مذكرات طبيب. ج1
الشمس المحرقة لم تنل من عزيمته شيئا، هو فلاح صلب يضرب بمعوله الارض ويشق فيها اخدودا شقا شقا، الحلم لازال يراوده ،يعيش بين جنبيه لايموت، حلم جميل ،طموح يتزايد بين الفينة والاخرى ،ولده الوحيد الذي ظل يسنده ويدعمه بكل ضربه معول في ارضه ،ولده الذي كان يطمح ان يكون طبيبا يخدم الانسانية على حد سواء،طبيب لايعرف للمال معنى الا عبارة عن ورق يقضي به حاجة، يا الله ،كم اود ان الحق بحلمي ويتحقق ،ياالله كم اتمنى ان اغمض عيني وافتحها واجد باسم قد تخرج،وتشتد عزيمته وتنطلق طاقته تسري في يديه العريضتين ويبدأ يرفع معوله ويضرب الارض ضربا،وتحقق الحلم، وتخرج باسم وحانت ساعة العمل.ياولدي لا اوصيك الا ان تكون حبيبا للجميع انسانا مع الكل ،لاتفرق بين غني وفقير ،بين عامل واستاذ، لااريدك ان تنظر للغنى كغاية، الغنى غنى النفس،لاتجعل المال همك الاول، اجعله وسيلة لقضاء حاجاتك، ما اسعد المال صاحبا جعله جل اهتمامه ،ابدا،اضحك في وجه مرضاك ،تبسم ،لاتثبط عزائمهم ،كن انت السبب في شفائهم،ولاتكن احمقا بائسا تخبرهم بفشلهم. مباشرة، كن انت الامل لهم ،تقرب منهم ،سيحبونك كما تحبهم ،اجعل الانسانية غايتك ،لاتفكر ان هذا من طائفتك وذاك من غيرها ،لا اوصيك الا ان تكون خيرا للجميع، باسم يقبل يد ابيه ووراسه ويقول: لن اخيب ظنك ابدا ياوالدي ،يتبع
بقلمي
إرسال تعليق
إرسال تعليق