الفصل الثاني من روايتي
صابر
الحلقة الأولى
انتهت مراسم دفن الحاج حسن. وعاد كل من صابر وهند الى البيت، والالم يعصر قلبيهما، كيف لا وقد انهار سقف ظلهم، واقتلعت شجرة امالهم، وانطفأ الضوء في اخر نفقهم. وصلا وكلاهما يضرب كفا بكف ويسأل نفسه،
: ماذا بعد ؟!
لم يكن للحاج حسن من أقرباء ليرثوه، بيته ودكانه، انتهت ايام العزاء الثلاثة، التي ظل فيها صابر يستقبل الجيران المعزين ، كما استقبلت هند بعض الجارات...اللواتي ارهقن تفكيرها في محاولة الرد على اسئلتهن، بعضهن متعاطف والآخر حاسد ... لانها الوريث الوحيد للحاج حسن
في صباح اليوم الرابع طرق الباب ، قام صابر ليفتحه، دخل احد رجالات الحي يدعى ابو وصفي ، رجل في خريف العمر عليه هيبة وملامح وقار، سلم على صابر، وسأل عن هند ، ادخله صابر واشار له الى غرفة هند ، التي لم تخرج منها الا لقضاء الحاجة ... من بعد وفاة الحاج حسن، نادى عليها صابر وهم بالانصراف الي حجرته ، لكن ابا وصفي أمسك بيده قائلا : اريدكما معا
دخل الرجلان غرفة صابر ولحقت بهما هند وهي تحمل اقدامها تحتها، جلس الثلاثة على حصير قديم فوقه فرشة من القطن تعلن عن وفاة صانعها، مرت لحظة صمت والثلاثة نضراتهم للارض ، تنحنح ابو وصفي ومد يده في عبه ليخرج من جيب ( هنديته) محفظة جلدية تملأ كفيه ، فتح طياتها بتؤدة،
أخرج من داخلها ورقة مكتوبة بقلم (كوبياء) ، ناولها لهند وقال : يا بنتي هذه وصية المرحوم جعلها امانة في عنقي قبل سنة، والان احمد الله ان اعانني على إيصالها لك كما اوصاني رحمة الله عليه.
اخذت هند الورقة ونظرت فيها ، وقالت انا لا اجيد القرآءة ، واعطتها لصابر
ليقراء عليها ما جاء فيها....
إرسال تعليق
إرسال تعليق