انفصال
كانت في الحي امراة جميلة ذات الشعر الاسود الطويل وعيونها العسلية التي تلهب وتسحر وتفعل الفنون كنا نحب ان نراها دائما ’ونتتظر قدومها من شارعنا ,عطرها ينثر الورد في الحي ونظراتها تسحرنا من حيث لاندري الى اين نذهب ’نتبع السيقان المخملية الجميلة ونقطع المسافات بعدها ’ وهي تلتفت الينا وتسحرنا بضحكاتها وصوتها العذب ,مرت الايام وكبرت انا واكملت دراستي وكان كل حلمي ان احظى بتلك الجميلة وتكن نصيبي انا ’’وافتخر بها امام اهل الحي وسافر معها لي الى كل العالم ......واخبرهم هي لي وحبيبتي تلك الجميلة الخلابة الساحرة ’كان همي الاول ان اكون حتى تحير بي العيون وفارس الاحلام اكون لها ’واجتمع معها في الحب والسعادة ’كانت معشوقتي وحب حياتي وفارسة احلامي ,هي هدفي ومبتغاي وسر حياتي , حصلت على الشهادة والوظيفة واصبحت شاب مهم في الحي , الانظار تتجه الي والكل يراني الان اني ساحر العيون ’حيث اسير بالحي وانظار الفتيات علي ’كان لا يوجد غيري شاب في الحي ’الوحيد الفريد الذي لا مثيل له ,سلطان بشموخه وهيبته ,قررت امي ان اتزوج واكون عيش جديد وحياة اخرى , لم يكن في قلبي الا تلك الجميلة الساحرة ,وكأن امي تعلم امي امرأة بسيطة جل تفكيرها انت اتزوج حورية ,والزواج التقليدي في حينا ان تخطب امي من ترغب ’وكنت فطن لان امي سوف تختاري الي حوريتي التي ارغب بها ,,,,تحقق مرادي وكانت حوريتي هي خطيبتي ’’تم الاتفاق وعقد القران واصبحت ملكي اجمل فتيات الحي وانا ملك الان وهي ملكيتي واميرتي الجميلة ’كان حفل زفافي شيء رهيب ومثالي لان امي صرفت كل مبلغ لديها على هذا الحفل ,واطلق عليه حفل الحي الاسطوري ,,تمنى الي الجميع السعادة ولكن بحسد لأني فزت بالحورية التي لم يبقى شاب لم يخطبها في الحي وتمنعت لأنها ارادت ملك مثلي ’’اخذتها وسافرت الى احد البلدان لا قضي معها اجمل الايام واحقق احلامي في السفر والهيام وان يرى الناس اجمل عروس ,عدت من السفر وكنت اسكن مع امي وعروستي حورية كانت اجمل الايام مع عروسي وامي ,حتى جاء ايام سوداء بدا المشاكل بين امي وحورية لا يوجد تفاهم ,حاولت ان اتدخل وانهي الخلاف وتكلمت مع حورية لتعامل امي باحترام ’فأخبرتني ان امي خادمة لها لأنها جميلة ولا يمكن ان تتعب وان تعمل ,كان كلام حورية كالصاعقة على قلبي ,,حرت بين امي وحبيبتي في ذلك الوقت ,,صمتي على تصرفات حورية ,جعلت امي تصمت وتعمل لخدمتي انا وزوجتي ’انه لا جدوى مني بإيجاد حل للمشكلة وان حورية لن تتنازل ابد" عن موقفها ,,مرت الايام والوضع يزاد سوء امي متعبة ومرهقة ,هنا قلت نفسي كفى يجب ان اتحدث معها ,,حدث جدال بينانا كبير تلك الليلة وكانت تصرخ علي وتبكي بحرقة لغرض ان اتنازل لكن انا لم اتنازل بقيت مصرا" على رايي ,تركت حورية البيت وذهبت الى منزل عائلتها ,,وانا قبلت يدي امي واعتذرت منها لان قراري جاء متأخر , صمت امي ونظرت الي بابتسامة خفيفة كأنها تقول لي سوف اتحمل الخدمة ولتبقى زوجت سعادتك اهم مني ,وكان ردي سريعا" لن تعود الا ان تعتذر وتكون عونا" الك ,,عرف اهل الحي بأمر الخصومة وكان الجميع ينظرون لي باني مذنب ومجرم وحورية هي الضحية ,تجمع الحزن علي والالم ,ومرت الايام كأنها كابوس اسود ورغم ذلك لم اذهب لإحضارها من بيت اهلها حتى وصلني خطاب من اهلها انها مريضة ولابد ان اخذها الى الطبيب فهي مسؤوليتي ..