لفافة حشيش || قصة قصيرة - بقلم الاستاذ العربي شفوق // المغرب

لفافة حشيش  قصة قصيرة
اعددت حقيبة سفري جمعت كل الكلمات المتناثرة التي رميتها هناك ،وانا املأ خانات الكلمات المتقاطعة، حتى لا تضبع بين رواد هاته المقهى الذين يرمون بافتتاحيات الجرائد، ويقرؤون البؤس في الرياضة المغربية ،ارتشفت مابقي عالقا في فنجاني من قهوة ،ناديت الناذلة اتت  كلمتني بدلال وغنج مفرط ماذا تريد قلت لها سيجارة بلون هذا السواد الذي يحيطنا من كل جانب ،اتتني بسيجارة بدون عقب،اشعلتها وانا متردد، اغالب السعال الذي يصدر مني، اراقب كومة الدخان التي نفثها، كانت تشبه غيمة ممطرة غطت وجه من يقابلني ،الذي صرخ متهكما مني، كذب اصحاب النشرة الجوية ستكمل سيجارتك وسنرى المطر يسيل مدرارا،
اغادر المقهى متثاقلا ،انظر الى الجهة المقابل جهاز تلفاز بمؤخرة فوقه مزهرية ،لون شاشتها بنفسجي وراس مذيع تماوج ينطق نشرة الاخبار هبوط حاد في درجات الحرارة، لا ادري كيف تذكرت حذاء مرتضى الزايدي ، بعد ان  توالت وجوه،  تؤثث المشهد السياسي بهذا الوطن كدت ان افعل،الا ان تاكدت ان الخاسر لن يكون الا صاحب هذه المقهى البئيسة ،اطلب سيجارة سوداء اخرى يتكرر السعال بشدة ،اسقط مغميا علي استيقظ ،وانا بالمستشفى يحيط بي ممرضون من كل جهة وطبيب يعاتبني، لماذا تدخن يا سيدي؟ فانا سبق وان حذرتك من هذا ،اقف على رجلي ببط،يمدني بورقة اذهب مباشرة الى الصيدلية، تسلمني كومة من الادوية ،بعدها اتوجه الى منزلي وانا اراقب ما يحيط بي، بؤس مضاعف ،اطفال عرايا ،زحام امام الحافلات، صراع من اجل لاشيء، امد يدي الى جيبي، اتذكر لفافة حشيش رماها لي زبون في المقهى ،وهو ينصحني هاته بدون عقب لكنها افضل مما تدخنه ،انزوي قليلا ابحث عن علبة ثقاب تائهة في جيوبي، يقف امامي شرطي بزي مدني يشفق لحال انسان، يحمل رزمة من الادوية ويود تدخين لفافة من الحشيش، يعلق  على ما افعل بكلمات اججت ما بداخلي كنت اود ان اخلي سبيلك لكن النداء على سيارة الشرطة ضروري لنقلك الى مكان تقضي فيه فترة النقاهة فانت عدو لنفسك ،وانا اتودد له بكلمات لعله يشفق لحالي اصاب بنوبة من السعال ابصق الدم ،يفر رجل الشرطة من امامي، فاسقط في غيبوبة اخرى لا استيقظ من ورائها الى وانا محاط بعدد من الالات جسدي موصول لها بمجموعة من الاسلاك ،ولافتة مكتوب فيها ممنوع الدخول وعبارة تقطعت حروفها تذكرت منها جزئين ان .....عاش
العربي شفوق