قصة الاريل/ج2
بعد ان تعبت من الصعود الى السطح وتحريك الاريل بعصا. وفتح صوت التلفاز على مصراعيه وفتح باب الشقة ليتسنى لي سماع صوت القناة ،واحيانا اضع ابني الصغير او بنتي الصغير لتنادي علي: صفيت، واحيانا كثيرة تخرج زوجتي لتنادي : ان شاء الله لاصفى ولاتلون ، احتجت الى وسيلة تجعلني استغني عن هذا كله ، فتحت باب شقتي واقتربت من فسحة العمارة الضيقة التي كانت بجانب كل شقة ، نظرت الى عامودالاسلاك/الاريل،وجدته ملتصقا جدا جدا بالحائط ،يا الهي كيف السبيل الى عزله قليلا عن الحائط ،نعم لو فعلت هذا لانحلت مشكلتي ،فقط اتحكم بدوران العمود من باب شقتي، رحت ابحث عن مطرقة وقلم حديد كيف ارخي قفلا حول العمود ،لاحظت ان براغي قد ثبتت حول القفل،الحمد لله حلت المشكلة ،اتيت بمفك البراغي وارخيت البراغي وجعلت عمود الاريلات يتحرك دورة كاملة، ياسلام ،وفي المساء وانا اتفرج على قناة TRTالتركية حيث كانت تعرض مسلسلا اسمه الشباب والضياع الذي استمر عرضه خمسة سنوات، ذهبت الاشارة وتشوهت الصورة، سمعت احدهم يصيح: صفت؟ فيرد الآخر من اسفل العمارة: اي انزل صفت، ماذا افعل والساعة الحادية عشرة مساء، انتظر جاري لينزل من على السطح ،افتح الباب خلسة وامد يدي واحرك العمود فترجع القناة، لكن هناك احدهم يصيح : محمود اتخربطت، فيرجع يصعد محمود ويحرك العمود فيصيحون: صفت القناة. انزل، وينزل محمود وما ان يتجاوز حدود شقتي حتى افتح بابي بهدوء واحرك العمود فيصيحون اتخربطت،فيصعد محمود ليعيدالكرة، انذاك اكون رحيما بهم ،اقفل التلفاز وانام ،وتكررت مأساتهم اسبوعا كاملا ومحمود يصعد وينزل وانا احرك العمود دون ان يدري حتى ظنوا ان السبب في هذا هو الرياح خاصة بعدما اقنعتهم انا ان الريح تزداد سرعتها في الاماكن العالية فآمنوا ورفعوا اريلهم ووضعوه في حديقة شقتهم ، اما جاري الذي يسكن تحتي مباشرة في الطابق الثاني فقد غادر شقته والتحق الى سنجار هو واهله وتركو الشقة فارغة، وهكذا استفردت بالعمود وحدي : بيني وبينكم انا خفت على العمود وسلامتكم
إرسال تعليق
إرسال تعليق