الحمل والطفل
pregnancy

0


حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثالث ٠٢/ ١٠
( من العشرة للعشرينات ).
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
٢٦ / ٠٦ / ١٤٣٧ هـ.

أبناءنا - والتربية الفكرية والعقلية.
- عقل معقول وعقل مفتول -

وهذا مثال عن قصة حقيقة حصلت أثناء خلاف حصل بين زوجين على موقف يتجلى فيه واضحاً تفكير ( العقل المعقول ) المخالف للمنطق.
أحكيها لكم هنا من باب التوضيح والإستدلال فقط.

حكى لي أحد الثقاة أنه حضر جلسة صلح بين الزوجين المذكورين ودار بينهما النقاش التالي.

كان موضوع الخلاف يدور حول طلب الزوجة السماح لها بالقيام بإجراء فحوصات تتعلق بمصلحة صحية لها وبدون أن يتكلف أية مصاريف مالية وليس لها أي ضرر عليه لا مادياً ولا معنوياً.

بل أنها تحقق نتائج إيجابية له ولزوجته ولأبناءه ومستقبل حياتهم.
وهو يرفض ذلك بشدة وإصرار ويعتبر الموضوع تحدياً لرجولته ولشخصه.

وعندما سئل عن السبب قال.
أن ذلك قد يجعلها تبدوا أكثر حيوية وجمالاً وبالتالي قد تتغطرس عليه وتبدوا أفضل منه.

مع العلم أنه متعلم في مفهوم عامة الناس ويحمل من الكتب أسفارًا ومن الشهادات أوتاراًً.
وليس جاهلاً كي تعلمه ولا غبياً تستهبله.

على أي حال مايهمنا هنا ليس الشخص مهما كان إنما يهمنا في هذا المثال هو التعرف على هذا النمط من التفكير والعقل المعقول الذي هو مدار بحثنا لمعرفة خصائصه وآلية عمله وتفكيره.

قد يقول قائل ماعلاقة ذلك بموضوع حركات الأولاد والبنات التي هي موضوع هذه السلسلة.

نقول:
إن حركات أبناءنا في هذه السن والتي هي نتاج أنواع التربية التي ينشأؤون عليها والتي لازلنا نبحث في أبعادها ومايجب أن تكون عليه وتتسم به.

إن تلك الحركات التي تصدر عنهم والتي قد نقابلها بالضحك أحياناً وبالسخرية أحيانا.

فقد يقوم الأبناء بحركة معينة تكون مضحكة منه في الصغر وهي نفسها تنمو معه لتكون مضحكة عليه في الكبر.

وذلك مثل صاحبنا في هذا المثال وغيره الكثير ممن ينشأؤون على حركات لا يمكن تغييرها لا بعلم ولا بسن ولا شهادات.
بل قد يصل الى الشيخوخة وهو يقوم بحركات ويمارس تفكير غير مقبول.
فهو لا يراعي مصلحة ولاعقل ولا منطق ولاحتى ما يجب أن تكون عليه الحياة الإنسانية الكريمة.

يؤسفني أن أقول أن مثل هؤلاء لا يتفاهمون ولا يقفون عند حد ولا يحتكمون إلى عقل.
وربما لا ينفع معهم إلا القوة والعنف.
فكما قيل ( لا يفل الحديد إلا الحديد ).
فمن أبتلي بأحد منهم فليستعن بالله تعالى عليهم وليتجنبهم ما أستطاع أو ليثبت ويتعامل معهم بالقوة والحزم.
( وأعدوا لهم ماأستطعتم من قوة ).
( ياأيها الذين آمنوا إذا لَقِيتُم فئةً فأثبتوا وأذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ).

عندما تجد بعض أطفالنا على تخوف وتوجس من شيء ما وهم يشكون في نوايا من حولهم ويرتابون في تصرفاتهم.
فإننا قد لا نكترث بذلك النمط من تفكيرهم وقد نتعامل معهم بشيء من الضحك والمزاح وتمضية الوقت المرح معهم من خلال حركاتهم هذه التي تحقق جو من المرح والسعادة لنا.

في حين أننا نرسخ فيهم هذا التفكير الذي هو وسيلة لعقل عقولهم ( أي ربطها وتقييدها بأوهام ).
تجعلها تتحجر امام أي علم أو نصيحة أو منطق ليخرج إلى المجتمع دمية حجرية تتحطم عليها الأسر والجماعات وتتمزق بسببها الشعوب والمجتمعات.

إن شخصية مثل مثالنا هذا ليست إلا نتيجة تربية أسرية خاطئة وبيت مضطهد وطفولة بائسة.

لذلك نشاهد بالفعل أن مثل تلك الظواهر قد تكون سمة بارزةً في عوائل معينة بحيث يكون الأب مثل الجد ثم لايلبث الإبن الذي كان يعاني من تحجر عقل أبيه ويتذوق منه الأمرين.
إلا أن يصبح مثله قاسياً صلباً جافاً بغير عذر ولا منطق ولا سبب.

لأن التربية في الصغر تثمر في الكبر.
والطبع يغلب التطبع.

هذا إذا لم يتنبه الأب إلى هذا السيل الجارف من قسوة وحرمان الأجداد الذي ينزل على الأبناء كصاعقة يتردد صداها من جيل إلى جيل.

وهنا نجد أن الأب أو الأم الذين تعرضوا للإضطهاد الأُسَري وعاشوا حياة القسوة والحرمان العاطفي من أب متسلط أو أم ( عقربة ) كما يقولون.

أمامهم ثلاثة مسالك عليهم أن يختارونها مع أبناءهم.
١- من الممكن أن يمارسوا نفس السلوك الذي عانوا منه من آباءهم ويتقمصون نفس الصفات ولو بطرق مختلفة ولكن النتيجة واحدة إضطهاد لأبناءهم.

٢- ومن الممكن أن ينهجوا نهجاً مختلفاً كردة فعل لما تعرضوا له من قسوة ويكونون مفرطين ومتساهلين بل ومضيعين لكل واجبات التربية والتوجيه لأبناءهم والنتيجة أيضاً حركات وسلوكيات شاذة ومنحرفة وغير مقبولة قد ينشأ عليها أبناءهم.

٣- هناك من نور الله تعالى بصائرهم وقلوبهم.
وأعطوا عقولهم الحق في الأستفادة من العلم والنصائح والنماذج الناجحة في المجتمع وحرروا عقولهم العقال الذي عقلتهم به التربية التي عانوا منها في طفولتهم.

وسلكوا مع أبناءهم ومن تحت رعايتهم وتربيتهم المنهج التربوي المبني على المنطق والمستند من القرآن الكريم.
كما جاءت به الآية الكريمة.

( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ.
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ.
ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ.
ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )

عندها أدرك حكيم الزمان الأذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي.

إرسال تعليق

 
Top