طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان.
بقلم : صديق فارسي. ٢٠ / رمضان / ١٤٣٧ هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وفي الجامعة الرمضانية سنتعرف وفي كل يوم على كليّة من الكليات.
( كلية الإرادة ).
فأردت ....!
فأردنا .....!
فأراد ربك ....!
أنا أريد وأنت تريد ويفعل الله بِنَا مايريد ....!
كلنا لنا إرادات ورغبات وأمنيات ومقاصد وأهداف.
ولكن جميعها هي ونحن وكل الأمور لا تخرج عن إرادة الله تعالى.
فَلَو كنّا قد أردنا شيء وحصل كما أردناه.
فهذا يعني أن الله تعالى وفقنا لما قد شآءت به إرادة الله تعالى فنحمده ونشكره على أن هدانا وجعل مانريده طبقاً لما يريد سبحانه.
وإذا لم يحصل لنا مانريد فليس لنا إلا أن نعيد ترتيب أفكارنا وأهدافنا كما شآءت حكمة الله وإرادته لنا.
لأن الخير كل الخير فيما يريده الله تعالى لأنه بكل شيء بصير.
ويعلم مالانعلم وهو اللطيف الخبير.
لقد عاصرنا وشاهدنا الكثير من الأحداث التي يعترض أصحابها على إرادة الله تعالى ويظنون أن ما يريدونه ويسعون إلى تحقيقه أو الحصول عليه هو الأفضل والأولى والأهم.
ثم لم يلبثوا إلا وجدوا نتائج إعتراضهم على أقدار الله تعالى وإرادته.
بأن تتمخض عنها أحداث مغايرة لما كانوا يتوقعون بحيث تجعلهم يدركون وربما بعد فوات الأوان.
أن إرادة الله كانت خير من إرادتهم وإختيار الله كان خير من إختيارهم ومشيئة الله كانت هي الأفضل والأجمل والأكمل.
ولو مهما بدت لنا نتائج تخطيطنا وتدبيرنا وإرادتنا بأنها محكمة ومضمونة النتائج إلا أن إرادة الله تبقى هي الأولى والأجدر والتي فيها المصلحة العظمى عاجلاً أم آجلاً ومن قريب أو بعيد.
وهذا لا يتعارض مع أن تكون لنا إرادة وأهداف وتخطيط لحياتنا ومستقبل أيامنا والحرص على ماينفنا ويحقق السعادة لنا في حدود مايرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والأخذ بالأسباب والجد والعمل لتحقيق ذلك.
ولكن أخيراً لابد من التسليم والرضى والقبول بالنتائج والتفاعل معها والتأقلم مع الأوضاع ومسايرة الأمور الحياتية فيما لا يغضب الله.
مع الصبر والتحمل لبعض المنغصات الحياتية التي هي من سنن الحياة ولن تخلوا الحياة من الكبد والمكابدة.
( لقد خلقنا الإنسان في كبد ).
أما البحث المستمر عن تطويع الحياة وجعلها كما نحب ونريد فقط فهذا يجعل الإنسان في شقاء دائم وجهد مضني ومستمر وحياة تعيسة بئيسة غير مستقرة.
إن من يبحث عن الإستقرار عليه أن يسلم أمره لله تعالى ويرضى بكثير من النتائج التي تحصل في حياته ليس كما يريد هو.....!
بل كما أراد الله تعالى وقدر له وعليه......!
لأن من رضي بما أراد الله تعالى له وقدر عليه......!
فله الرضى ومن سخط فعليه السخط.
إحفظوا هذه القاعدة المعروفة والمشاهدة والمجربة والتي لا تأتي إلا بخير.
ترضى بإرادة الله يرضيك بقدرته.
( وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله في خيراً كثيراً ).
البعض إذا وجد مايزعجه في الحياة من أمور تحصل عكس مايريد من زوجة أو زوج أو إبنة أو إبن أو أخ أو أخت أو قريب أو بعيد فإنه يغضب.
بل كلنا نغضب لذلك لأننا بشر وشيء طبيعي أن نغضب.
لكن ليست المشكلة في الغضب وإنما في ردات الفعل التي قد تترتب على الغضب.
( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) حديث شريف.
عندما تغضب سلم أمرك لما أراد الله تعالى ولا تحاول أن ترد على إرادة الله بإرادتك وتسخط على أقدار الله وتعترض بل سلم الأمر لله تعالى.
وخذ بالأسباب وتعامل مع الأمور بصبر وحكمة وإيمان وأعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
جُفّت الأقلام ورفعت الصحف.
ورمضان شهر الصبر والمصابرة والمرابطة وتقوى الله لعلكم تفلحون.
لأن رمضان مفتاح كل خير وبشر 🌧.
تنويه
-----
إخوتي الأعزاء.
بناءً على طلب بعض الأصدقاء المتابعون لنا
على أن نتوقف عن النشر خلال العشرة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل لرغبتهم التفرغ لصلاة القيام
وقد كنت أتمنى لو أكملت معكم حتى نهاية الشهر
وكن نزولاً عند رغبتهم فإننا سنتوقف عن النشر إلى ما بعد رمضان المبارك.
سائلين الله تعالى لنا ولكم وللمسلمين صياماً مقبولاً وعملاً صالحاً مبروراً
وكل عام وأنتم وجميع الأمة العربية والإسلامية بخير وسعادة وهناء.
وعيدكم مبارك. ونلقاكم بعد رمضان إن طال بِنَا العمر.
حفظكم الله تعالى.
إرسال تعليق
إرسال تعليق