حب في محطة الانتظار
كانت (ريماس) تقف وحيدة في محطة انتظار قطار الساعة السابعة حيث تذهب الى الجامعة في المدينة المجاورة لبلدتهم ,الهدوء يعم المكان الا صوت صفارة القطار القادم من بعيد ,حيث ينذر انه سيقف في هذه المحطة , فجاءة وهي تنظر من بعيد الى القطار وقف شاب وسيم امامها ,ارتبكت لأنه يقف بالجهة التي تتنظر بها القطار ,خجلت لان عيونه كانت بعينه فابتسم الها وابتسمت وانحت الى الارض برأسها ,حتى وصل القطار فركبت بسرعة وتحرك القطار والشاب واقف لم يركب بقيت تنظر اليه كثيرا" حتى غاب عن انظارها ,مساء" عادت الى البيت ترجلت من القطار وسارت بشارعهم المؤدي الى البيت فاذا بها تلمح الشاب نفسه يخرج من باب احد المنازل بشارعهم ,فنظر اليه وارمقها بابتسامة اعجاب ,ردت الابتسامة وطأطأة رأسها خجلا" واكملت الطريق وعينيه عليها بقي يسر وراها ليعرف من تكون ,حتى ووصلت الى منزلهم دخلت وهي والقت التحية وذهبت مباشرة الى غرفتها في الطابق الاعلى حيث لها شباك يطل على الشارع العام ,فتحته لترى الشاب الاسمر هل لا زال في الشارع ام رحل ,شاهدته يقف يتحدث عن مع اصدقائه وينظر الى المنزل وراها وهي تنظر كانت العيون تحكي ,اخبرها عرفت اين منزلكم ,ومن تكويني خفق قلبها هنا, وعادت الى الوراء وامسكت بالستار وهي تنظر بشيء خفي ,راته يبحث عنها وينظر حتى ادرك انها اختفت فرحل ,ولا يعلم هي تراقبه من خلف الستار, بقيت تلك الليلة تفكر به لأنه استوطن قلبها واحساسها واصبحت مشاعرها له تسيل كالفيضان كانه اعظم شيء واجمل شيء ,اما (كاظم) ذلك الشاب الاسمر بادلها نفس الشعور بالأعجاب واستوطنت كل تفكيره وهو يحدث نفسه من هي ومن تكون لتسكن القلب والعيون ,كأني لم ارى امرأة في حياتي غيرها ,مالي هكذا اسرت منها واصبح كلي معها وليس قلبي ,متى يأتي الصباح حتى اراها لقد اشتقت اليها ,صباحا" خرجت مبكرا" عسى ان تراه وهو كان ينتظرها اما باب منزلهم فكان معا" من بعيد شاهدها ولغة العيون تقول صباحك سكر يا وردتي الجميلة يا ربيعي ويا قمري يا اجمل نساء الكون يا من استوطنت انفاسي وسكنت اعماقي وقلبي وروحي ,وهي تبتسم وتجيب يا عمري وقلبي ووجداني انت نوري وبصري يا من غزوت عقلي وافكاري يا عطر الورد ويا روح الروح ,سارت الى المحطة وهو يتبعها بخطوات بطيئة حتى لا ينتبه احد لهما ,ووقفت بمكانها اليومي وهو بمكانه المعتاد بانتظار قطار الذي يقله الى عمله ,كانت راسها الى الارض خجلا" الا ان تسرق بعض النظرات اليه وتراه ينظر اليها ويبتسم ويقول لها ما اجمل شعرك البني وعيونك السوداء ,كم اتمنى ان اتلمس الخصلات على كتفك ,قاتلتي كم انت جميلة هنيئا" لي بك وهنيئا" لقلبي اليتم ,الان وجدت نفسي معك واصبح للحياة طعم ,قطع هذه الهمسات الروحية صوت صافرة القطار القادم من بعيد ليأخذها منه , توقف وركبت القطار وعينها على ذلك الاسمر المليح لتملئ عينيها لرؤيته ,ولكن رحل الجسد فقط الروح متصلة به وتناغيه وتهجع باسمه ,مر اليوم كالامس بالنظرات واستمر الحال لاسبوع ,حتى ذلك الصباح خرجت (ريماس) وهي تسير ببطئ لتشاهدها حبيبها فاذا به لم يظهر ,ذهبت الى المحطة لتنظره هناك لكن لم يأتي شعرت بالقلق والحزن ,ذهبت الى الجامعة وحالها متعب جدا بقيت جالسة ولم تدخل المحاضرات تفكر به ولماذا اختفى الافكار كثيرة والقلق كبير ,حتى عادت مساء" ولم تجده امام باب منزلهم ينتظرها ,ازدات قلق وبقيت تنظر الى الشارع من نافذتها لعلها تلمحه ,حتى بقيت مستيقظة وتاخذها قدمها الى النافذة وتعود حتى غفت واذا بها تسمع صوت طرقة على الشباك ,فقامت بسرعة انه هو لقد جاء,وحقا" كان هو ينظر اليها والاشتياق