عبد العظيم كحيل
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ؟!
ثلاثة مئة
وخمسة وخمسون يوماً
سنة هجرية كاملة
سنين من عمري مضت
وأنا المهاجر
أحمل هم أُمتي!
احملها على كتفي
احملها في وجداني
هجرت نفسي
هجرت أحبتي
هجرت الناس من حولي!
احمل قلمي سَيْفي
احمل أفكاري دِرعي
احمل هدى الله طريقي
اركب موجات البحر
الهائج الدامي
اركب أثير الفضاء بموجاته
صراع هابيل وقابيل!
عَبْرَ الأثير موجاته
عبر كل شيء طائر
يدق أخيه
يقتله!
بسيف جبار ظالم
بقلم سافل باع الديار
بدم سَفاح بارد الأعصاب
عبر الأثير كل شيء يُرى!
قاتل أخيه يخرج إلينا
صوت وصورة!
لنرى الدماء تجري انهارا
تَمِرُ الأيام...
تَمِرُ الأسابيع...
تَمِرُ الشهور...
يأتينا العيد الفطر السعيد
ليُسعدنا ويُفرحنا
للمسلمين عيدان ...
من زمن بعيد
ضاعت فرحتنا!
بين انقاض الهزائم
في كل عيد شيء جديد!
تُسلب الأرض
ويُنتهك العرض
وتُحصد الأرواح
وصراع هابيل مع قابيل
في بلادنا لا ينتهي!
فكيف لنا اليوم عيد؟!
بأي حال جئتنا يا عيد؟!
قتل ودماء وتشريد...
إخواننا أهلنا في عالمنا
أصبح لِباسهم أللون الأسود
حاكه عدو لئيم...
ومسلم درويش غشيم!
مدى نظره انفه
يُصارع أخيه
فيصرعه بإسم الله!
والمقتول بإسم الله!
مظلوم شهيد!!
فكيف لنا أن يكونا لنا فرحة عيد؟!
القتل والدمار في أوطاننا
أولادنا تُقتل
شيوخنا تُُقتل
رجالنا تُقتل
شبابنا تُقتل
والأرامل هَائمَات على وجوهِهن
تصرخ
زوجي مات!
شهيد وأي شهيد؟!
لا ادري لم يعد يعنيني...
الأمهات
ثقلَ بالهموم
أصبحنا أصنام بلا روح
دُفنت مشاعرهم
دُفنت أحاسيسهم
دفنتها مع الأحبة...
كل شيء ضَاع وضِياع!
لعن الله قوم ضاع الحق بينهم
ويأتينا العيد!
بأي حال جئتنا ياعيد؟!
قتل ودماء وتشريد
بأي حال عُدْت يا عيد...
عبد العظيم كحيل
إرسال تعليق
إرسال تعليق