليهما الرحمة حين تُسأل (بم تفكر؟) ولا يكون لديك أية أدنى فكرة عما تفكر به آنياً.
ما أعرفه الآن أن رغبتي الشديدة في الكتابة والقراءة قد خبت في داخلي فهجرت قلمي أياماً وأغلقت ذاك الكتاب الذي كان بيدي منذ أشهر وتركته على الرف مهملاً وربما سيترك لسنوات عدة كما هجرت القلم سابقاً حولين ونيف ثم عدت صاغرة لا راغبة فقط لأجل مكنونات الفكر والكلمة المعلقة في جوفه، لا تستغرب مني ما أقوله وما ستسمعه لاحقاً لأني بت أضجر حين أسمع صوت صرير القلم وهو يحف على الورق مداده بجرح نازف أو بفرحة عارمة أو أحياناً يخط الحرف من لاشيء سوى اللهم أني أكتب لمجرد صرخة نادى بها الفكر.
أكتب مزاجيتي في كل حالاتها الوجدانية إلا هذه الحالة التي لا أجد لها تسمية ، أحاول في كل كلمة مناجاة عقلي لعلي أفلح بإيصالها، ولكن عبثاً أحاول، وأكرر المحاولة فما أفلحت.
اليوم بالذات ثمة فجوة كبيرة بين قلمي وعقلي، حرب قائمة بينهما وأمام الورق تتصارع الرغبتين بين رغبة شديدة في الكتابة ورغبة خبت مؤخراً، أجل إنني أكتب الآن ولا يوجد ربط بين الجمل وهذا ما أحسه، فوضى تعم أرجاء الورق وتغص من زحمة الكلمات التي ربما قد تكون بلا فائدة أو بفائدة وحيدة وهي محاكاة الفكر والقلم لإخراج الكلمة.
أعلم بأنك أيها القارئ تقرأ لي مدهوشاً ، مستغربا!!! وحول ما أعنيه إشارات استفهام وتعجب، أجل مع أني أكتب هذه اللحظة إلا أنها حالة من التشتت الفكري والضياع ما بين الحرف والحرف، فلا تلمني إذا ما وجدت ثمرة في نصي هذا، وها أنا أعترف لك بأنني مزاجية القلم والفكر وحتى مزاجية القلب المتقلب بين الفينة والأخرى، أسأل نفسي لمن أكتب؟ ولم أكتب؟
كنت أكتب عن غيري الأحداث التي مر بها في حياته ولكن بأسلوبي ومزاجي المصور للحدث بينما بالمقابل نسيت نفسي تلك التي أهملتها فأوصلتها إلى ماهي عليه الآن من التخبط والاستياء، فشعوري وليد لحظة تفاجأت بما يخفيه عني أو ربما لا يخفيه وإنما تجاهلته فقط حتى لا أغوص في عمق أناي، فمن أطفأ هذه الرغبة في داخلي؟ أهي أنا التي نسيت أناي؟
هل لست الوحيدة التي انطفأت فيها روح المثابرة ؟ وأعلنت الحداد بشكل غير مباشر أسىً على روح القلم والكلمة؟ هل سيبعثا في فكري من جديد؟
وعلى القلم والكلمة السلام، عليهما الرحمة عليهما الأمان إلى يوم يبعثان في الفكر.
رهام حلبي
سوريا / حلب
16/7/2017

إرسال تعليق

 
Top