
مذكرات طبيب،ج5
مابك ياولدي؟سأل الاب الفلاح ابنه. الطبيب باسم الذي كان غارقا في التفكير
لاشي ابي، كنت افكر بتلك المرأة المقعدة،رحل زوجها عنها وتوفى وهي اصيبت بشلل جراء انقلاب عجلتهما ،كانت. تتمنى ان تزرع ورودا في حديقتها ،زوجها كان يحب الورود، لاتستطيع هذا الان
الاب: بسيطة ساعلمك كيف تفعل هذا ابني باسم ،لاتتردد في خدمة الناس ابدا ،لو كنت مكانك لفعلت هذا فورا
باسم: ابي انا معك لكن اليوم كنت في دائرة الصحة وصدر امر تنسيبي الى مكان اقرب من القرية التي كنت فيها ،انا محتار وحزين في نفس الوقت، كيف سارجع الى هناك وازرع الشتلات وكتابي صادر بالتنسيب؟
الاب: انت وعدتها ان تكون كولدها ،وعليك ان تفي بوعدك ،لن ازيد ابدا ،تصرف بنفسك،
عندما التحق باسم الى قريته ،وبعد ان وضع حقيبته في دار الاطباء، توجه الى بيت المرأة المقعدة مصطحبا معه ذات الشاب اقاربها، وحاملا معك معول. وجرافة يدوية وشتلات من الورود، الباب كان مفتوحا كالعادة لكنه لم يرى المرأة جالسة في شرفة البيت، بدأ هو وصديقه بحفر وزرع الارض بانواع من الورود،ولم ينسى ان يجلب معه شتلة الزيتون ،تذكران يزرعها في مكانها الذي رغبت ان تكون فيه تلك المرأة وبعد ان سقاها بنفسها ،خرجا من البيت وتوجها الى بيت الاطباء،
باسم: اسمع اخي محمد ،عاهدني ان تقوم بالعناية على هذه الارض ومتابعة نباتاتها، اريدك الا تنقطع عن ذلك،ماذا تقول
محمد: ماذا عساي ان اقول ؟ سمعا وطاعة
باسم: لا اريد ان تعرف هذه المرأة. ان لي يد في هذا
محمد: اطمئن
باسم: ولااريدك ان تسقي وتعتني بالورود اثناء وجودها ،اختار وقتا تكون فيه نائمة او جالسة في مكان آخر غير حديقتها، ارجوك ،اخي
محمد: ابشر وسيكون لك ذلك ،لا اعرف كيف ساعيش بدونك،سنفتقدك، لقد تركت فينا اثرا طيبا لن ننساه ابدا
باسم: نحن بشر وكلنا انسان ،انسانيتنا لايجب ان نتخلى عنها ،خلقنا الله واكرمنا فكيف نجازيه الا بالشكر والعبادة له وعمل الخير، لن اوصيك يامحمد،
محمد : اطمئن
باسم : اذن ساحزم حقائبي وغدا صباحا سارحل ،استودعك الله ،ويحتضن محمد الذي يضمه ضما ويبكي ،
بعد اشهر ،كانت المرأة جالسة في حديقتها، انتبهت الى ان رائحة طيبة تخرج من تلك الارض التي تمنت زراعتها،التفتت اليها لترى الفل والقرنفل وشجرة الكاردينيا تفوح عطرها ،عم الفرح في قلبها وتفاجئت بسر زراعتها، فاخبروها احفادها بسر ذلك:انه الطبيب باسم،
حزنت لانها لم تشكره
إرسال تعليق
إرسال تعليق