الحمل والطفل
pregnancy

0










طـفولــة مــسلوبة جـ 2

كانت المعلمة في تلك المدرسة تلقي على الاطفال الدرس اليومي حين سمعت صوت انفجارات قوية ,تغير لون وجهها أصبح اصفر، بان عليها الرعب وتركت الدرس وبقيت تصلي وتدعو الله بترانيم لا يسمع صوتها فقط الشفاه تتحرك ,دقائق وتم ابلاغ الاطفال بالعودة الى منازلهم خوفا" من ان تصل اليهم القذائف ,هب الاطفال بالعودة الى المنازل وتفاجؤوا بان اهلهم جاءوا استباقاً لهم ؛ كان المنظر مرعباً والأهالي يحاولون نقل أولادهم من المدرسة لمنازلهم ,لم يهدأ القصف واصوات الانفجار بل اقتربت اكثر ,صحا الاهالي صباحا" والجيش يملأ المنطقة بكل شوارعها ,الدبات وحاملات الجنود ونقاط التفتيش والاسلحة ,الأطفال هبوا الى الجيش يلقون نظرة عليهم ,لكن الجيش منع الاطفال من اللعب بالشارع ,سُجن الاطفال إذ يشاهدون الشارع عبر النوافذ ,طبعا" لم يكن المنظر جميلاً بل جنود واسلحة وثكنات عسكرية واصوات القصف التي لا تهدأ ليلا" ولا نهارا" اصبحت المدينة هي عبارة عن معسكر , لم يحرم الاطفال من اللعب فحسب بل من رؤية بعضهم بعضاً,استمر الحال لمدة شهر حتى خرج الجيش من المدينة وخرج الاطفال سعداء كي يمرحوا ,ووجدوا بعض ما تركه الجيش من اغراض عبثوا بها حتى سُمع صوت انفجار قوي ,هب الأهالي ليجدوا الاطفال جثثا مشتتة الاجزاء واغلبهم قتلى فقد عبثوا بالمخلفات وبها قنبلة انفجرت عليهم ,عمت الفوضى المكان ,ونقل الى الجميع الى المشفى القريب ,وبعد 24 ساعة اعلن المشفى وفاة 10 اطفال تتراوح اعمارهم من 5الى 9 سنوات من كلا الجنسين و15 آخرين مبتوري الأعضاء (يد,ساق,عين ) يعيشون باقي عمرهم مشوهين ,مرت عدة ايام وخرج الاطفال من المشفى، بعضهم يمشي على عكازات واخرون بعين واحدة ينظرون الى ما حولهم يبحثون عن اصدقائهم الذين اختفوا بالانفجار، هم لا يعرفون لغة الموت وبقي لهم زمن يسألون ولا من مجيب حتى انتهى سؤالهم الى سؤال اخر، هل سيعود لنا ما فقدنا من اعضاء ,الاهل ينظرون ويبكون على اطفالهم ولا يعرفون بماذا يجيبونهم وكيف يوضحون انها لن تعود , تمزقت هنا الأحلام بقي لمن له عين ان ينظر انه لا يستطيع اللعب بصورة طبيعية مع الاطفال، فقط ينظرون


انتهى 
نيسان نصري /العراق/البصرة




إرسال تعليق

 
Top