نحو رؤية ضاربة في العمق [2]
صفحة من كتابي: نظرية النطق
سقوط الفكر !!
بقلم: يحيى محمد سمونة
على بساطتنا و نقاء سريرتنا نحن أبناء هذه الأمة تجدنا سرعان ما نسلم قياد أمرنا أو نسير وراء كل دعي يتظاهر لنا بوداعة و بخلق كريم!! حتى لكأنه قد غبي علينا المثال الحقيقي الذي هو بمثابة أسوة و قدوة لنا يقودنا نحو رفعة و مجد !! ثم تزداد طيبتنا إذ نرضى و نقبل بطليعة يقال أنها مثقفة، يقوم الحواة بتلميع صورتها على أنها تمثل روعة العطاء و قمة الإبداع [ الحواة: هم السحرة و أصحاب الخفة الذين يدهلزون على العقل البشري حقيقة الأمر، و يمكن القول أن الحواة هم الذين يديرون الماكينة الإعلامية في عصرنا هذا]
آلة الفكر لدى أبناء هذه الأمة محنطة اليوم و سيصار إلى تشييعها نحو مثواها الأخير !! لقد تمالأ عليها أبناء اللئام ورثة هيكل سليمان حتى حولوها إلى جثة هامدة ذلك بعد أن استباحوها و أعملوا مشرطهم فيها !!
آلة الفكر هي الفرس الذي عليه يصول و يجول المرء و هو يسطر ملحمة العطاء و البناء في حياته!!فكلما كانت الفرس أصيلة فذلك أدعى إلى تسطير ملاحم بطولة !! و كلما أحسن المرء سياسة فرسه فذلك يعود عليه بانتصارات لا تضاهى في ساحات الحياة حيث الصراع يكون على أشده
إن صراع الأفكار و حده يمثل حقيقة كل صراع !! فالشعوب في حقيقة أمرها كلها مسالم و على قناعة تامة ببعث ما بعد الموت فهي تسطر أمرها على أساس من ذلك، لكن الحواة و أدعياء الثقافة تجدهم و قد اعتلى أحدهم الموجه و جعل لنفسه مكانة الآمر المهيمن على مملكة الفكر و جعل يحث الخطا نحو تزكية الصراعات و الفتن و نحو تأجيج و إثارة الأحقاد و الضغائن
إن آلة الفكر لدى الإنسان العاقل إنما هي صمام الأمان له، حتى إذا شلت و أعطبت هذه الآلة رأيت الفرد من الناس يتحرك كدمية تقاد بجهاز تحكم عن بعد و هذا ما انطلق من خلاله رجال إبليس و عملوا على تحقيقه حتى غدا الفرد من الناس و بالأخص أبناء أمتنا هذه يتحركون ـ بعد أن شلت آلة الفكر لديهم ـ و كأنهم روبوت ! لا يفقه لحركاته التي يتحرك أي معنى !!
فذلكم أيها الأحباب هو السبب الأول من أسباب تدهور الحالة المجتمعية لدى أفراد هذه الأمة !! إنه تحطم آلة الفكر لدى أبنائها
إن فكر المرء يمثل كتيبة الاستطلاع في حياته فهو من خلالها يسبر أغوار المستقبل و يسطر ملاحم نجاحاته في الحياة
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب
إرسال تعليق
إرسال تعليق