
عجزت كل محاولات تجريب الاديولوجيات المختلفة في الوطن العربي للخروج من ازمة التخلف وتجاوز الاستبداد وبناء اقتصاديات قوية ، وارساء بنيات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية اكثر دينامية وقدرة على التكيف مع متطلبات المرحلة التاريخية ... احزاب سياسية مترهلة ، نقابات ضعيفة ، نخبة ثقافية تشتد عزلتها ووعي شعبي ماضوي ...
ان المرحلة التاريخية تتطلب اعادة قراءة التجارب وفتح نقاش جريء وتجاوز عقلية التخوين والمؤامرة وكسر الطابوهات والخطوط الحمراء ، تتطلب مواطن واع بواقعه قادر على رسم آفاق صحيحة لمستقبله ، حر ومستعد للتضحية .
اصبح الوطن العربي في العقد الأخير يعيش مرحلة حالكة ، رغم ما يمكن تسجيله بخصوص تململ شعوبه في اتجاه فرض حقوق سياسية بشكل محتشم بسبب غياب رؤية واضحة لما يجب السير فيه ، قلت مرحلة حرجة جدا لما يشهده من مؤامرات بعباءات فكرية وثقافية تدعي انها متاصلة في تربته وماضيه المجيد . مؤامرة مزدوجة في التنفيذ ، اشعال الاقتتال الداخلي والطائفي من جهة واقبار الخيارات الممكنة والفعالة لتحقيق النقلة النوعية المنتظرة منذ القرن 19 تحت مسمى الإصلاح .
إننا نعيش انتكاسة ، رغم اكتساح مظاهر الحداثة مفاصل حياتنا اليومية . حيث يراد لنا ان نفكر في حاضرنا ومستقبلنا بمنطق الماضي وبهمومه ومتطلباته .
فالنخب العربية إما انها اصبحت تقتات على موائد السلطان ، ومنشغلة بمراكمة المكتسبات المادية بعدما خضعت لسيرورة التدجين . وإما انها انجذبت للخطاب الاسلاموي / الماضوي . وصارت الساحة الثقافية يتجاذبها الفريقين مما ذكرنا .
إرسال تعليق
إرسال تعليق