الحمل والطفل
pregnancy

0
قصة قصيرة 
العذاب 
المشهد الاول 
كان يجلس ذلك الشاب ذو العشرين عاما" على طاولته كالمعتاد ليراجع دروسه في غرفته الصغيرة القابعة في شقتهم في الطابع الرابع , وهو اخر طابق في العمارة الصغيرة في ذلك الحي وبينما هو يفتح كتابه حتى احس بحركة من صالة المنزل خرج مسرعا" لكنه لم يرى شيء سوى شباك الصالة قد حركته الرياح وكان مفتوح وغير محكم السد , عاد ادراجه الى غرفته , جلس على كرسيه وامسك بكتابه وبدا ينظر لكنه كان باله مشغول يتأفأ كثيرا يختنق بالعبرات ,اغلق الكتاب وانحنى الى الخلف ورفع عينه على سقف الغرفة ينظر ويتامل ويتنفس بعمق , كان هناك شيء بصدره يدمره شيء مكبوت يحاول الخروج 
فكر وقرر اخيرا ان يمسك ورقة ويبدا ليكتب المه بين سطور الورقة امسك قلم الرصاص لينقش به اولى الكلمة وهي (الالم) هنا غاب الى مكان اخر حتى احس بحركة اخرى في غرفة مجاورة نهض وركض مسرعا ليفتح الباب حتى لاحظ ان هناك فتاة صغيرة ذات الثمانية عشر عاما كانت حامل بشهرها التاسع وتمسك بطنها وتبتسم حتى سمعت صوت الاطفال في الشارع , نهضت من على السرير لتنظر من شباك الغرفة حيث الاطفال يلعبون ويمرحون وكانت تبتسم اكثر وتمسح على بطنها لانها ترى ان طفلها سيكون معهم غدا يلعب بعد ان يخرج للدنيا , عادت لتجلس على السرير وتاخذها عيناها لصورة قرب السرير انها لزوجها الذي يعمل الان كمراسل حربي في المعارك , اخذتها وضمتها على صدرها وتقبلها تارة اخرى , كان الشاب لايزال ينظر اليها ويتابعها بكل حركتها حتى طرق جرس الباب , اراد ان يذهب ليفتحه لكن قدماه بقيت ثابتة بلا حركة , حتى خرجت هي بعد ان ارتدت شالها لتمسك بمفتاح الباب وتفتحه وتشاهد اهل زوجها(والدة زوجها واخويه ) وقد دمعت عيونهم والسواد متوشح بهم وينظرون اليها بالم وحزن حتى فتح اخيه الاكبر يديه ليعطه قلادة اخيه وهي ملطخة بالدماء , نظرت اليها والصدمة تعتريها , حتى تناولتها بيدها وسقطت على الارض بدون كلمة تذكر 
انتهى
عرفات اليوسف / البصرة

إرسال تعليق

 
Top