حوار ( 2 )
بقلم: يحيى محمد سمونة
قالت: أنت لا تحبني !
قلت: و فيم ذاك؟
ـ : فكم من مرة طلبت منك أشياء و أشياء، ثم تضحك علي بمعسول الكلام ولا تحقق لي مطلبا !
= : رويدك، فقبل أن أجيبك، تذكرت طرفة من التاريخ أذكرها لك
ـ : هاتها
= كان لأمير جارية أحبها فأعتقها فتزوجها فوجدها يوما حزينة فسألها فقالت تذكرت يوم كنت طفلة ألعب بالطين فألهو و أمرح، فقال لا عليك، فجعل لها طينة من مسك و عنبر وقال هيا أيتها الأميرة إلعبي بهذه الطينة و استرجعي سابق عهدك باللعب. حتى إذا كان بين الأمير و الأميرة يوما شيئا من خصام، قالت لم أعهد منك يوما خيرا قط ،
فتعجب الأمير وقال: ولا حتى يوم طينة المسك و العنبر، فغضت الأميرة الطرف وابتسمت خجلا.
ـ : ما أشد دهاءك زوجي؟! تسوق لي هذه الحادثة لتقول أننا معشر النساء ننكر أفضال الأزواج علينا
= ليس الأمر كذلك، بل: تنظر الواحدة منكن إلى الجانب السلبي من حياة زوجها و تتغاضى عن جميع إيجابياته، إلا من رحم ربي منكن، و كي لا تستثقلي إجابتي هذه، أقول: بل، هذا نعت يوصف به معظم الناس ممن يجحد الحق، و يبخس الناس أشياءهم، و ينكر أفضالهم
ـ : هكذا أنت دائما سرعان ما تغير مجرى الحديث، تهربا من سؤال محرج !
قلت: الحب يزيد و ينقص ، و قد يصفو أو تشوبه شائبات ، و قد يتم اغتياله فهو لا يموت موتا سريريا
ـ : هذا يعني أن الحب ـ أي حب ـ سواء حب الزوج للزوج ، و حب الأم لولدها، و الولد لوالديه، و المواطن لوطنه، قد يستعر أو يبرد ؟!
= : تماما
ـ : و ما أمارات ذلك ؟!
= : قد يفرط المرء في حبه إلى حد الهوس أو الجنون ! و أظنك تشاركيني الرأي على أن هذه المغالاة في الحب مرفوضة جملة و تفصيلا ! ذلك أن عواقبها سيئة و تؤدي إلى نشوء خلل ! أو قد يحدث الشرخ في كيان تلك العلاقة حيث قد يشتط المحبوب فيطلب المزيد ! و ما من مزيد ! أو قد: يفتقد المحب مبررات حبه فلا يعد يمنح المحبوب ما يصبو إليه !
= : يؤسفني هنا أن أقول لك سيدتي: و أدرك شهريار الصباح و سكت عن الكلام المباح ... و إلى موعد لاحق بعون الله تعالى ... لك منى أطيب المنى
كتب: يحيى محمد سمونة. حلب
إرسال تعليق
إرسال تعليق