الحمل والطفل
pregnancy

0






قصة قصيرة 
بعر بعران 
الحضور كا ن مميزا ، القاعة تغصُّ بالمتواجدين ، قُدمت كما يجب أعتليت المنصّة ، المحاور جنبي ، همس في أذني ، أستاذ لا أرى أوراق لبحثك هل نسيتها أم ماذا ؟ الخط الأول من الحضور محجوزا للنقاد وكبار الأدباء والمثقفين ، أومأت برأسي وعلى طريقته الهمسية لا تخشى ، كن مطمئنا ، أدخلت يدي في بطانة سترتي كي أنال جيبي الخاوي الّا من تلك القصاصة .
وفي لحظة أخراجها سقطت على الأرض ، نزلت لألتقطها وعيون الخط الأول مريبة كأنها تنتظر مخالفة أو خطأ حتى وأن كان غير مقصود لتنال منّي ، كنت أخشى النقاد - لا أخفيكم سرا - ليس الخشية من ممارسة مهمة أبداعية أثارها العمل المنقود ، بل توجسي من عملية النقد حين تكون أداة لأثبات وجود الناقد وهو يلتذ بالأقصاء والإلغاء ، والدوس على كل القيم والمثل للآخر ، ولا أستغرب لأنه نابع من عالمنا العربي والإسلامي غير البنّاء . كل ذلك في بضع ثواني مرّت في ذهني سريعا . عدلت من جلوسي ، والقصاصة في يدي ، وبدأت 
السيدات والسادة ، الحضور الكريم ، السلام عليكم .
بحثي ياسادة ياكرام ، لا يتعدى ثلاثة أسطر لكنه يحمل من المعنى الكبير في تعريف الرجعية . 
كنه البحث ، قائم على بعثرت لفظة عرب ، ومن ثم أعادة ترتيب حروفها بما يناسب الواقع العربي ، مع أضافة الألف والنون . مثلا عرب ممكن أن تكون بعر ، والبعر مع أضافة الألف والنون تكون بعران . النتيجة المتحصلة - العرب .. بعر بعران - من هنا بدأت حضارتهم وانتهت ، وللأسف لحمي ودمي من هذه الحضارة ، أشربت قلوبنا ، سبرت أغوارنا رغم أصولنا السومرية . 
(مصدق الخزاعي)

إرسال تعليق

 
Top