طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان.
بقلم : صديق فارسي. ٠٩/ رمضان / ١٤٣٧ هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
يتخرج سنوياً عشرات الآلاف من مختلف جامعات الحياة بمختلف كلياتها وأقسامها.
وفي الجامعة الرمضانية سنتعرف وفي كل يوم على كليّة من الكليات في تخصص لعلم من العلوم أو فن من الفنون.
واليوم سنقوم بزيارة ... ( كلية المنطق ).
ميثاق الكليّة قوله تعالى :
( وقولوا للناس حسنى ).
لاحظ للناس كافةً مهما كان صنفه أو عرقه أو مذهبه أو لونه أو جنسه.
تنشط وسائل التواصل الإجتماعي في الأجواء الرمضانية وتهب وتدب بما لذ وطاب من أحاديث شيقة وقصص رائعة وأفكار وأشعار وأنغام وأرتار.
إنها الليالي الرمضانية التي يحلو فيها السمر ويتصل بها السهر ويزهو فيها القمر.
بصدور منشرحة ونفوس مطمئنة تغشاها السكينة وتسكنها الرحمة وتتنزل عليها الأنوار الربانية لشهر الخير والبركة والإحسان.
الفروع الرئيسية لكليّة المنطق.
١-
( فرع النبرات ).
الصوم يضبط نبرة الصوت ويهذبها لتحقيق القاعدة الإسلامية للنبرات الإنسانية السليمة.
( وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) كما جاء في كتاب الله تعالى.
٢-
( فرع النوعية ).
الصوم يقيد اللسان عن الفحش من القول وإلا فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
وذلك لتحقيق القاعدة الإسلامية لنوعية الكلام الإنساني السليم والمناسب للغة التخاطب الذي يجب أن يكون بين الناس كما جاء في قوله تعالى :
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا.
الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
٣-
( فرع النتائج المترتبة على المنطق ).
من شأن الصوم أن يهذب النفس ويهديء الطباع ويجعل الإنسان متبصراً في نتائج المنطق الذي يصدر عنه لكي يزن الكلام ويحسب الحسابات لما يتوقع من إيجابيات أو سلبيات قد تترتب على المنطق.
وبالتالي يكون المنطق للإنسان متوافقاً مع القاعدة الإسلامية في قوله تعالى :
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا.
كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ.
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ.
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ.
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ.
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ).
يتخرج الإنسان من كلية المنطق الرمضانية بخلق منطقي إنساني وفق أفضل وأجمل الأساليب التربوية للنفس البشرية لينعم بها بحياة سعيدة هنيئةٍ مع أفراد المجتمع.
إبتداءً من أهل بيته من زوج وزوجة وأبناء ومن يتبعهم وإنتهاءً بعلاقات عامة مع مختلف الشعوب والديانات والمذاهب والملل ورغم وجود الإختلافات والأنقسامات وماتخفي الضمائر والقلوب لمن نحب ولمن لا نحب.
يبقى المنطق الإنساني السليم والذي نتخرج به من الجامعة الرمضانية هو الحل وهو السبيل الذي ليس له بديل.
لأن رمضان مفتاح كل خير وبشر 🌧.
إرسال تعليق
إرسال تعليق