رغم شكي بانها كذبة لا ذهب اليها فاردت التأكد ,, ذهبت مسرعا" اليها وكانت تعبة جدا" والمرض واضح عليها اخذتها الى الطبيب وجاءني الخبر انها حامل ,هناك طفل بالطريق ولابد ان اتنازل عن عنادي وكبريائي وارجعها الى المنزل ,عدت الى البيت وهي معي شاهدتها امي فاردت ان ابرر وقلت لأمي ’’سوف يأتي حفيد للبيت ’’ كانت فرحة امي لا توصف نسيت كل المشاكل وبدات بعناقي وتقبلي ومن ثم الى حورية الي ابعدت امي بحجة انها مريضة وتخاف على الطفل ,ابتسم امي ونسيت الامر كأن لم يكن شيء ,,مرت الايام علينا بصعوبة فامي خادمة وهي سيدة المنزل وكلانا صامتان خوفا" على الطفل ,حتى جاء يوم الولادة واصبحت اب طفل جميله اطلقت عليه اسم (رامي),,احسست بتغير كبير يحدث لي وحياتي تغيرت مع هذا الطفل وتمنيت ان تتغير حورتي الى ان تكون افضل بالتعامل معي ومع امي بما انها اصبحت ام شعور وعاطفة الام بداخلها تكون كبيرة وتغيرها ,انتظرت التغيير واتابع ذلك تعلقت بطفلي كثير(رامي) هو ابني وحبيي وفلذة كبدي وكان مصدر سعادتي بالبيت هو فقط وامي اما حورية كانت امرأة لا اعرفها تغيرت كثيرا" واصبحت كالشيطان لا تهتم بطفلها وامي تتحمل كل المسؤولية بالبيت وهي تجلس كالأميرة ,,كان الامر صعب لكن الصبر طريقي وطريق امي فقط من اجل ولدي (رامي) ,اصبح رامي بعمر الخامسة وكان طفل انيق ولطيف جل وقته مع امي لان امه لا تهتم به ,حتى ذلك اليوم الذي مرضت به امي واصبحت بحالة سيئة سحبت حورية الطفل منها وجعلته لا يقترب ,خوفا" عليه ,ساءت احوال امي رغم لم يبقى طبيب الا ذهب اليه لكي يعالجها لكن بلا جدوى ,تركت عملي وبقيت مع امي لا تهتم بها حتى فارقت الحياة وانتهى فرحي بفراقها وحزنت عليها كثيرا" واستمريت لأيام طويلة وانا ابكي على فراشها واشتم عطرها ,حتى شكت مني حورية بان اهملها بحزني ,فعدت الى رشدي وصوابي وتركت الحزن ووضعت همي على بيتي طفلي وزوجتي ,تأملت ان اعيش بسعادة معي حتى تسعد امي بقبرها ,تقربت واهتمت بحورية وطفلي (رامي) لكن كانت حورية انانية لا تحب الا نفسها وهنا ادركت انه لم تكن مشكلتها مع امي بل معي انا ,هناك بعد فكري بيني وبينها احسست بعذاب كبير لا اكاد افهم من تكون هي ,حتى جمالها الخلاب بدا لا يعنيني بشيء ولا ارها مثل اهل الحي هي الجميلة المدللة , هي زوجتي الان وام طفلي احببت ان تكون لي ومعي وبات امنيات بالموت في جحيم الانفصال عن بعضنا البعض ,هي ليست معي وانا اكابر بما تفعله كي تستمر الحياة ويعيش ابني بسعادة ,ولكن الصبر بدا ينفذ اين حوريتي الجميلة بتوا اشتاق اليها .من هذه التي معي جسد بلا روح امرأة خلقت لتعيش لنفسها لا لمن حوالها ,الملل يقتلني الوحدة زادت علي حتى طفلي الذي كنت احبه واصبر لخاطره بدأت لا اراه ولا اهتم به وقتي مع عملي واعود متأخر وهم نائمان واخرج صباحا" وهم نائمان ,بات البيت غريب عني لا اعرف لمن ومن هم به انهم غرباء عني فقدت كل شيء بسبب بعدها عني وعدم اهتمامها بي ,الهم والحزن كثر علي وبات شكلي كأني عجوز ,والذي يقتلني هي لا تهتم ببعدي ولا تسال عني كأني غير موجود ولست زوجها واب طفلها ,هي امراة انانية لا تحب غير نفسها ,,,,التفكير كثير والافكار قاتلة بداخلي حتى قررت ان اخرج من الجحيم الذي اصبحت فيه وجلست وتحدث معها عن الانفصال ,,تفاجاءت من قراري لانها لم تفكر بالحظة انني سوف اتركها ,,ضحكت وتقهقهت لتغريني بها .............سابقا" ياحوريتي الان انت لاشي ء بالنسبة لي جسد جميل امامي بلا مشاعر ولا قلب مظهر جميل فقط ,,وانا اريد امراة تشاركني الحب والمشاعر ان تفهمني وان تحيا معي ,,,كانت القرار كالصاعقة عليها انتهى كل شيء انفصلنا وكان الضحية طفلي (رامي) سوف يعيش الشتات بيني وبينها ,,سامحني يا طفلي لم استطع الصبر اكثر وكان قراري الانفصال وانت وحدك من سوف تعاني ,,,,,,,انتهى
نيسان نصري / العراق
إرسال تعليق
إرسال تعليق