قصة قصيرة
عجرفة كعب هش
اكتشفت انها امرأة لم تصنع الدهشة...بل امرأة تسير على خطى دهشة مسبوقة الدفع..! سبقها اليها كعب أخرى يتحدى حفر الدروب...دروب كانت تعريها من دهشة الأصابع والحبر..والورق...لتلبسها لصاحبة الشال الرمادي...والكعب العاجي!
اتفقتا على ان تلتقيا بالمعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة على أن تتبادلا نسخا من دوانيهما الأخير ...
مسافة كانت كافية بأن ترتب شيئا من أناقة الحروف برأسها ..
"عائشة" النحيفة..كانت تتعثر بمشيتها محاولة التأقلم وكعبها ذو الانف المتعجرف مسافة تباهي وتربة ! لا تلبت أن تستعيد قامتها المتهاوية أمام ناظري صاحبة الشال الرمادي "سهام"
التي كانت تجلس بانتظارها بمقهى المعرض..ولسان حال عائشة يقول بامتعاض :
تسبقني حروفها..يتسع جسدها لارطال اللحم الهاربة مني،يسبقني الوقت بمعصمها..يسبقني كعبها بمسافة بلاط وبهاء..وهاهي ذي تجلس وقدري الخائب بتواطؤ منهما ..وهاهو ذا غلاف روايتها يلبس من الحياة عنوانها العريض.. بداية تبدأ منها وتنتهي عند أقدامها..سيدة القدر "سهام"...!
ويبتسم كعب عائشة لكعب سهام الاحمر عاشقا حالما ..فيسقط عائشة أرضا بمسافة خيبة امام طاولة لا يتنازل فيها الا مروضوا الفرس الأصيلة..وتتناثر اوراق روايتها الهشة..تحت صهيل خيول هاربة !
رشيدة محداد المغرب
إرسال تعليق
إرسال تعليق