الحمل والطفل
pregnancy

0

بين الوطنية والخيانة .. خيطٌ رفيع لا يرونه إلا الأوفياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي
اصبح من المؤكد اننا نحتاج الى تعرّيف الخيانة حتى لا نتجادل في بيئة خطابية غير قابلة للتداول وكل منا يغني على ليلاه، خاصة ونحن في زمن انقلبت فيه المفاهيم وسقطت فيه القيم وانهارت فيه المنظومة الاخلاقية,واصبحنا نحتاج فيه أن نعرف المعرّقال بدر شكر السياب ( وإني ﻻعجب كيف يخون الخائنون!أيخون انسان بﻻده؟ إذا كان يمكن ان يخون! فكيف بمكن أن يكونف ونشرح المسلّم به، وذلك بسبب غسيل المخ والدماغ الذي يحاولان يمارسه البعض علينا ، في ظل النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يطفو على السطح في حياتنا اليومية . وكثيرون هم من يدعون الى التوقف عن خطاب “التخوين” ، بنية صادقة ووطنية واخرون يدعون الى ذلك تشجيعا منهم للخيانة وما يرافقها من اختلالات فكرية ووطنية ,لكن ببساطة وجب القول أن يتوقف من خان الوطن عن فعل الخيانة حتى يتوقف خطاب التخوين .تتعدد صور الخيانة بتعدد المفعول به ، أي بتعدد من وقع عليه فعل الخيانة ، واقبح صور الخيانة هي خيانة الوطن ، لأن من وقع عليه الفعل هنا هو الوطن، فعندما تكون الخيانة بحجم الوطن تكون الدناءة والانحطاط واللؤم والخسة التي تنطوي عليها نفس الخائن، ومن هنا كانت خيانة الوطن خيانة عظمى.
والخائن هنا فيه ورم سرطاني لا علاج له سوى الاستئصال،.
فكيف تصبح الخيانة وطنية ؟ عندما ينطمس معنى الوطن والوطنية في الأنفس والقلوب والعقول والوجدان فلا غرابة عندما تقع الخيانة، فالوطنية كلمة لا معنى لها في أخلاق كائنات بشرية تظهر بيننا كالفقاعات بين الفينة والاخرى ، لأن الوطن عندهم ليس ذلك الوطن الذي يعاني شعبه ويلات الاحتلال ومعاناة اللجوء في بلاد الغير ,ولعنة الغربة في بلاد المهجر وإنما الوطن عندهم هو الدرهم ، فلا ولاء ولا انتماء لأرضٍ أو وطن وإنما مطلق الولاء والانتماء للذاتية والبحث عن اهواءها..
و من ابرزها ما نراه في حالات بُعثت من رماد كطائر الفينيق تحاول ان تُظهر لنا نزاهتها ووطنيتها وهي تغرق في الخيانة ، فحين يصبح التعامل مع العدو امرا عاديا والمشاركة في منتدياته واللقاء مع اعلامه , والثناء على ما يقوم به من بطش وقمع في حق اهالينا يعتبرون كلامه فضح لقيادتنا ويعتبرون ذلك عملا بطوليا من اجل شعبنا وليس بقصد الخيانة .
لا يشعرون بالخيانة لغياب معنى الوطن لديهم ، وحين يتكلمون باسم الشهداء وهم اول من خان عهدهم ودمائهم لانهم لايعرفون معنى الوفاء ومنهم من يتنقل دون حياء بين تلفزيون الشعب وابواق دعاية العدو مبرزا حقيقته بانه لايدافع عن القناعات ولو كان كذلك لا إختار بينهما , بين العمالة والوطنية ,انهم اولئك الذين قال عنهم هتلر : احقر الناس الذين قابلتهم في حياتي اولئك الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم ويقول بدر شاكر السياب   ( وإني ﻻعجب كيف يخون الخائنون!أيخون انسان بﻻده؟ إذا كان يمكن ان يخون! فكيف بمكن أن يكون ) ....

إرسال تعليق

 
Top