هذا اللقاء السابع من سلسة من اخرج العذراء
مختارات من ارشيف المجلس السابقة النشر.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
٢٩ / ٠٢ / ١٤٣٧ هـ.
العذراء والخادمات. عذراً أم نذراً.
بعد ما تكالبت المسؤوليات والواجبات على المرأة الشرقية وتعاظمت الحاجة لخروجها للعمل والسعي في مناكب الأرض.
أحضرنا لها خادمة لتساعدها في تحمل الأعباء.
لا أعرف أقول تحمل الأعباء معها أم عنها ؟
وخاب ظننا في أننا قد أنصفناها ووفرنا لها الرفاهية التي تنشدها والسعادة التي تؤملها.
بل ومننا عليها منّ الأذى.
وطالبناها بتحمل الرذى في تدريب وتعليم الخادمات والرضوخ لهن وتحمل عقلياتهن والتعامل معهن بصبر وجلد بل وبالرضوخ والإنصياع إليهن لدرجة قد تصل إلى المهانة والذلة لهن والحرص على إرضائهن وذلك لنحقق الإستفادة من إنجاز بعض الخدمات والأعمال التي لو قامت بها ربة البيت بنفسها لكانت في وضع نفسي وعصبي أفضل وأجمل وأكمل.
ثم لا تلبث أن تغادر تلك الخادمة المنزل بعد أو حتى قبل إنتهاء مدة العقد المبرم معها لتأتي أخرى وتبدأ مرحلة معاناة أخرى مع أخرى وهلم جر.
ولكن الزمن أحوج المرأة إلى الخدم والخادمات بسبب تزايد الأعباء الحياتية عليها أي على المرأة الشرقية.
إننا نخطيء كثيراً عندما نطلق عليهن لقب الخادمات أو الخدم.
وهنا بداية المشكلة الكبرى التي تعاني منها البيوت من وضع وطبيعة العلاقة مع من نحضرهم إلى المنزل لأداء وإنجاز أعمال تتطلبها طبيعة الحياة المنزلية اليومية.
فلقد تعود المجتمع منذ القدم على أخلاق ومثل وقيم التعامل مع الخدم والذين كانوا يعتبرون جزء من المنظومة العائلية.
بمعنى أن الخدم من الجواري والعبيد الذين كانوا يعملون في الأسرة المسلمة والذين لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات ما ضمنه لهم الشرع الحنيف وكتاب الله تعالى وسنة نبيه صَل الله عليه وسلم.
وهو الخلق الذي يجعل كل من الخادم والمخدوم يمثلون جزء من العائلة الواحدة والأسرة المسلمة التي تراعي حق كل ذي حق.
ومنها حرص الخادم أو الخادمة على مال وعرض ودم سيده.
وكذلك واجب المسلم تجاه هذا الخادم من المحافظة عليه حتى مشاركته له في طعامه وشرابه وفي كل نواحي الحياة.
أما الخدم اليوم فليس بمفهوم السابق من الإندماج في الأسرة والتعامل بينهم من خلال ذلك.
فهؤلاء يعتبرون موظفين لدى الأسرة وليسوا خدم بالمعنى الذي كان معمولاً به في السابق.
وهنا تحصل المشكلة الأولى عندما تختلف النظرة بين الطرفين.
عندما ينظر أهل البيت إليها كفرد من أفراد الإسرة وينفتحون معها وعليها ويجهلون أنها مجرد موظفة تحتاج إلى تنفيذ تعليمات والقيام بواجبات محددة في إطار أنظمة وقوانين العمل والعمال.
وهذا بحد ذاته يمثل عبء ومسؤوليات إضافية على المرأة الشرقية التي يتوجب عليها أن تكون ملمة بالأنظمة والقوانين بل ويتوجب عليها أن تتعلم فنون الإدارة وفنون التعامل مع الموظفين وطريقة إنجاز الأعمال بواسطة الإخرين.
وبسبب جهل الكثيرات من النساء بعلم الإدارة وفن إدارة الآخرين تقع العديد من المشاكل مع الخدم والخادمات لتزيد من حجم المشكلة وزيادة الأعباء والمسؤوليات على المرأة الشرقية.
وسط اللوم الشديد عليها في قلة خبرتها وجهلها في كسب ثقة ورضى الخادمة التي تم إحضارها لها كمنة وتفضل عليها.
وَمِمَّا شجع المجتمع على تبني سياسة الإعتماد على هؤلاء الموظفات في البيوت هو توفرهن ومن عدة مصادر وبأسعار معقولة جداً في بداية الأمر.
حيث كان من الأوفر والأفضل أن تعمل المرأة وتحصل على مبلغ لا بأس به من المال مقابل التخلي عن شيء بسيط منه كراتب شهري للخادمة أو الموظفة.
ولكن ومع تزايد الأحتياج لهن وتنامي الطلب عليهن وصعوبة الحصول عليهن.
أصبحت تكلفة الحصول على الخادمة والراتب الذي تتقاضاه قد يفوق دخل الأسرة أو تحملها.
بعد ذلك كان كردة فعل طبيعي لزيادة التكلفة هو أن تقوم الزوجة أو الأسرة بتكليف الخادمة بأعمال كثيرة قد تفوق طاقتها وذلك كتعويض عن الأجر المرتفع لها.
فلم تعد الاسرة تكتفي بالغسيل والتنظيف.
بل أصبحت تطلب منها حتى تمسيح وتلميع كل شيء في المنزل.
وهذا شيء يبدوا منطقي وطبيعي لتعويض المصاريف التي دفعت لها.
في حين أن معظم تلك التكاليف قد ذهبت لسماسرة الخدم ومكاتب الإستقدام ولم تستفد منها الخادمة.
الزوج يزيد من طلباته من الزوجة بحجة أنه عندك خادمة كلفتني الكثير.
والزوجة تضغط على الخادمة لإنجاز المزيد.
والخادمة دخلها لا يحتمل بذل المزيد وربما صحتها أيضاً لا تحتمل العمل الكثير.
وسماسرة الخدم هل من مزيد.
وكل ذلك تكون نقمته وتبعاته على العذراء التي خرجت من خدرها لتنعم بالحياة ففوجئت بمسؤوليات تفوق طاقتها.
بل وتزيد مع الأيام والسنين حتى تنوء بحملها.
وربما قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.
بهذا وذاك أصبح أمام العذراء.
#. زوج في بداية حياته لا طاقة له على مصاريف الحياة المتزايدة.
#. حياة مستقلة مع زوج حديث بعيدين عن أنظار ورعاية كبار السن من ذوي الخبرة.
#. أم زوج وأهل الزوج قد يكونوا حكماء ومن أصول محترمة أو قد يكونوا من الجهلة والسفهاء من الناس.
#. أعباء ومسؤوليات مضاعفة عن السابق تتعدى داخل المنزل إلى خارجه وربما أبعد.
#. أحضرنا لها الخادمات لننقذها من ثقل الحياة فإذا بها أمام تزايد أعباء وأحمال وتبعات أمام مهام الخادمات ومالهن وماعليهن وكيف تتعامل معهن وتدير شؤونهن.
فهل هذا كل شيء أم هناك المزيد الذي عليها أن تواجهه في حياتها.
هناك الأهم والأكثر تأثيرا في حياتها والذي قد يفوق كل ما ذكر نبحثه لاحقاً.
والى لقاء قادم بإذن الله تعالى.
رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي
إرسال تعليق
إرسال تعليق