قاربُكِ الملحُ..
............
بمنأى عن القطارات الصاعدة
عن العصر المحفوف بالارباب
وعن رخاميات غارقة بلجة سواكِ
وعن جروف لا تلمس سلطان قدميكِ
وعن رياحك البيضاء،
سأدفع دفة خشب النأي بعيداً
لعلكِ تمرين خفافا
ولعل الفصول القادمة
تأخذني من اصابعي الداميات
حيث مساحات الخيول الضامئة
وحيث القناطر العمياء،
وحيث لا أدري
أين تسيرُ شوارع قلبي.
..
أنتي ما تزالين
تلوحين برأسي
بمناديل زواياك
كأنك غير معتادة على جوع الحيّرة
ساعة تفقد مفتاح الصبرِ.
وبعيداً عن تقاويم الجدران الكالحة
ومن غير ضجيج سأرسم ميسمكِ
سأغلق على ثياب نومكِ باب القلب
وجفن العين
وسأبقيك خلف الاشياء مشرعة
بلا رتاج.
كيف عودتُ أناملي القديمة
على بربرية جسدكِ
وكيف اعطيتك القفل والمفتاح
ونتوء المواجع
وبالأمس كنتُ وسدتكِ روحي
ولسريركِ الحلم والشفتين
وكم اعتنيت باحتلام عينيكِ
طفلة من شغاف.
وقلت اغترفي لعنقودكِ المشتهى
هذا مائي
وغامرتُ في الناي بعيداً،
قاربك كان الملح
مساميره من قطن القيظ
وخلفتُ ورائي كل الموانئ
إلا بحركِ،
وغامرتُ...
إرسال تعليق
إرسال تعليق