الحمل والطفل
pregnancy

0

ميلينا مطانيوس عيسى
-الصورة الشعرية واللغة النوعية
قراءة في نص---رجل في دائرة الخطر---
اياد النصيري
0000000000000000 00000000000000
الاديبة والشاعرة العربية -السورية- ( ميلينا مطانيوس عيسى- )الحاصلة على شهادة البكالوريوس -اداب- انكليزي- لديها الاهتمام والالمام المكثف باللغة العربية فهي لديها معجمها اللغوي الخاص وتعرف كيف تنتقي مفرداتها الجميلة بكل عناية وتكتبها وترسمها بلوحات وومضات وقصائد نثرية--
تعطينا الشاعرة في نصها انموذجا توظيفيا مهيمنا للعنوان، بحيث تجبرنا على الانصياع لمسار العنوان داخل المنظومة النصية التي تعتمد على الصياغة الأنموذجية لفلسفة التسمية التي تحظى بها في الكينونة البنيوية للنص،باعتبارها هي آلية التعيين والتحديد في آن واحد ، لأن المنظور التركيبي للاسم في ظل علاقته بالعنوان ـ بوصفه دالاًّ علامياً ظاهراً وباطناً في الوقت ذاته ـ يتحدد من خلال التوافقية التضافرية العالية في الوظيفة التي يؤدّيها كلّ منهما، الرجل -والمراة ---- الرجل وهو في عالمه الخاص ويحدق به الخطر ومحسوب بخطواته لان فضاءه ضيق ومحدود داخل دائرة وبين امرأة تحمل في روحها الامل والتطلع نحو الافضل وحبها وعشقها وتساؤلاتها وانتظارها لمعرفة مايحمله الرجل من افكار اتجاه مصيرها00 وعلى هذا الأساس يجب أن تتعامل القراءة مع العنوان بوصفه مفتاحاً إجرائياً في التعامل مع النص في بعديه الدلالي والرمزي، يجري الكشف عنه عبر أنموذجه الصياغي وما يتكشف عنه من دلالات ورؤى وقيم من جهة، وعبر تجلياته في المتن النصّي من جهة أخرى..
تعتمد ( ميلينا )بنصوصها وبوحها على توظيف جماليات اللغة بكل محمولاتها البلاغية في الإستعارة.. والكناية ..والرمز.. والتشبيه ..والمفارقة، فتكتمل الصورة الشعرية في ذهنية القاريء حيث يتسم نصها (رجل في دائرة الخطر) والمتكون من (116) كلمة والموزع على (6 ) مقاطع متناسقة وفق الحكاية التي رسمتها الشاعرة بكثافة الصور الشعرية- وجمالية المفردات وحيث الذات الشاعرة ،والرؤية الإبداعية، وأبنية “النص- حيث ان الشاعرة ( ميلينا ) تتمتع بخصوبة الخيال..والإستدلال بالصور الشعريّة الموحيّة ..وتجليات الروح والعشق الصوفي ..لذلك أرى جازماً سمفونية الشدو والبوح الشعري تُعبر عن الصفاء الروحي ،والنقاء القلبي ،وجذوة الحب التي تجد الشاعرة فيها جذلى منتشية مُعبرة عن الذات وهواجس الروح ،والأمل المنتظر ، رغم الألم والمحن ، ومصادرة الحرية ، في حيواتنا المستباحة ….فمن خلال البوح الرومانسي الذي يُشع بأريج التسامي الروحي الصوفي
استخدمت الشاعرة لغة نوعية تتفاعل مع كل الاحداث وهو فاعل فلسفي في عملية التعبير والتقصي والاستفهامات المثالية في منطقة اشتغاله بينما تتلاقح مع رؤى ووجدان وتصورات الشاعرة وحواريته مع نفسها ومع المتلقي
وتجعل الشاعرة من الصورة دلالة على حب كبير فتنتقي ألفاظها التعبيرية من الكائنات الموجودة في فضاء الجمال ليبقى التواصل الوجداني بين النص وبين المتلقي عامر ومليئا بالشجن والصفاء الإنساني
0000000
حكاية في الوسط
حصرم متكور على شهوة
سحنته
طلسم وردي
ولعبة مهدرجة بإغراء
0000000000
لقد هيّأت ( ميلينا ) أدواتها في تدرجات فعلية متناسقة ذات حمولات تتحول الى خطابية المفردة والتركيب انه نشاط يشعرنا بولادة الحياة حيث انها مثلت انبعاثات داخلية متراصة / متناسقة في سلسلة تكاد انها تعطينا مسوغاً في الولوج الى فهم مدلولات المفردة والتركيب الذي تميل اليه الشاعرة / حيث انها تنقلنا الى عالمها .. بكل هدوء .. فلا نجد لديها الا لوحات مرسومة بفنية عالية / فكم من شاعرة وشاعر استطاع ان يحول مفرداته وتراكيبه الى لوحة حكائية ملوّنة في لغة اختلفت نوعا ما عما هو سائد ، اذ انها تسرد لنا ذلك الهوس الباطني
