[13] نحو رؤية ضاربة في العمق
صفحة من كتابي: [نظرية النطق]
بقلم: يحيى محمد سمونة
العلمانية و تحديات المستقبل
سبق أن بينت لكم أيها الأحباب أن العلمانية و الدين منهجان متباينان في الرسم لمستقبل الإنسان، تعتمد عليهما الأنظمة الحاكمة حين تضع سياساتها التي بها تقود مجتمعاتها، فتحدد من خلال تمسكها بواحدة منهما نمط العلاقات التي يجب أن تكون عليها ــ أي: الدولة ــ و هي تحكم و تقود أفرادها ــ سواء كان ذلك في علاقتها مع أفرادها كافة أو في علاقتها مع الخالق جل و علا، أو في علاقتها مع الأرض و الجو و البحر مما يتبع مجالها و حدودها الإقليمية،و أخيرا في تعاملاتها مع الدول المجاورة و غير المجاورة و الأنظمة و الحكومات و الشعوب و اللوائح و الدساتير الدولية و المنظمات و الهيئات الدولية و غير الدولية
و بتبنيها للنمط الديني أو العلماني تشرع الأنظمة الحاكمة تبني سياساتها و تقود مجتمعاتها ــ ولا أراها تسير ـ أي الدول و الحكومات ـ إلا من سوء إلى ما هو أسوأ !! بدليل غياب القيم النبيلة في كافة المجتمعات و تفشي و انتشار بدلا عنها قيم العنف و الإجرام و الرذيلة و العهر النفسي و الأخلاقي و الأيديولوجي!!
أيها الأحباب
لقد ثبت بدليل قطعي يقيني لا يقبل الشك أو الجدل أن الأنظمة الحاكمة بتبنيها لأي من هذين النمطين في إنشاء العلاقات فهي مخطئة و غير صالحة و من شاء منكم أيها القراء الأعزاء فلينظر حال الدول و الحكومات و الأنظمة والأحزاب ذات المرجعية الدينية أو العلمانية!! فهل من أحد منكم وجد نظاما حاكما أو دولة ارتقت بسلوك أفرادها و وضعتهم على عتبات حضارة و رقي أخلاقي و إحسان في التعامل ؟! و أما بالنسبة لهيمنة القوة و فرض سلطتها على المجتمعات الضعيفة فهذه لا تمثل بحال من الأحوال شكلا من أشكال الحضارة و الرقي الأخلاقي !! بل على العكس من ذلك فإن القوة المهيمنة الحالية هي قوة غاشمة متغطرسة قهرت و أذلت كافة المجتمعات و لم تعبأ بأي قيمة أخلاقية نبيلة تكون في مجتمع بل قد عملت على سحقها و وأدها !!
أيها الأحباب
في منشور لاحق أبين لكم بعون الله تعالى أن الأنظمة العلمانية و الدينية كلاهما أساء إلى المجتمعات البشرية و سقط بها [ أؤكد لكم بقول حتمي أن الدين باعتباره شريعة ربانية يختلف كليا عن النظام الديني الذي يرعى و يبارك للطائفية و المذهبية و يستبيح الدم الحرام]
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب
إرسال تعليق
إرسال تعليق