الحمل والطفل
pregnancy

0




نحو رؤية ضاربة في العمق [1]
صفحة من كتابي: نظرية النطق

بقلم: يحيى محمد سمونة


ما كادت بعض مداركي أن تتفتح حتى أذهلتني الحالة المؤسفة التي نحن عليها الآن!!
و طبعا لست أتحدث عن صراعات مريرة غادرة خلفت فينا آثارا نفسية قاتلة ! و لا أتحدث عن حالة ذل و قهر و خنوع وصلنا إليها !! و لا أتحدث عن تحكم الأراذل في مجريات حياتنا و توجيهها الوجهة الخبيثة الماكرة!! فهذه كلها ليست سوى نتائج حتمية للأسباب الحقيقية الكامنة وراء حالتنا المنكوسة التي آلت إليه بلادنا و أوضاعنا الإجتماعية
لكن الذي أذهلني هو حالتنا الثقافية [العلمية ـ المعرفية ـ الفكرية] و الطليعة المثقفة التي تقوم عليها ـ هي طليعة محشوة بكل شيء عدا الثقافة ـ [عذرا إذ أعمم القول فذلك معيب في فن الخطاب،غير أني أسطر كلامي بناء على الأعم الأغلب !! و لا يمنع ذلك من وجود بضعة استثناءات تكاد لا تظهر ! ]
ترى، مالذي جعل حالتنا الثقافية بهذا الشكل المزري ؟! و هل نعي حقيقة الأمر فيما وصلنا إليه من شؤم؟! وحتى لو أدركنا حقيقة الأمر، فهل نحن على استعداد نفسي و معنوي و تقني كي نغير من واقعنا !! و أن نعهد إلى أبنائنا بمستقبل واعد تزدهر معه حياتهم طبقا لامتلاكهم رؤية استراتيجية بعيدة المدى تستقيم بها حياتهم

إن خلاص أمتنا مرهون بنهضة ثقافية واعية، متوازنة، راسخة و مستحكمة.
و إن الصراعات المريرة التي يشهدها هذا الوطن ما كان لها أن تحمل لا حاضرا ولا مستقبلا بذور خير و نماء و عطاء طيب مبارك للأجيال القادمة ، حتى و إن ادعى أصحاب تلك الصراعات أنهم يبتغون خيرا لهذا الوطن و لهذه الأمة!!

إنني إذ أقول لكم أيها الاحباب أن حالة السوء التي نحن عليها الآن سببها الحالة الثقافية الكرنفالية المبتذلة التي تهيمن على حياتنا طوعا أو كرها منا !! فذلك يعني أنه لا منقذ لنا ألا أن نحلف ثلاثا على تلك الثقافة المريضة التي تستهلك أعمارنا و لا تحقق لنا ازدهارا 
و لقد أحصيت لكم أيها الأحباب جملة الأسباب التي أودت بالحالة الثقافية لهذه الأمة حتى جعلت منها غثاء و زبدا. عساي في منشوراتي اللاحقة أن استعرض معكم بعون الله تعالى شرحا و تفصيلا لبعض من تلك الأسباب لعلنا نكون بذلك على بينة من أمرنا و نسبر برؤيانا الفاحصة مجاهل المستقبل و نضع على خطوط المواجهة الأولى عتادنا الثقيل الذي يحول دون اقتحام حمانا و يحول دون استباحة مواطن عزنا و كرامتنا

و كتب: يحيى محمد سمونة.


إرسال تعليق

 
Top