إن أسلوب (ميلينا ) الشّعري الباهر الذي لجأت إليه يتضح في استخدامها للأفعال المصورة للحدث استخداما منطقيا منظما زمنيا، واستطاعت بشدة حساسيتها الواضحة في نصها من ملاحظة مشاعر الناس وعواطفهم،
كما تمكنت بخبرتها من استبطان واكتشاف أهواء الناس وما يتبعها من الهمس النفسي الذي صوَّرتها ورسمت اتجاهاتها بكفاءة عالية، ولا أغالي إذا قلت إن القيمة العاطفية التي شحنت بها جمله سَمَت بمستواها الفني وجعلته راقيا
0000000
.مركز الهدف هي
في كل تأرجح لعبادتها
تصاب بالأرق
تستنزف هوايتها
بأن تطبع على ثغر مشاكساته
أحجية
00000000
وحين توظّف (ميلينا ) وجهة النّظر المتقطّعة،فإنّها تعرض المكان مجزوءاً أو تعرضه موحداً واشتماليّاً إذ كانت الرّؤية متسعة،وفي كلتا الحالتين فإنّ المنظور السّرديّ للمكان هو المتحكّم في الفضاء وإعطائه طابعه المميّز،وتلعب وجهات النّظر دوراً حاسماً في حكايتها هذه ،وتشكيل الفضاء الشعري ،والرّبط بين أجزائه من خلال إقامة صلات بين المواد والأجزاء والمظاهر التي يتضمنّها الشّكل الحكائيّ،بحيث تصبح كلّها تعبيراً عن كيفيّة تنظيم الفضا ء الشعري
يشكل نص--رجل في دائرة الخطر-- بصمة جمالية وإبداعية مميزة في قصيدة النثرحيث تتسم بتحقيق المعادلة الصعبة بين العمق والبساطة في نفس الوقت، كما تتسم بالتجديد والتجريب المستمر في المضمون، والتنويع في أغراض القصيدة، فهي شاعرة وتعرف كيف تصوغ مفرداتها وتركبها بجمالية التفاصيل الحياتية بامتياز، وشاعرة الوعي التي تشعل شرارتها بمحبة، وتتحفّز عليه بقوة ومبدأ جسور. ميلينيا تكتب قصيدتها برفق وليونة منسكبة من روحها، لذا فهي سهلة وواضحة وتخاطب الروح مباشرة، ولا يشكل على القارئ فيها أي معنى، لأنها بريئة من الغموض الفج، أو التصنع المصنوع، ومع كل تلك البساطة فهي مدهشة بفكرتها المتسمة بعمق وشعرية عالية، وهي عميقة بصورتها الفنية المستنبطة من روح البيئة وذاتها الشاعرة والوجود الأكبر، وهي جادة في طرحها وتناولاتها وأفكارها الجزئية والعامة.
ويمثل التحليق الروحي الشفيف، والاعتناء بمظاهر الجمال العميق والبعيد أهم مضامين قصيدة (ميلينا ) فهي في الضمني والعميق منه شاعرة تكتب في اغلب المجالات والقضايا ،الواقعية- الاجتماعية -الوطنية وعن الحب-- والروح المتهادية والمأخوذة بالفتنة بخفة ورقة
00000000
. بنصف براءتها
تفتش دولابه
وبربع غدقها
تلتهم فواصله..نقطه
والاستهجانات العجيبة
لتسقطه في جرة العبث والمواربة
00000000000
لا يمكن الحديث عن الشاعرة دون الحديث عن أناتها الساردة التي دفعت بها إلى ترجمة عواطفها ومشاعرها وأحاسيسها في صورة كلمات نابضة بالحياة، معتمدة على الذاكرة الحية والإستفادة منها. هذه الذاكرة التي هي جزءٌ من الماضي الذي عاشته الشاعرة وما زالت تعيش تأثيره ولاسيّما بما يحمل من أحداث وانفعالات وجدانية مؤثرة.
، وتشتغل الأنا الساردة في نصها هذا ( رجل في دائرة الخطر) في منطقة صراع مؤلم وحساس--
كثافة شعرية في لغة بارعه مفعمة منمقة وعميقه، اشارات وتنبؤات حتميه في اكثر من حواريه لقد عملت ميلينيا على اكتشاف طريقه لإغواء المتلقي في حوارياتها المفتوحه ومشاكستها من خلال الغوص في ما وراء النص والاحتمالات المتعددة مثلما وفقت في ان تضع القارئ في روح النص وان جهل او تجاهل حبكة المعنى وما يبطن 0
0000000
اللسعة الأولى كانت مضنية
وهاهو ذا
يخلع الأغلال عن غيبوبتها
علها تنجح في تناول عشائها
على شواطئ المسيسبي
00000000
قصيدة نثر تعبر فيها الشاعرة عن نفثات وجدانية وهمومها الخاصة وشكلت لنا عالماً فريداً عبرت فيه عن رقة المشاعر ورهافة الأنثى وتجلياتها النفسية والروحية والقلبية والأشواق والأمل المتجدد في هذه القصيدة لتحقق لنا وبأصرار كبير على ان الأمل هو الذي ينتصر في النهاية بالرغم من جميع المحن التي تصيب الإنسان وأن سفينة الأحلام تقود الشاعرة الى حيث المتحقق لها والمثابرة عليه للوصول الى تحقيق الأمل المنشود .
