
عقوق ابن
ألم يذكر الشيب بعد اهتمامي ومقتي الحياة لأجل الغلام
أضاع الرضا حيث صب النفور وسطر عقدا بروح الفصام
وأقعدني فوق أرض المشيب وقد بت أرمي به كل رامي
وأغلق لي باب ذكري وسعدي وحرق قلبي بمحق ابتسامي
طواني الزمان ولم أستطع هروبا وقد صرت عبد الملام
وشد بسوط شديد الوقاع علي القلب يهوي به بالحطام
توسمت فيه احتمال العناء ونيل المكاره عند الزحام
تبنيته مكرها في الوغي لأني نظرت به للأمام
وأنفقت طوعا دموع الفؤاد ليربو علي مهده في وئام
ألاعبه كالجواد الرقيق وأحمله مرة في العظام
وأسقيه من فرحتي كل عيد وأفدي به مقلتي وانسجامي
وأدفع عنه اقتحام الهموم ونال من القلب كل اهتمام
يداعبني بالصياح الشديد وطورا يداعبني بالخصام
أراه فأرمي هموم الزمان لأرمق منه سبيل السلام
إذا ما شكي فيه عضو صغير تكدرت فيه بشتي السقام
ولو نالني منه كل الوجوم ما كنت أشكو به للأنام
وأهجر أهلي لكي أجتبي له الرزق من كل سهل وطامي
وأوقدت في مقلتي شمعة تضيء له سيره في الظلام
له ربة كالغراب العبوس تهرول منها جميع الأنام
عبوس إذا كنت وقت السرور خصوم إذا سرت عبر الكلام
فلو كنت أعلم ما تحتوي لألبست عيني سنان الحمام
ولو كنت أدري دفين النفوس لطلقتها بعد يوم وعام
ودوني بذلك عقد البنات أنخن علي احتكام الظلام
وقد قلت يا رب هن الجنان سأصبر حتي تعد لي مقامي
إرسال تعليق
إرسال تعليق