
مذكرات طبيب ج2
واقف امام شباك غرفة بيت الاطباء ،يتأمل تلك الطيور المحلقة وتلك التي تحط في فناء البيت،يراقبها وهي تبحث بمنقارها عن رزق قد سقط من احدما او فضلة كسرة خبز تركها احد الاطباء على الارض وهو يحمل بقية الفضلات ليرميها في سلة المهملات،طرق خفيف على بابغرفته ،يفتح الباب ،امرأة واقفة ودمعها يتسرب خلال خديها ،تناشده ان طفلها قد ارتفعت حرارته فجاة،ولاتعرف ماذا تفعل ،كانت في طريقها الى المشفى لكنها حادت عن صوابها ،صوت خفي اخبرها ان هذا هو بيت الاطباء، : ارجوك تكرم علي وافحص ولدي، انه وحيدي الذي خرجت به من دنياي ،اما باسم فكان يصغي اليها لم يقاطعها ،هز رأسه واجابها ،انتظري ساجلب معي حقيبتي ،عندما دخل بيتها الطيني الواسع ورأى طفلها جالسا في فراشه يفترش الارض سريرا له،لاحظ تعرقه الكثيف ،وانينه الخافت، وضع سماعته قرب قلبه واخذ يتنصت ويده تمسح العرق من على جبين الطفل، كان يشك بالتيفوئيد،سأل والدته اسئلة خلص الى انه قد شخص المرض بدقة، اعطاه علاجا وطلب من امه ان لايختلط به احد من الجار او الاهل ،واصاها ان تبتعد عن كل الالبان والحليب ،عليه ان يتناول شوربة ،سازوره بين الحين والآخر، ظلت المرأة تدعي ل باسم من الله ان يوفقه ويرفع من شأنه،في اليوم التالي لم ينسى باسم موعده. لرؤية الطفل، عندما دخل بيته وجده قد تحسن بعض الشي، اقسمت الام ان يتعشى عندها ذلك اليوم ،تعرف الى والده العجوز،كان ضعيف الحركة ،يجلس في ديوان آخر ،اشبه مايكون قد طلق الدنيا ومافيها ،وهو ينتظر العشاء اخرج من حقيبته ورقة وقلما، لايدري مالذي دفعه الى فعل هذا، جلس ينظر الى الطفل وقلمه يرسم وجه ذلك الطفل، استغرق في رسمه ،حتى انقذته حركة المرأة ويدها وهي تخبره بالعشاء، عندما وضع ورقته جانبا لاحظتها ام الطفل ،ظلت تتمعن بها وتنظر الى طفلها ثم قالت : انت لست طبيبا ناجحا فحسب ،انت فنان ايضا، انظر ياحاج الى هذه الرسمه انه ولدنا ،لاحظ تقاسيم وجهه ،يقترب الرجل المسن يتامل الورقة ثم يهز رأسه، اما اسم ماكان مصدقا نفسه انه يجيد فن الرسم،عندما رجع الى دار الاطباء اخرج الورقة وراح يتمعن بها ثم يقول: معقولة ان يدي رسمت هذا ؟؟؟؟ اعشق الفن والطب ،اعشقهما كثيرا ،وظل يتردد على فحص الطفل كل يوم، كان يجد متعة جميلة في هذا، د.باسم ،هل تقبل ان آخذ لوحتك؟ اعجبتني جدا ،ضحك باسم وقال: ساعطيك اياها ولكن ليس اليوم ،ساعطيها طفلك حالما يتشافى
إرسال تعليق
إرسال تعليق