قصة قصيرة
إله
الحب في الشرق وجع قلب ، يتوارى خلف جدران المدينة المتهالكة وألم جسد وعيون تتسع حدقاتها ونشاط خيال لعاشقة تشعر بالغيرة . نور لنافذة وحبيب يحب اللعب في الظلمة ويعتبرهاهي اصل كل وجود والكذب اكثر وجوبا من الصدق فيلسوف ساخر بكل ماهو حوله ، إله يسير بين البشر .
دائما كانت تلك الخلافات التي تطفو على سطح علاقتهما والسبب الرئيسي كان غيرة تلك العاشقة لحبيب متنقل في الهوى بين البر والبحر .. ومدينة تراقب بشراسة قلوب العشاق لتقتص منهما في اية لحظة .
كانت لقاءاتهما سرقة من زمن تلك المدينة اوقات من الخوف اكثر من لحظات عشق تجمعهما وقبلٌ تصل حد النخاع واحضان بحجم الكون يشعرون خلالها بنشوة انتصار العشق على البغض .
وفي احدى تلك الخلافات اخبرها :
- انكِ تشكين بحبي وهناك فرق بين الشك والغيرة
ردت عليه بانزعاج
- والله كان خطأً مني حين عبرت لك عن حبي بهذه الغيرة ، لحظات ضعف لا تستحقها
اجابها بتجهم واضح
- وكيف ستعرفين الحقيقة وقد دخلت الغيرة رأسكِ الجميل
- هو الحب وانتَ لا تشعر
كان يحب ان يشعل نار غيرتها التي يراها في عينيها وصوتها وحتى عراكها معه
قال لها :
- هل تعلمين ان الغيرة لاتسمح بالتفكير العقلاني ، ستبقيكِ دائما مشوشة
اجابته والغضب بدأت تزداد وتيرته بينهما
- اي عقلانية تلك التي تتحدث عنها حتى انها غير موجوده بعلاقتنا هذه ايها المتذاكي !
اجابها باستهزاء وغضب
- اها اذن لاتوجد عقلانية بعلاقتنا اليس كذلك !؟ وانتِ التي ظلمتِ بعفن الشرق ولا تستطيعين الخلاص إلا بعشق خلف جدرانه النتنة !!
- نعم حقا ومع كل هذا تردها لي باللعب من خلف ظهري! فقط لانني لا امتلك الشرعية حتى بغيرتي عليك ! اي منطق هذا اخبرني بالله عليك !؟
الشرعية !؟ تباً لها من منا استطاع امتلاكها! واي منطق هذا الذي يكون صحيحا بمكان ويعتبر جريمة بغيره !
ارادت ان تخفف من وطأة هذا الخلاف الذي جعل من لقاءهما نزاعا اخبرته
- هل تعلم حبيبي البارحة سمعت صوتك ، كان عاليا لكني لم افهم منه كلمة !
رد عليها بشيء من المزاح
- لم اسكر منذ ايام ولم تخطو قدماي شارعكم !؟
ردت عليه والابتسامة عادت مشرقة بوجهها الجميل
- اذن لعله الصوت الذي اسمعه دائما يأتيني من السماء !
- اهو الله !؟ اتظنينه موجود !؟
- نعم حبيبي هو موجود ، سلة بزهور تتدلى فوق رؤوس النساء
عاد له جنون المزاح مرة اخرى وارد ان يتدفأ بنار غيرتها
- ايحب الله النساء !؟ كان سؤاله غريبا لم تسمعه سابقا
اجابته بحزم :
- نعم الله يحب كل النساء
- لكنه لم يتخذ له عاشقة كما انا !؟
- لن يفعلها حبيبي !
- لماذا باعتقادكِ !؟
- كي لا يخنق احد النساء !
اجابها بقوة وحزم اكبر
- اها اذن ستسمعين اليوم اهات كل النساء ! فلا تخنقيني بغيرتكِ
ساكون اليوم إله !!
منى الصراف / بغداد
إرسال تعليق
إرسال تعليق