القصيدة يمكن ان تحمل سمات التجريد لأنها لا تحمل سمات معروفة لشخصية لها ملامح معروفة او مكان معين نتعرف عليه بدقة من خلال تلك الاشطر الشعرية او حتى زمان يمكن للمتلقي ان يحدده بدقة
00000000
متمرس في فخاخ الصحارى
على كل مفرق زعيق
يوظف جنية
ملفقا لجيدها تهمة الانهمار
وبكامل إصراره يدغدغ
غضبها
000000000
بتراسل الحواس النمطية، فقد ًسجلت اتجاها أسلوبياً يسهم في تشكيل
صورة فنية ذات مضمون تتكاثف فيه الانفعالات الوجدانية، وتشخيص
المعاني المجردة وجعلها حية في الذهنلترتقي إلى الكشف الذي
يضيء التجربة الشعرية، لتطرح ما هو جديد على مستوى الإفادة
والإمتاع. كون اللغة تعد الإدارة الأولى للشاعر وللأديب عموما فان
كل عمل أدبي هو مجرد انتقاء من لغة معينة، وهي نظام متعارف عليه
من الرموز التي يتفاهم بها الناس. أي أنها تقوم على نوع من التنسيق بين
الصور السمعية والمفاهيم، لأنها على وفق هذا التكوين ستقيم علاقات
جديدة بين الإنسان والأشياء، وبين الكلمة والكلمة، لان وظيفة اللغة
تعبيرية جمالية انفعالية تستخدم للتعبير عن أحاسيس واتجاهات، وأثارتها
عند الآخرين.ويبدو ان امتلاكها يتم باستخدام الإمكانات الذهنية أو
الذاكرة. فقد اتسمت بذروة الكلمات الشفيفة والتساؤلات ومخاطبتها بموضوعاتها. ونظمها الجميل في المقطع الاخير معبرة عن عاطفتها الجياشة---
0000000
، .قبل نهاية الحكاية بسطر
هاأنذا أصغي
أيا سيدي
أشتم رائحة الرمل المشوي
مع أظافر مهملة
ورجل نذرته الآلهة ليثمل القمر
سؤال
هل النوم ضروري
والإنذار ضروري
وإذا كانت المعدة خاوية منك
كيف ستحيا الجميلات؟
0000000
القصيدة تمثل أنجاز كبير للشاعرة حيث نشعر في قوة الطاقة اللغوية لديها التي أجادت توظيفها لغايات رسم النص من ايحاء ورمز وتكثيف وصور شعرية ، حيث نجد ان المفردات تعبر عن دلالات نفسية وشعورية ووجدانية لدى الشاعرة معبرة عن عالمها النفسي وتكشف لنا من خلال القصيدة عن رؤية جديدة تزيد من الوعي بالحياة وتعمق احساسنا نحوها وتضيف للمتلقي خبرة متولدة من هذا الأحساس من الفزع والبؤس والأنيين وبقايا الصدى الى ان تصل الى رذاذ الطهر والبراءة ومسيرة الحياة المتعاقبة على الفرد من حلو ومر من حزن وفرح حيث تمنحنا لذة الكشف عن هذه الجماليات في النص وتطويرها حسب المخيلة القارئة لهذا الأحساس .
في نهايةِ هذه الدراسةِ أحبَّ أن أؤَكِّدَ أنَّ الشاعرة َ ( ميلينيا مطانيوس ) قد أثبتت نفسَها وقدرتهَا الأدبيَّة والفنيَّة وإبداعَها على الصَّعيدِ المحلِّي ..وهي صوتٌ إبداعيٌّ وواعي ومتألِّق، يحملُ آلامَ المرأةِ وَرُؤيتهَا وثورتهَا بسبِ الوضع الذي يَمُرُّ بهِ مجتمعُنا في مختلف الأمور، وتستحقُّ كتاباتُها كلَّ الإهتمام والتقدير... فنتمنَّى لها المزيدَ من النجاح والتقدم والمزيدَ من الإصداراتِ الشعريَّة والنثريَّة الإبداعيَّة واتمنى ان يكون ديوانها البكر المخطوط والمعد للنشر ان يرى النور عن قريب بين ايدي محبيها ومحبي ومتذوقي الشعر . 00000
اياد النصيري---
قراءة نقدية في نص رجل في دائرة الخطر
---للشاعرة ميلينا مطانيوس عيسى

إرسال تعليق

 
Top