همهمات مابعد الاربعين - بقلم الاستاذ العربي شفوق / المغرب

همهمات ما بعد الاربعين
مر القطار مسرعا تجاوز المحطة الاربعون ،وانا لازلت قابعا في مكاني. نزل ركاب وصعد اخرون، تحدثنا عن بعضهم بعدد مناقبهم وتجاهلنا المنحطين منهم .ومع كل محطة اغمض عيناي لاتذكر شريط الماضي فاراه قصيرا، البارحة فقط كنت طفلا الهو في حي الحرشية،  والان انا كهلا .و عندما تكبح سرعتي احدث نفسي بالاستلام ورفع الراية البيضاء واحايين اخرى اجد نفسي اقوى مما مضى.
الكثير ممن امتطى معي القطار كانوا في كل مرة يرفعون ارجلهم سنتمترا الى ان جعلوا من رقاب الناس ادراجا، واخرون لازالوا كما هم يحافظون على الابتسامة وبيدهم مفاتيح حصن المدينة يزمجرون كل كل ما كسر احدهم جدارا .
عربات هذا القطار لم يصبها الصدا يوما وهي تتسع لنا جميعا ففي هاته الحياة يهزمنا فقط قدرنا، اما الباقي فنصنعه بانفسنا فلنجعله حبا يجمعنا فيوما ما سيتوقف القطار ليجبرنا على الرحيل ويسافر دوننا
العربي شفوق