قصة قصيرة
دعاء ملغى
----------
تلك الحقيبة التي وجدها جاري الممتلئة بالنقود ، كانت قد فتحت شهية واحلام الكثيرين ممن سمع بالقصة .. ومن ضمنهم جارتي .. خمسينية العمر الجميلة الفرحة ، المرحة .. النزقة .. تدخل بيتي في اي وقت ترغب بدون استئذان ، كما هو حال القطط ..
أعتادت على شرب القهوة الصباحية معي .. وكنا نتجاذب أطراف الحديث حول كل شيء واي شيء راغبة هي الحديث فيه ! ولو حاولت مرة ان أحدثها عن أمر يشغلني بكل سهولة تتركني وتذهب !
قالت لي مرة ؛ لماذا الله لا يرسل لي حقيبة كتلك التي وجدها جارنا !؟ لاحقق بها ما اتمنى .. مللت من هذه الأمنية شبة المستحيلة .. قلت لها مازحة ؛ ماقولكِ لو دعوت لكِ الله ليمنحها اياكِ !
قالت :- اتمنى ادعي لي عزيزتي يقال ان دعوة الغريب مستجابة !
قلت :- حسنآ وكم سيكون نصيبي من تلك الحقيبة التي تجدين !؟
سكتت طويلا والتفتت ذات اليمين والشمال نظرت الى سقف المطبخ ونطقت اخيرآ ! سيكون نصيبكِ العشرة بالمائه من محتواها !
ضحكتُ بشدة وتعمدت الضحك بقوة .. اخبرتها باني لست بدلال عقارات كي تمنحني تلك النسبة ! أنتفضت بوجهي وصرخت وكم تريدين !؟
قلت :- لا أرضى سوى النصف !
أستهجنت بشدة طلبي هذا وغضبت وارتفع صوتها .. أنا لم اعرفكِ جشعة هكذا يا حبيبتي !
بحزم أخبرتها باني لاأرضى بغير النصف ! أن لم توافقي ياعزيزتي لن تجدي تلك الحقيبة لأنني ببساطة لغيت الدعاء! .. لن ادعو الله لكِ ! فخرج وصفقت الباب خلفها ! وتركتني لأيام أرتشف قهوتي الصباحية لوحدي ...! .
----------------
منى الصراف / العراق
إرسال تعليق
إرسال تعليق