قد قتله لرؤيتها ,قاتلتي احبك ,كتبها على لوحة ومعها رقم هاتفه بسرعة بحثت عن هاتفها امسكت به وسجلت الرقم بلا منازع ,اما هو وابتسم ورحل بسرعة حتى لا يشاهده احد , لم ينامان تلك الليلة الحديث مستمر للصباح ,كانت تخجل ان تسمعه صوتها الح عليها ,حبيبتي وغاليتي امنحيني شرف ان اسمع صوتك ,الشوق يقتلني اريد ان اسمع من جعلتني اعتق كل النساء وابقى لها ومن علمتني معنى الحب والاشتياق ,من سلبت فكري وكياني ,من اخرجتني بعد منتصف الليل كاللص لأراها وامتنع عيوني بالنظر الى وجها الميل وعيونها التي تشيبه عيون الغزال وشفاها الوردية وشعرها البني ,بقي يتغزل بها حتى الصباح ويكتب اجمل الكلمات والاشعار حتى انهت الحديث لتراه عند المحطة فقد قاربت الساعة ل7صباحا"..... غيرت ملابسها وخرجت مسرعة وامها تنادي عليها لتتناول الافطار لكنها لم تسمع شيء لان فكرها ليس معها وكل شيء اصبح ملك لحبيبها (كاظم) الذي ينتظرها عند المحطة ,ذهبت لكن لم تشاهده فاتصلت كثيرا" وكان لم يجيب شعرت بالحزن ,فسمعت صافرة القطار فنظرة نظرة اخيرة وذهبت لتركب فاذا بها تشاهدها حبيبها يركض وفي يديه باقة من الزهور ,ويصرخ :اسف حبيبتي لقد كانت اجمع لك الزهور انها لك وامسكت بها بنهاية فتوقف والقلب يفق بسرعة لأنه تعب من شدة الجري ليلحق بها والتعب واضح عليه لكنه ابتسم لانها اخذت الزهور ,كان يوم جميل ,يوم الحب والربيع والزهور الحمراء التي بقيت تشتم عطرها طوال يومها في الجامعة حتى عادت الى المنزل مساء" وهو ينظر اليها ويؤشر الها بالهاتف كان يقول الها يكفي حبيبتي اريد ان اسمع صوتك وهي تنظر اليها وتبتسم وطأطأة راسها بالموافقة ,شعر بسعادة امرة وبدأ يفقز من شدة الفرح انها الليلة التي انتظر بها سماع صوت حبيبتي ...عمري ونيساني وشمس امالي وقمري الجميل ,من جعلت ايامي ربيعا" بعد ان كانت خريفا" بدات اشعر بطعم الحياة لانك فيها هذه الكلمات بدأ بها باتصاله بها ليلا" ,
فاجابته انت روحي وكياني ووجداني صوتك مسيقى اخترقت قلبي ,
انت رائعة طفلتي الجميلة ,يا روحي كم سعدت بسماع صوتك
كم مشتاق لك ولهيب الاشياق مزق اوصالي
فقالت له :- احبك جدا فلا تغيب عني ,,,ارجوك انت نفسي وفؤادي
انسجم الحبيبان وتكلما حتى الفجر باعذب كلمات الحب .......
اتفقا ان ياتي اليها في الجامعة ويزورها ليكما التعارف والحب اكثر واكثر ويقتربان من بعضهما ,في الصباح لم تشاهده بالمحطة فحزنت لذلك وركبت قطارها الى الامعة ولم تتصل به ,حتى وصلت للجامعة فاندهشت به وهو يعزف لها بقيثارته ويغني بصوته الجميل اغنية الحب,كان النظر رائع والكل ينظر اليها ويحسدها على حبيبها ,لقد كان (كاظم) مسيقي يعزف في احد الفرق الموسيقية الوطنية وسبب تاخره تلك اليوم لوجود حفل ,وكان يركب صباحا" معها القطار ليذهب للتدريب على الحفل الوطني ,,شعرت بالمحبة والسعادة الغامرة وكان الدنيا تمطر زهور حمراء وحبيبها يغني الها اجمل الالحان ,
كان حبهما قصة الجامعة باكملها ,مرت الايام وكان ينتظران بعضهما بالمحطة لانها من عرفتهما ببعض واستمرا باللقاء والحديث لم يفترقوا ولا لحظة ,حياتهما معا" ,في الصباح معا" في المساء الهاتف لا يفارق يديهما ,حتى عندما تدرس يكون معها ويحثها على الدراسة ,انه الحب والانسجام والمشاركة ,انتهت الامتحانات وبدأت الاجازة الصيفية وكان جدا حزين لانهما سوف لن يلتقيا , تودعا باخر يوم في المحطة وبقيت اتالهما فقط بالهاتف ,لكن قلبه المعلق بها لم يتحمل فراقها ,فقرر وطلب يديها واخذها الى المحطة وهناك البسها الخاتم ,لتشهد المحطة على حبهما
انتهى
نيسان نصري / العراق
إرسال تعليق
إرسال تعليق